شوقي: عرفت السياسة في صغري من مقالات هيكل - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 2:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شوقي: عرفت السياسة في صغري من مقالات هيكل

كتبت-منى زيدان:
نشر في: الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 12:02 م | آخر تحديث: الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 12:58 م

طفولتي أفرزت هوية مصرية فخورة بانتمائها العربي ولغة عربية رصينة


قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم "تربيت صغيراً على قراءة المقالات الرصينة لقاماتٍ كبيرة في الصحف القومية والمجلات وقد تعرفت على أسلوب الفيلسوف الكبير توفيق الحكيم على صفحات الأهرام وتابعت بشغف أسلوب الكاتب الموهوب الكبير أنيس منصور وعرفت السياسة من خلال مقالات "بصراحة" للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كل يوم جمعة".

وتابع الوزير -عبر صفحته الشخصية علي فيسبوك -"، أمس الاثنين، وقد علمني جدي، وأنا لم اتجاوز السابعة من عمري قراءة "نوابغ الفكر العربي" وسلسلة "اقرأ" وكان يكافئني بقراءة كتب كامل الكيلاني" قبل نوم القيلولة كل يوم جمعة".

واستطرد شوقي "قرأت في مكتبات جدي مجلدات عميد الأدب العربي طه حسين ثم العقاد وغيرهم، لم يحدثني جدي عن "الدرجات" أو "الامتحانات" يوماً في حياته وإنما كان يفخر بحفيده أمام الناس الذي قرأ لهؤلاء العظماء في هذا السن الصغير بفضل تشجيعه لي وتعليمي أن "قيمة المرء فيما يعلم".

وقال شوقي "أفقت من هذه الذكريات لأواجه الواقع الحالي بعد نصف قرن وحزنت لما أصاب العلم والمعرفة والعلماء، وأحاول جاهدا أن أفهم ماذا حدث خلال الخمسين سنةٍ الماضية للتعليم والمجتمع والوعي المجتمعي.

وأضاف شوقي قائلا " أنا لا اتحدث عن سنوات قضيتها في بيوت العلم وجامعات كبرى في الغرب وإنما اتحدث عن طفولة أفرزت هوية مصرية فخورة بانتمائها العربي ولغة عربية رصينة تعلمتها في مدارسنا الحكومية واستكملتها في مدارس مدينة حلب الجميلة في سوريا الشقيقة ".

وقال شوقي تذكرت هذا وأنا اقرأ ما يكتب في صحفنا اليوم وتأملت في ضياع لغة الحوار واستبدالها بالصراخ والسب ليل نهار على مواقع التواصل الإجتماعي، وتأملت أيضاً في تردي اللغة العربية فيما نقول وفيما نكتب ومن العجب أن تتهاوى اللغة الأم ومعها اللغات الأخرى وقد استبدلنا هذا كله بلغة دارجة ركيكة ومصطلحات لا أعلم من أين جاءت وكيف تروق لنا بديلاً عن جمال ورصانة لغتنا الأم.
وتابع: تأملت كيف نتمسك بحرية الرأي ثم ننهال سباباً وتجريحاً في أي صاحب رأي لا نتفق معه وكأن الرأي الأخر عداوة مطلقة تستدعي نواقيس وطبول الحرب، وإذا ضاعت قيمة العلم والمعرفة والحجة والمنطق تحول الكلام إلى حالة عبثية من الضجيج كالتي نعيشها اليوم.
وأكد شوقي أنه لم يعد العلم شرطاً كي نتحدث ونتجادل ولم يعد للمرجعية دوراً في التحقق من أي معلومة ولم يعد للغة وزناً فأصبح الكلام مرسلاً بلا معنى وبلا عمق، وفي هذا العالم الجديد تغيرت الأدوات وأصبح الصوت العالي أقوى من العلم والمعرفة وانتصر الإبتزاز الفكري على المنطق والحجة.
وقال شوقي في هذا العالم الجديد نجد تربة خصبة للإشاعات والتشهير وهدم الأمم ولم لا فقد بات الناس لا يسألون سنداً أو مرجعيةً لأي شيء يكتب ولا يحتاج المرء علما أو مصداقية كي يتناول شتى الأمور ولهذا كله نجده من السهل أن تنتشر الإشاعات والأكاذيب والتحريف والتزييف لأننا لم نعد نحاسب مروجيها وكأننا نجد سعادة خاصة في تناول سيرة الناس وتحقيق مكاسب خاصة بأقل جهد بإثارة بلبلة دائمة تستنزف الوقت والجهد وتقتل العزائم والهمم.

وأشار شوقي إلى أن هذا الحديث قد يبدو حزيناً أو محبطاً، مضيفا: لكن رأيت أن أشارككم صورة من الماضي وأخرى من حاضرنا الذي نعيشه ونكابده معاً، على الأقل كما أراه، لعلنا نتفكر فيما أصابنا ونحاول معاً أن ننقذ أطفالنا الصغار مما أصابنا نحن الكبار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك