قبل 20 ألف عام.. إذا كنت تشرب اللبن ولم تمُت فأنت من المحظوظين! - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:35 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل 20 ألف عام.. إذا كنت تشرب اللبن ولم تمُت فأنت من المحظوظين!

بسننت الشرقاوي:
نشر في: الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 11:24 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 11:24 ص

إذا كنت لا تعاني من اضطراب المعدة بعد شرب كوب من الحليب المثلج، فأنت من المحظوظين.

ووفقا لما ذكر في موقع «so yummy»، نقلا عن تقرير الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، فإن 35% فقط من سكان العالم -اعتبارا من عام 2012- يمكنهم هضم مادة اللاكتوز، أي السكر الرئيسي في الحليب، بينما لا تقدر البقية.

وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو منخفضًا، إلا أن 35% تمثل قفزة هائلة في عدد سكان العالم بعد أن كانت البشرية تواجه صعوبة في هضم الحليب قبل أكثر من 20 ألف عام؛ لأن في ذلك الوقت لم يكن بمقدور أي طفل في سن الرضاعة أن يشرب اللبن دون أن يصاب بالإسهال؛ ما أدى في بعض الحالات إلى الموت.

ويوضح التقرير أنه قد أجريت دراسة في عام 2009، قام بها باحثون من كلية لندن الجامعية، وجدت أن تغيرا جينيا قد حدث في مزارع الألبان الواقعة بين دول البلقان وأوروبا الوسطى، سمحت للسكان هناك بشرب الحليب دون أن يصابوا بمرض.

وفي نفس السياق، فإن معظم البالغين في جميع أنحاء العالم لا ينتجون إنزيم اللاكتيز، وبالتالي يصبحون غير قادرين على هضم سكر لبن اللاكتوز، ومع ذلك، يواصل معظم الأوروبيين إنتاج إنزيم اللاكتيز ذاتيا طوال حياتهم، وفيما يعرف علميا باسم «استمرار اللاكتيز».

وأفاد البروفيسور مارك توماس، بأن التغير الجيني الوحيد في أوروبا يرتبط -بقوة- بإصرار اللاكتيز، ويبدو أنه أعطى الناس معه ميزة بقاء كبيرة، وبما أن استهلاك البالغين من اللبن الطازج لم يكن ممكنا إلا بعد ترويض الحيوانات، فمن المرجح أن مثابرة اللاكتيز قد تطورت مع الممارسة الثقافية من الألبان، على الرغم من أنه لم يكن معروفًا متى ظهر اللبن لأول مرة في أوروبا أو العوامل التي أدت إلى انتشاره السريع.

ويعتقد العلماء في الأصل أن تحمل الإنسان لعنصر اللاكتوز في اللبن قد تطور في شمال أوروبا، حيث احتاج الناس لتعويض نقص فيتامين «د»؛ وذلك لقلة ضوء الشمس، لكن دراسة التي أجراها الباحثون عام 2009 أثبتت أن هذه النظرية غير أساسية، ومع ذلك اعترف البروفيسور في حديثه للإذاعة بأنه غير متأكد من سبب تطور تسامح اللاكتوز مع الجسد البشري بالطريقة التي تمت بها بسرعة.

ومع ذلك يعتقد البروفيسور توماس أن تعود البشر على لاكتيلوز اللبن وانتشار شرب الألبان في البلقان وأوروبا يعود لسببين، الأول هو معاناة السكان هناك من المجاعة بسبب عدم قدرتهم على زراعة محاصيلهم في موسم النمو القصير بعد هجرتهم إلى شمال أوروبا، والثاني هو أن الناس كانوا يحصلون على نسبة لاكتيلوز قليلة؛ لأن الحليب كان باردا بشكل طبيعي، وكانوا يشربونه في صورته الخام بدلا من تحويله إلى زبادي أو زبدة مخمرة تحوي الكثير من اللاكتيلوز.

وفسر توماس التغير الجيني لتحمل أجسام البشر اللاكتيلوز، بأنه من المرجح أن يكون شرب الحليب قد ازداد خلال أوقات المجاعة عند أولئك السكان؛ ما أدى لزيادة أعداد الوفيات بسبب عدم تحملهم اللاكتيلوز، وأن من نجوا من المجاعة نقلوا طفرة إنزيمهم إلى أطفالهم، لأنهم مروا بالقدرة على استهلاك الحليب.

ويؤكد توماس أن هذه مجرد نظرية، قائلا: "لا تزال تلك مجرد نظرية وقد لا نعرف أبدا لماذا تطورت طفرة اللاكتيز بالتحديد، ولا يزال بعض العلماء غير متأكدين من أين أتت الطفرة بالضبط".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك