ابن عم المصور الفلسطيني معاذ لـ«الشروق»: الشظايا تقترب 2 مللي من المخ وتوقع باستئصال العين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ابن عم المصور الفلسطيني معاذ لـ«الشروق»: الشظايا تقترب 2 مللي من المخ وتوقع باستئصال العين

بسنت الشرقاوي
نشر في: الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 12:57 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 12:57 ص

اعتاد نقل مواجهات الشارع الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي على الهواء مباشرة، لكن سترة الصحافة الزرقاء (press) التي كان يرتديها لم تشفع له للنجاة من قناصة الاحتلال، الذي أفقده عينه اليسرى، لكن ذلك لن يعيقه عن مواصلة عمله، الذي يقتضي بالضرورة إغلاق عين والنظر بالأخرى عبر الكاميرا لضبط الصورة.

إنه معاذ العمارنة، المصور الفلسطيني، ذو الـ32 ربيعًا، الذي فقد عينه، يوم الجمعة الماضية، بينما كان يبث بعدسته مواجهات اندلعت بين عناصر حرس الحدود الإسرائيلي وفلسطينيين، في بلدة صوريف الواقعة في الشمال الغربي لمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، مرتديا سترته الصحافية الزرقاء (press)، عندما صوب أحد الجنود الإسرائيليين على عينه اليسرى برصاصة تسببت في فقدانها إلى الأبد.

"ارتبكت للغاية، لم أكن أعلم ماذا على أن أفعل، لقد رأيت معاذ ينزف من عينه اليسرى ويقول أنه لا يستطيع الرؤية بها، على الرغم من بعدنا بمسافة كافية عن المواجهات الا أن أحد الجنود استهدفنا بسلاح الروجر المحرم دوليا، كان مشهدًا مرعبًا ولم أستطع تمالك أعصابي ولم نعرف وقتها كيف نسعفه"، بهذه الكلمات عبر مراسل قناة الغد، رائد الشريف، لـ "الشروق"، عن صدمته وقت إصابة زميله معاذ، اللذان كانا يعملان معًا لبث تغطية مباشرة للمواجهات التي اندلعت بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، ليقبع معاذ بعدها في إحدى المستشفيات الاسرائيلية في لإجراء عملية جراجية خطيرة.

وفي تصريحات خاصة لـ "الشروق"، من داخل المشفى الإسرئيلي الذي يتلقى فيه معاذ العلاج، قال طارق، ابن عم معاذ، ومرافقه خلال العلاج، إن معاذ أجرى عملية في شرايين منطقة العين، يوم الاثنين، موضحًا أن موعد عملية استئصال الشظايا لم يحدده الأطباء بعد؛ كونها عملية خطيرة بسبب اقتراب الإصابة من المخ بمسافة "2 مللي" فقط، واصفًا الرعاية الطبية في المشفى بالممتازة.

ولفت طارق إلى أن مكالمة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس لمعاذ، رفعت من حالته المعنوية كثيرًا، وأعطته شعورًا بأنه ليس بمفرده، وأنه يشعر بالرضا، مشيرًا إلى أنه يصر على إكمال مسيرته المهنية بعين واحدة بعد إتمام العلاج، قائلًا: "حتى الآن لا نقدر على تصديق أنه فقد عينه وربما هو نفسه لايدرك ذلك لكنه مصمم بشدة على العودة للعمل مجددًا".

 

فيما قالت زوجة معاذ، السيدة ولاء، في تصريحات خاصة لـ "الشروق"، إن الحالة الصحية لزوجها مستقرة، لكن لا يزال قرار إجراء عملية جراحية متوقفًا على نسبة الخطورة التي يحددها الأطباء، "حالة زوجي تحتاج لأطباء ماهرين في تخصصات متعددة مثل العظام والأعصاب والعيون لأنه لديه إصابات متنوعة وكسور في الوجه ونحن في انتظار حضورهم للمشفى".

وأضافت أن زوجها كان يصور التوترات الميدانية، التي نشبت في مخيم العروب شمال مدينة الخليل، خلال الأسبوع الماضي، إثر اغتيال إسرائيل للقيادي بحركة الجهاد الإسلامي جهاد أبو العطا، وأنه خلال المواجهات استطاع معاذ أن يبث بكاميرته مقطع فيديو على الهواء لعملية اغتيال شاب أعزل، يدعى عمر البدوي، على يد أحد الجنود الإسرائيليين، لافتة إلى وجود علاقة بين حادثة الاستشهاد واستهداف زوجها: "بالطبع هناك رابط لقد فقع الاحتلال عين زوجي بعد تصويره جريمة الاغتيال على الهواء".

* تضامن واسع مع معاذ

لم يقف صحافيو وإعلاميو فلسطين مكتوفي الأيدي، بل أطلقوا وقفات احتجاجية منذ إصابة زميلهم معاذ، الذي يعمل في مجال الإعلام منذ 10 سنوات، لكنها قوبلت ولا تزال بالعنف من قبل قوات الإحتلال، فيما انطلقت حملة تضامنية كبرى بين العرب تحمل شعار "عين معاذ.. عين الحقيقة"، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتفاعل معها فنانون ومشاهير الاعلام، في الوقت الذي أصبح فيه معاذ قادر على ممارسة التصوير أفضل مما كان دون الحاجة لإغماض عينه اليسري لضبط الصورة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك