هل يستطيع الإنسان يوما ما تجديد عظامه كما يجدد الأيل قرونه؟ .. علماء يحاولون - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يستطيع الإنسان يوما ما تجديد عظامه كما يجدد الأيل قرونه؟ .. علماء يحاولون

شيان - د ب أ - أنيت شتاين
نشر في: الأربعاء 19 يونيو 2019 - 4:10 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 يونيو 2019 - 4:10 م

تعتبر الحيوانات المجترة من أكثر المجموعات الحيوانية نجاحا على مستوى العالم، حيث تنتشر في الكثير من المناطق، من بينها المناطق القطبية، وتكتسب أهمية متزايدة للإنسان، كماشية.

كما أنه من الممكن أن تصبح هذه الحيوانات مصدر دعم للإنسان، مستقبلا، فيما يتعلق بالطب التجديدي.

فعظام قرون الأيل، مثلا، تتكون بشكل موسمي، ثم يلقيها الحيوان فيما بعد، إنها الجزء الوحيد في الجسم الذي يتم تعويضه في فترة قصيرة لدى الحيوانات الثدية البالغة، وهو ما يجعل عظام القرون مشروعا علميا مهما للقضايا ذات الصلة بتجديد أنسجة جسم الإنسان وأعضائه.

كان الباحثون يحاولون معرفة الأسس الجينية لنشأة الحيوانات المجترة وانتشارها، وكذلك خصوصياتها، وذلك من خلال مشروع RGP العلمي، الذي يدرس المجموع الجيني للحيوانات المجترة، ونشروا الآن أولى نتائج دراستهم في العدد الحالي من مجلة "ساينس" العلمية المتخصصة.

عكف الباحثون تحت إشراف وين وونج، من جامعة شيان والأكاديمية الصينية للعلوم، في الصين، على تحليل قرون الحيوانات المجترة. يأمل الباحثون في أن تكون هذه الأنسجة بدايات للطب التجديدي وعلاجات السرطان.

يقول الباحثون إن القرون يمكن أن تنمو بمقدار سنتمترين ونصف يوميا، ويصل وزنها إلى 30 كيلوجراما خلال أشهر قليلة. ولكن الباحثين أكدوا أن العلم لا يزال في مهده تماما فيما يتعلق بفهم الأسس الجزيئية لهذا النمو المبهر.

أوضح الباحثون أن التكاثر المنتظم للخلايا يحدث خلال هذا النمو بشكل أسرع عن نمو الأنسجة السرطانية ، والذي يحدث خارج سيطرة الجسم. ورغم ذلك فإن عملية الأيض، تحويل الغذاء لطاقة، تشارك في هذا النمو الموسمي للقرون، وهي نفس طرق الأيض التي تلعب دورا أيضا في نمو السرطانات، وفق الباحثين.

وبذلك تتكون كميات كبيرة من جينات بعينها مثبطة للأورام، مثل بروتين PML، المثبط لسرطان الدم. مثبطات الأورام الخبيثة هي بروتينات تضبط دورة الخلية.

كما أن هذه البروتينات تعمل على وفاة الخلايا التي تصاب بأضرار غير قابلة للعلاج في الحمض النووي. وعند حدوث نقص أو أخطاء في هذه المثبطات، يرتفع احتمال تطور خلية سرطانية من الخلية العادية.

قال الباحثون إن تكوين كميات كبيرة من مثبطات السرطان يفسر الانخفاض النسبي في السرطانات التي يصاب بها الأيل.

ربما يوفر التحليل المفصل للآليات التي تقوم عليها هذه القدرات الجينية للأيل، بدايات لتجديد الأنسجة العظمية والعصبية وكذلك أعضاء أخرى لدى البشر، بالإضافة إلى وقف انتشار الأورام الخبيثة والحد من نموها.

أكد داي فاي ايلمر كير، من الجامعة الصينية في هونج كونج، و يونشي بيتر يانج، من جامعة ستانفورد، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في معرض تعليقهما على الدراسة، إن البيانات الجينية التي قدمها الباحثون من خلال الدراسة، توفر أسسا بالغة الأهمية لأبحاث أخرى في نفس المجال. وقال الباحثان إنه في حالة تأكيد دراسات أخرى في المستقبل وظيفة الجينات التي اكتشفها الباحثون خلال هذه الدراسة، فربما كان لذلك آثار واسعة.

يشار إلى أن مجموعة الحيوانات المجترة تضم نحو 200 نوع من الحيوانات، وهي مجموعة متنوعة جدا، وتعيش في معظم مناطق الأرض. هناك أنواع من هذه الحيوانات تزن أقل من كيلوجرامين، وأخرى تزن أكثر من 1200 كيلوجرام. كما أن هناك تفاوتا هائلا في أسلوب حياة هذه الحيوانات.

ولكن الحيوانات المجترة تشترك فيما بينها في صفة بعينها، حيث أنها تمتلك إلى جانب المعدة العادية، ثلاثة مِعَد إضافية. وتساعد هذه المعدة متعددة الأجزاء، استغلال الكربوهيدرات، مثل السليلوز الذي لا تستطيع حيوانات أخرى هضمه، كطعام، وذلك من خلال الهضم الميكروبي.

هناك من الحيوانات المجترة، إلى جانب الأبقار والغنم والماعز، الأيل والغزلان والزرافات. ويعود اسم "الحيوانات المجترة" إلى استعادة هذه الحيوانات الطعام الذي ابتلعته في وقت سابق، إلى الفم، لتمضغه ثانية في أوقات الراحة، قبل أن تبلعه مرة ثانية وتهضمه بشكل نهائي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك