«حيازة متفجرات والاعتداء على مقار دبلوماسية وأمنية والإضرار باقتصاد الوطن» اتهامات سكبها ضباط فى مديرية أمن الجيزة، على رأس فادى مصطفى السعيد الطالب بالصف الثالث بقسم التصوير بمعهد السينما، تكفى لوضعه خلف القضبان لعشرات السنين.
وفادى الذى وجد «أمام مقر الشركة التى يعمل بها» فى منطقة الجيزة، قاده حظه العثر للوقوع فى أيدى مجموعة من الضباط، بالتزامن مع الأحداث التى شهدها محيط السفارة الإسرائيلية فى أعقاب جمعة «تصحيح المسار»، ليجد طريقه إلى «نيابة أمن الدولة العليا»، دون أن يشفع له إثبات كونه «كان فى مهمة عمل لتصوير مجموعة من التقارير التليفزيونية عن الأحداث لوكالات الأنباء، المتعاقدة مع الشركة التى يعمل بها» بحسب بيان صادر عن الشركة.
ووفقا لشهادات زملائه اتصلت به الشركة، يوم الجمعة، كى يأتى لتصوير مجموعة من التقارير، عبر تغطية الأحداث التى تشهدها المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية ومديرية امن الجيزة، وهى بالمصادفة المنطقة التى تقع فيا الشركة فى (3شارع ابن كثير)»، حيث تم اعتقاله من أمام الشركة «بعد أن انتهى من عمله»، حيث قامت مجموعة بزى مدنى بمطاردته واصطحابه داخل سيارة شرطة إلى مديرية الأمن، «وهناك تم الاعتداء عليه بالضرب» بحسب مصطفى السعيد والد فادى.
ويضيف السعيد: «عند زيارتنا له، قال إن ضباط تابعين لجهاز الأمن الوطنى (بديل أمن الدولة المنحل) تولت التحقيق معه وهددوه أنه هيشيل القضية»، إذا لم يعترف (على غير الحقيقة) على من تم القبض عليهم بأنهم مخربين». ويتابع: «لم نفقد التفاؤل بالثورة، لكن أتمنى عودة ابنى وكل المظلومين ممن تم اختطافهم، خاصة أن أغلبهم لم يرتكب أى فعل عنف أو تخريب».
«فادى فنان وليس بلطجيا»، كلمات قالتها والدة فادى والدموع تملأ عينيها والحزن يعتصر قلبها على ابنها الذى تم اعتقاله فى سجون الحرية.
«فادى معروف عنه التزامه الأخلاقى وتفوقه الدراسى، مما يبعد عنه شبهة ممارسة الشغب أو البلطجة»، لم تكن هذه إضافة من والدته ولكن كانت نص بيان أصدره معهد السينما الذى يدرس به، وموقع من عدد كبير من الأساتذة والطلاب، وهو ما أكدت عليه أيضا نقابة المهن السينمائية التى نظمت وقفة احتجاجية اعتراضا على اعتقال فادى أثناء قيامه بعمله.