قالت الدكتورة إيمان محسن شهاوى، مدير تسجيل وتوثيق متاحف الإسكندرية، إن عودة متحف الموازييك بالإسكندرية للحياة مرة أخرى واستكمال إنشاءاته، هو عودة لدور مدرسة مدينة الإسكندرية القديمة في فن الفسيفساء، وسيساهم في ربط المدينة سياحيا بدول هذا الفن ومنها دول شمال إفريقيا ودول حوض البحر المتوسط.
وأوضحت شهاوي في تصريحات لـ"الشروق"، أن المجلس الأعلى للآثار دعا للتفكير فى عمل متحف خاص بفن الفسيفساء، وبالفعل عام 2009 أعلن المجلس الأعلى للآثار إنشاء أول متحف نوعى متخصص فى هذا الفن ليس فى مصر فقط بل فى حوض البحر المتوسط بالكامل.
و تابعت: "أهدت محافظة الإسكندرية الأرض الحالية فى باب شرق فى مقابل مبنى النجدة إلى المجلس الأعلى للاثار لإقامة المتحف عليها وتم وضع حجر الأساس فى 2009 لهذا المتحف مع تخصيص مبلغ 200 مليون جنيه من وزارة التخطيط على دفعتين لإنشاء المتحف ولكن قامت ثورة يناير 2011 وتوقفت الأعمال بالمتحف فلم ينفذ سوى الأساسات الخرسانية فقط".
وأضافت شهاوي، أنه كان من المفترض أن يتكون المتحف من قاعات عرض بأحجام مختلفة لعرض القطع المختلفة، أيضا مبانى خدمية ملحقة بالمتحف بالإضافة لمسرح مكشوف علوى للاحتفالات، حيث تم عمل الأساسات الخرسانية ومبنى البازارات والحمامات ولم يستكمل الباقى نتيجة للحالة الاقتصادية المتردية التى مرت بها البلاد بعد ثورة يناير 2011، وظلت الأعمال متوقفة حتى الآن، حيث إن الأساسات تهدمت نتيجة العوامل الجوية ولا يوجد أى بصيص من الأمل فى بدء الأعمال حتى الآن.
ونوهت إلى أن الأعمال تسير فى شقين شق إنشائي وهو عمل الإنشاءات وأيضا شق علمى فتم تشكيل لجنة وزارية لاختيار القطع من مختلف انحاء مصر وبالفعل تم اختيار حوالى 54 قطعة فسيفساء للمتحف إلا أن الحال تبدل بعد تطوير وافتتاح المتحف اليونانى الرومانى والذى تم عرض بعض القطع والتى كانت مختارة لمتحف الموزاييك فى المتحف اليونانى الروماني.
وقالت شهاوي، إن هناك كنوز من الفسيفساء من الممكن عرضها فى متحف الموزاييك بعد إنشاؤه مثل لوحة ديونيسوس باخوس والتى عثر عليها على عمق 8 أمتار أسفل المدرج الرومانى وحاليا معروضة على جدران فيلا الطيور، لوحة الصليب والأشكال الهندسية والتى عثر عليها فى إحدى الفلل بشارع البورتيكو اما المدرج الرومانى وحاليا معروضة بفيلا الطيور، لوحة الدولفين الأبيض والأسود المكتشف في إحدى فلل كوم الدكة والمخزنة حاليا فى المخازن المتحفية، لوحة ورد النيل والتى كشف عنها حديثاً وهى بمساحة كبيرة منفذ فى أركانها زهرة اللوتس وفى الوسط اشكال هندسية تضم داخلها ورد النيل فهى تدل على البيئة المصرية بالأزهار المنفذة عليها. أيضا أرضية فسيفساء الطيور من بيلوزيوم أو تل الفرما من سيناء والمنفذ عليها شكل بطة و أبوقردان، بالإضافة للوحات من أبوقير مثل الزهرة المتفتحة وأيضا أرضيات بزخارف هندسية بالإضافة لأرضيات أخرى مكتشفة حديثا من خلال حفائر الإنقاذ.
وأشارت شهاوي إلي أهمية مدينة الإسكندرية منذ القدم واشتهارها بالعلوم والفنون المختلفة ومنها فن الفسيفساء والتى كان لها السبق فى نشره فى العصور المختلفة بل ينسب لها ابتكار إحدى أساليب تنفيذ الفسيفساء وهو أسلوب "المكعبات الأوبس تيسلاتم" والتى اشتهرت مدرستها القديمة به فى تنفيذ لوحاتها، ونظرا لأهمية دقة ورشها وعمالهم، حيث كان يتم إعارة العمال للعمل بالخارج فى عاصمة الإمبراطورية الرومانية روما لما يتمتعوا به من دقة ومهارة فى التنفيذ.