مدينة القيروان في تونس تنبض بالحياة في ذكرى المولد النبوي الشريف - بوابة الشروق
الإثنين 27 مايو 2024 11:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدينة القيروان في تونس تنبض بالحياة في ذكرى المولد النبوي الشريف

مسجد بمدينة القيروان
مسجد بمدينة القيروان
(د ب أ)
نشر في: الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 4:56 م | آخر تحديث: الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 4:56 م

تستعد مدينة القيروان التاريخية الدينية لاستقبال أكثر من نصف مليون زائر مع ذروة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي يحل غدا الثلاثاء.

ودأبت المدينة الواقعة وسط تونس على بعد 170 كيلومترا جنوب العاصمة على أن تكون قبلة الزائرين والسياح في مثل هذه المناسبات، لاحتوائها على معالم دينية مهمة فضلا عن رمزيتها وعراقتها كعاصمة أولى للإسلام في منطقة المغرب العربي منذ القرن السابع الميلادي.

ويرجع المؤرخون بداية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى الدولة الفاطمية الشيعية التي تأسست بداية في تونس في القرن العاشر ميلادي، قبل انتقالها إلى مصر في العام 973 الميلادي.

وقبل أسبوع من موعد الاحتفالات السنوية ،انتشر عمال النظافة والصيانة في أرجاء المدينة التاريخية لتهيئة الشوارع والمقامات والمزارات السياحية والتأكد من الإنارة وتركيب مصابيح الزينة.

ودفعت السلطات المحلية بتعزيزات أمنية استثنائية لتأمين المدينة ومواقع الزيارة بينما أفادت المندوبية الجهوية للسياحة في القيروان بأن نسبة الحجوزات في المدينة بلغت 100% ، مشيرة إلى توقعات بحضور قرابة 600 ألف زائر في احتفالات المولد.

وبدأت الوفود تتقاطر على المدينة مع بدء مهرجان الاحتفالات منذ يوم الجمعة الماضي، لكن الاقبال يشهد ذروته اليوم وغدا الثلاثاء. وفي ظل طاقة الاستيعاب المحدودة للنزل محليا ،عكس المنتجعات السياحية المنتشرة على الساحل التونسي، فإن السلطات تتجه إلى استغلال أماكن الإقامة السياحية الخاصة لاستقبال الوفود الأجنبية.

وقال المندوب الجهوي للسياحة في القيروان خالد قلوعية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"تأتي أغلب الوفود من الدول الشقيقة بالمغرب العربي ، لكن هناك أيضا اهتماما بالسياحة الثقافية من قبل الوفود الأجنبية مثل الصينية والفرنسية".

وتابع قلوعية :"نتوقع أن نتجاوز عدد الزائرين في العام الماضي ،والذي بلغ 600 ألف زائر. رغم أن الاحتفال هذا العام يأتي في وسط الأسبوع".

ويحمل أبرز جامع في المدينة وفي تونس لقب القائد العربي "عقبة بن نافع" مؤسس القيروان والذي أمر بتشييده في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي ، وهو المعلم الديني الذي يحتضن عادة الجانب الأكبر من الاحتفالات الدينية والموسمية.

وفي مثل هذه المناسبة تنشط الفرق الصوفية وحلقات الذكر والابتهالات في مساجد القيروان ، كما تنظم السلطات الجهوية ورشات فكرية وحفلات سمر دينية ومسابقات لتلاوة القرآن وحفظ الأحاديث المنسوبة إلى الرسول محمد.

لكن هناك وجه آخر لمدينة القيروان عادة ما ينتعش في احتفالات المولد النبوي الشريف، أبرز ملامحه ازدهار صناعة الحلوى والمنتجات التقليدية في الأسواق العتيقة التي تستقطب الآلاف من الزائرين الوافدين من باقي الولايات.

ويبرز سوق النحاس ذو الشهرة الواسعة في المدينة كأحد أقدم الأسواق التقليدية في تونس ، والذي يرجع تاريخه إلى عصر الحكم العباسي، بجانب أسواق المدينة العتيقة التي تضم متاجر الحرفيين وسوق الزرابي الذي يقدم أجود أنواع السجاد في العالم.

وتمثل المناسبات الدينية بجانب شهر رمضان فرصة مهمة لتسويق المنتجات، في وقت يشهد فيه قطاع الصناعات التقليدية في تونس كسادا منذ تواتر الضربات الإرهابية بعد عام 2011 وتراجع أعداد السياح لا سيما بعد الضربات الكبرى عام 2015 والتي خلفت 59 قتيلا من السياح.

لكن القطاع يشكو أيضا من غلاء أسعار المواد الأولية ، لا سيما فيما يرتبط بحرفة النحاس المطروق وصناعة الزرابي (السجاد).

ويقول المندوب السياحي لـ(د.ب.أ) :"أغلب العاملين في القيروان في قطاع الزرابي هم من النساء. يمكن أن تقضي الحرفيات شهرا كاملا في صناعة زربية واحدة. لكن المداخيل ليست كافية في السوق".

وتابع المندوب :"تحتاج القيروان إلى معارض تجارية منتظمة على مدار العام لتسويق المنتجات التقليدية. نعمل الآن على تجاوز هذه المعضلة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك