هل تسرق الشاشات استقرارنا النفسي؟ خبير يوضح - بوابة الشروق
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 1:22 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

هل تسرق الشاشات استقرارنا النفسي؟ خبير يوضح

رنا عادل وسلمى محمد مراد
نشر في: الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 11:56 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 11:56 ص

أصبح قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات جزءا أساسيا من يوم الكثيرين، لكن ما لا يدركه البعض هو حجم التأثير النفسي والذهني لهذا الاستخدام الممتد. فكلما طال وقت الشاشة دون حركة، تراجعت جودة النوم، وضعف التركيز، وازدادت حالات الإرهاق الذهني، وهو ما قد يمهد للإصابة بالقلق والاكتئاب. ومع انطلاق المبادرات المنادية بتقليل سيطرة الشاشات على حياتنا كمبادرة "يوم بلا شاشات" التي انطلقت في سبتمبر الماضي يصبح من الضروري معرفة تأثير الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي على صحة أدمغتنا وكيف يمكن أن تسرق استقرارنا النفسي، وهو ما يوضحه لنا عمرو مجاهد الأخصائي النفسي الإكلينيكي، من خلال تصريحاته لـ"الشروق".

 

مدة التصفح أم وقت الشاشة أيهما صاحب التأثير الأقوى على النفسية؟

أوضح عمرو مجاهد، أنه كلما زاد وقت الشاشة بدون حركة يؤثر في جودة النوم ويؤثر على التركيز ويسبب إرهاقا عاما للمخ وذلك قد يكون سببا للإصابة بالقلق والاكتئاب، ولكن العامل الأهم من المدة هو التعرض المستمر للمحتوى القائم على الجدل أو الأخبار السلبية إذ يرفع مستوى هرمون الكورتيزول المسئول عن الشعور بالقلق. وحتى بعد انتهاء المشاهدة يظل الشخص في حالة توتر غير مبررة، كأنه لا يزال داخل دائرة الخطر.

وعلى الجانب الآخر ترفع المقاطع القصيرة المضحكة والريلز من معدل إفراز الدوبامين بشكل كبير، ما يخلق ارتباطا يشبه الإدمان. ومع الوقت يفقد المتلقي القدرة على الاستمتاع بأنشطة أخرى، ويصبح سريع الملل ويبحث عن جرعات أكبر من هذا التحفيز فيقضي وقتا أطول أمام الشاشة.

 

حلقة المقارنة.. وتآكل تقدير الذات

وأضاف أن المقارنة تأتي في الترتيب الثاني من العوامل الأكثر تأثيرا على المزاج، حيث أن الانغماس في مقارنة الذات بحياة الآخرين، سواء صناع المحتوى أو الأصدقاء. خاصة مع ضعف الثقة بالنفس يحول المنصات إلى مساحة تعزز الشعور بأن حياة الآخرين أفضل، ومع الوقت يتضاعف الإحباط ويتدهور المزاج.

وبطبيعة الحال فالأمر يزداد تعقيدا لدى المراهقين، إذ ترتبط هذه المرحلة بالبحث عن القبول وتشكيل الهوية الاجتماعية. فيتجه البعض إلى تقليد مؤثرين أو تقديم محتوى شائع بين أقرانهم فقط من أجل الحصول على الإعجابات. وعندما لا تتحقق الاستجابة المتوقعة، يظهر الإحباط سريعا وقد تتولد أفكار عدائية أو مشاعر ضغط نفسي شديد.

 

لماذا يقع الدماغ تحت تأثير الشاشات بهذا الشكل؟

أوضح مجاهد أن السبب في ذلك يرجع إلى ما يسمى بـ"ميكانيزم الإدمان السلوكي" فمراكز المكافأة في المخ تتأثر بالشاشات كما في حالات إدمان الألعاب أو القمار مثلا خاصة بسبب ارتباط المخ باتباع نمط معين عن طريق مشاركة منشور ما وانتظار الحصول على الإعجابات ولأن عدد الإعجابات غير ثابت فيشعر المخ بالمغامرة وهو ما يسمى بالمكافأة العشوائية.

 كذلك تؤدي كثافة المعلومات العشوائية على السوشيال ميديا إلى ضغط كبير على الدماغ، خاصة مع الخوف الدائم لدى البعض من أن يفوت عليهم شيء ما إذا انقطعوا عن الشاشات لبعض الوقت. ومع استمرار هذا النمط تظهر علامات الإدمان السلوكي.

 

علامات تشير إلى وجود بوادر إدمان لمنصات التواصل الاجتماعي

وأشار إلى أن من أبرز العلامات التي توضح وجود اضطراب في طريقة استخدامنا للشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي هو عدم السيطرة على الوقت وتحول التصفح لسلوك لا نستطيع التوقف عنه وتأثر نظام نومنا وسيطرة المحتوى الذي نراه على حياتنا ومزاجنا فتصبح لدينا رغبة بأن نكون جزءا من كل تريند، بالإضافة إلى فقدان القدرة على التركيز في مهامنا اليومية والاستمتاع بها.

 

الصدمة الرقمية.. عندما يصبح الخبر عبئا

وشدد على أن التعرض المتكرر للأخبار السلبية قد يتحول إلى عبء ثقيل على الجهاز العصبي فبعض الأخبار الصادمة تحدث "صدمة صغيرة" في كل مرة، وتجعل المتلقي يشعر وكأنه جزء من الحدث، ما يؤدي إلى تآكل الحدود النفسية وظهور هجمات انفعالية عند رؤية الألم أو العنف.

ومع أن متابعة ما يحدث حولنا ضرورة إنسانية، فإن حماية النفس ضرورة لا تقل أهمية بل قد تكون أهم فنحن نحتاج إلى الحفاظ على سلامتنا لنستطيع تقديم التعاطف والدعم بشكل صحيح. لذا فينصح بضرورة معرفتنا لقدراتنا النفسية وما نستطيع تحمله فقدرة احتمال كل متلقي تختلف باختلاف طبيعته النفسية وشخصيته، فإذا أردت المتابعة عليك تحديد كمية ونوعية الأحداث التي تستطيع احتمالها، وعند التعرض لخبر صادم قد يساعدك التعبير عن المشاعر عبر الحديث مع شخص موثوق، أو كتابتها، أو الخروج للمشي، حتى تستطيع تفريغ ما برأسك ولا تتراكم المشاعر السلبية، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن الشاشات قبل النوم بفترة أو على الأقل تقليل الإضاءة لمنح المخ فرصة للتعافي من حالة الهياج التي تسببها إضاءة الشاشات.

 

 

   

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك