فى أزمة فنزويلا.. التعليم أول ضحية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى أزمة فنزويلا.. التعليم أول ضحية

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 10:18 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 10:18 م

تفتقر تلك المدرسة الفنزويلية لنوافذ وأيضا أحواض الحمامات، وأما الأبواب فقد سرقت، ما أتاح لطيور الحمام التعشيش ببعض الفصول، وأما مكتب المديرة فيبدوا غارقا فى الظلام، بينما تظهر منه صورة البطل القومى سيمون بوليفارد، ويبرز على بابه بعض أولياء الأمور الغاضبين من كون المديرة تخبرهم شيئًا يعلمونه جيدا "نعم نواجه أزمة بالوقت الحالى".

وبالانتقال لغرفة المدرسين أخبر أحدهم صحيفة الجارديان البريطانية، بأنه لا يوجد بالمدرسة سوى الجدران وفريق الإدارة والمدرسين ولا شيء غير ذلك حتى الأقلام والمحايات لا يوجد منها شيء.

والمدرسة هى مدرسة هوزاى إدواردو سانشيز بمدينة ألبامار، تبعد 12 ساعة بالسيارة عن العاصمة كاراكاس، ولكنها نموذجا متكررا عن ما تواجهه جميع المدارس الحكومية الفنزويلية منذ حدوث الأزمة الاقتصادية عام 2013، والتى تسببت بموجة تظاهرات كبيرة خلال العام المنصرم.

يذكر أن كثير من المدرسين تركوا العملية التعليمية، إما للإشتغال بحرف أخرى، يعوض لهم عائد مادي أكبر لمواجهة الأزمة، أو أن يهربوا من فنزويلا بأكملها ليترك أولئك المدرسون وراءهم طلاب مجهدون من فرط الإهمال بالمدارس ليصيب كثير منهم بحالات الإغماء وسط الحصص لعدم وجود وجبات طعام أو حتى مياه فى المدارس.

ويقول ألجا راموس من المرصد التعليمى الفنزويلى، إنها كارثة أن تشهد مدارس بدولة بترولية كفنزويلا، مثل تلك المهازل، مضيفا أن سبب تلك الأزمة يرجع لما قبل حدوث الأزمة فى عهد الرئيس السابق هيوجو شافيز، الذى سيٌس وزارة التعليم وجعلها أكثر ميلا للعملية السياسية عن أن تكون وزارة مهنية، ما جعلها أضعف من أن تواجه أول محنة تصادفها.

وترك 120 ألف مدرس المهنة خلال السنوات الماضية، والسبب يرجعه دوريس جوسمان رئيس اتحاد المعلمين بولاية بوليفار، لقلة الرواتب التى جعلتهم يرون أن التسول أكثر ربحية من عملهم.

وأضاف جوسمان أن من تبقى من المدرسين فى عملهم يعيشون حياة مزرية بين ساعات انتظار وسائل المواصلات صباحا للذهاب للعمل، وبين العمل بعد الظهيرة كباعة فى سوق محلى للملابس لكسب المزيد من الرزق.

ومن جانبه أنكر وزير التعليم الفنزويلى إيريستوبيلو أيستوراس، فى تصريحاته، منذ شهر، وجود أى أزمة بعملية التعليم، قائلا: "إن التعليم الفنزويلى مرجعا مهما يقتدى به"، مضيفا: "أن الحديث عن أزمة هى إشاعات يروجها الأجانب والمتآمرون على الثورة البوليفارية".

ولكن على ما يبدو أن تصريحات وزير التعليم الفنزويلى، لم تكن مقنعة لأولياء الأمور، الذين قاموا بشبه عملية إضراب داخل مدرسة هوززي بعد استدعاء المديرة لهم بجلسة طارئة فحواها أن يدفع أولياء الأمور مصاريف إضافية لتحمل نفقات شرا ء طاولات وكراسى إذ ليس بوسع الحكومة توفيرها.

وبدأت المديرة بينافيبيس اقتراحها بنغمة من الاعتذار، قائلة: "إن أولياء الأمور عليهم التكاتف لدفع الأزمة مع الرئيس نيكولاس مادورو الذى يحتاج من يسانده"، لتواجه هى بعاصفة من هتافات أولياء الأمور الغاضبين.

وقال بيدرو جارسيا القسيس الذى تدرس ابنته بالمدرسة، إنه من الواجب إغلاق المدرسة تماما لعدم توفيرها شيئا للطلاب ولمعاملتها للمدرسين كالعبيد.

وسارعت المديرة بالرد الرسمى على ولى الأمر الغاضب، قائلة: "إنه ليس من حق أحد أن يغلق المدرسة سوى وزير القوى العاملة".

ولم تكد المديرة تكمل كلمتها حتى أسكتتها صيحة ممثلة أولياء الأمور، سيلفيا ماركيز، التى قالت: "علينا إغلاق المدرسة حتى يتأتي للوزير أن يجد سبب يجعله يزور المدرسة التى لم يأتيها منذ زمن".

وأثارت سيلفيا عاصفة من الهتافات الغاضبة، أمام عجز المديرة عن احتواء المشكلة لتخرج خلف أولياء الأمور محاولة تهدئتهم لتستمر الهتافات حتى خرج الجميع من الحرم المدرسى تاركين وراءهم مدرسة خاوية على عروشها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك