أعربت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية باربرا ليف، اليوم الاثنين، عن قلق الإدارة الأمريكية من تدهور الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية.
وأكدت ليف، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، على استمرار الجهود الأمريكية المبذولة والاتصالات المكثفة التي يتم إجراؤها للتهدئة، مطالبة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة إلى المسار التفاوضي.
جاء ذلك خلال اجتماعها في مدينة رام الله، مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الذي طالب واشنطن بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الإجراءات الأحادية كافة، والالتزام بمخرجات العقبة وشرم الشيخ التي لم تعد قائمة في ظل التنصل الإسرائيلي منها.
كما طالب الشيخ الإدارة الأمريكية، بالتحرك الفعلي في إطلاق مبادرة سياسية تجبر الاحتلال الإسرائيلي على الوفاء بالتزاماتها للحفاظ على حل الدولتين، ابتداء من وقف الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية لمناطق الضفة الغربية وسفك دماء الفلسطينيين.
وأكد أنه "لا يمكن الاستمرار بعقد المؤتمرات الخماسية إن لم يكن هناك تطور فعلي وإيجابي ملموس على أرض الواقع".
وأبلغ الشيخ المسؤولة الأمريكية، أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا هاما، وستتخذ قرارات وإجراءات ردا على القرارات الإسرائيلية وتصعيدها.
يأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 5 برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مداهمته اليوم الاثنين، جنين في شمال الضفة الغربية بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة إن أربعة شبان في العشرينات من عمرهم وطفل يبلغ (15 عاما) استشهدوا برصاص جيش الاحتلال خلال العدوان على جنين.
وذكرت الوزارة أنه تم رصد أكثر من 90 إصابة بجروح مختلفة وصفت حالة 6 منها بالخطيرة بالرصاص الحي في مناطق متفرقة من الجسم.
من جهتهـ قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "المجازر المتواصلة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق شعبنا هي محاولات لتفجير المنطقة وجرها إلى مربع العنف".
وحذر أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، من أن "الوضع الحالي لا يمكن استمراره وعلى المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية خاصة، التدخل فورا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي".
واعتبر أن "الصمت الدولي و الاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد هو ما يشجع حكومة الاحتلال على الاستمرار بجرائمها وشن حرب شاملة ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
وحمل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إسرائيل "مسؤولية إفشال كل الجهود العربية والدولية، التي بذلت مؤخرا لمنع التصعيد والتوتر".
وفي السياق اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن "الصمت الدولي والمعايير المزدوجة تشجع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على ممارسة المزيد من القتل والهدم والترويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وأوردت مصادر محلية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام.
وأشارت المصادر إلى اقتحام عدة منازل سكنية خلال عملية المداهمة فيما أظهرت مقاطع فيديو انفجار عبوة ناسفة في آلية للجيش على أطراف مخيم جنين.
وتدور اشتباكات عنيفة مستمرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وفلسطينيين في عدة مناطق في مخيم جنين ومحيطه في وقت تحدث شهود عن قصف مروحي إسرائيلي لمنزل في المخيم.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته كانت تقوم بعملية اعتقالات في جنين ولدى خروجها تعرضت إحدى المركبات العسكرية لانفجار عبوة ناسفة أسفرت عن وقوع أضرار بها وإصابة 6 جنود بجروح.
وذكر الجيش أن مروحيات حربية أطلقت نيرانها في منطقة مدينة جنين بعد رصد مسلحين فيها، مشيرا إلى أنه تم اعتقال فلسطينيين اثنين "مطلوبين" حيث دارت اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين.
وبحسب الجيش، فإن قواته تعرضت لإلقاء عبوات ناسفة وردت بإطلاق نار مستهدفة المسلحين ورصدت الإصابات في صفوفهم.