في ذكرى توليها عرش المملكة المتحدة.. ما هي علاقة الملكة فيكتوريا بخادمها الهندي المسلم عبد الكريم؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:12 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى توليها عرش المملكة المتحدة.. ما هي علاقة الملكة فيكتوريا بخادمها الهندي المسلم عبد الكريم؟

ياسمين سعد
نشر في: الأحد 20 يونيو 2021 - 10:35 ص | آخر تحديث: الأحد 20 يونيو 2021 - 11:08 ص

تحل اليوم الأحد، ذكرى جلوس الملكة فيكتوريا على عرش المملكة المتحدة، حيث تولت الملكة في 20 يونيو عام 1837، مهمة حكم المملكة المتحدة، وقد أطلق عليها الشعب لقب "أم أوروبا" لحبه وتقديره لها؛ لما حظيت به من محبة واحترام من الجميع.

اشتهرت الملكة "فيكتوريا" بعد وفاتها ليس فقط بحنكتها السياسية، ولكن أيضا بحل لغز علاقتها بخادمها الهندي المسلم "عبد الكريم"، حتى أنه نسجت من هذه القصة على مر الزمن العديد من الروايات والأفلام، آخرها كان فيلم "فيكتوريا وعبدول"، الذي عرض بدور العرض السينمائية عام 2017.

فمن هو عبد الكريم الرجل السري في حياة الملكة، وما هي حقيقة علاقتهما؟

في تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أشارت الكاتبة سابرينا بار إلى أن "كريم"، واسمه بالكامل "محمد عبد الكريم"، ولد في الهند لأسرة مسلمة في عام 1863، وكان ثاني ستة أطفال، إذ كان والده يعمل مساعدا في مستشفى مع فرقة من سلاح الفرسان البريطاني. وعندما كبر كريم، حصل على وظيفة كاتب في سجن في أغرة.

كان السجن الذي عمل فيه كريم يضم برنامجا لإعادة تأهيل السجناء، حيث يقع تدريبهم على نسج السجاد، وفي عام 1886، سافر العديد من السجناء إلى لندن لعرض منسوجاتهم في معرض، وساعد كريم مشرف السجن، جون تايلر، في ترتيب الرحلة إلى العاصمة الإنجليزية.

وأوضحت "سابرينا" أن الملكة فيكتوريا، التي كانت حينها في أواخر الستينيات من عمرها، زارت المعرض، ولأنها لقبت إمبراطورة للهند في عام 1876، أظهرت الملكة اهتماما بالأراضي الهندية تحت حكمها.

في الوقت نفسه، أخبرت الملكة، مشرف السجن، بأنها تريد منه اختيار خادمين هنديين سيعملان لمدة عام خلال اليوبيل الذهبي لها، بمناسبة مرور خمسين عاما على توليها العرش، وقد اختار تايلر، كريم ورجلا آخر يدعى محمد بوكش، تعلم "كريم" اللغة الإنجليزية ولُقن آداب المعاملة البريطانية قبل السفر إلى إنجلترا.

أكدت "سابرينا" أن الملكة و"كريم" التقيا لأول مرة في 23 يونيو عام 1887، عندما قدّم هو و"بوكش" الإفطار في "فروغمور هاوس" الواقع في ويندسور، وبعد وقت قصير من اجتماعها الأول مع "كريم"، كشفت الملكة "فيكتوريا" في مذكراتها أنها بدأت تتعلم بعض الكلمات من اللغة الهندوستانية بعد التعرف إلى خادميها الجديدين.

وبحلول شهر أغسطس من ذلك العام، بدأ "عبد الكريم" الذي كان يبلغ من العمر وقتها 24 عاما، بتدريس اللغة الأردية للملكة، وفي عام 1888، أي بعد عام من وصول "كريم" إلى إنجلترا للمشاركة في اليوبيل الذهبي، قامت الملكة "فيكتوريا" بترقيته إلى منصب "مونشي" للدلالة على دوره كمدرس لغة شخصي، لكن محادثاتهما لم تقتصر على تعلم اللغة فحسب، إذ قالت كاتبة سيرة كريم، سوشيلا أناند، إنهما تحدثا أيضا عن موضوعات أخرى من بينها الفلسفة والسياسة.

وطوال صداقتهما التي امتدت 14 عاما والتي استمرت حتى وفاة الملكة "فيكتوريا" عام1901، أصبحت الملكة مولعة بكريم لدرجة أنها عيّنته مسؤولا عن الخدم الهنود الآخرين، وخصصت له غرفة في قلعة بالمورال في إسكتلندا.

أوضحت الكاتبة شراباني باسو، مؤلفة كتاب "فيكتوريا وعبدول"، التي صرحت لصحيفة "التايم" بأنها اطّلعت على أوراق خاصة كتبها أفراد عائلة الملكة، بما في ذلك طبيب الملكة الخاص السير "جيمس ريد"، وقد ذكر في إحدى الأوراق أن "ريد" أكد رفضه لـ"كريم" بوضوح شديد، حيث كتب أن الملكة كانت مهووسة بـ"المونشي".

بعد البحث في حياة "كريم"، اعتقدت "باسو" أن جميع الرسائل المتبادلة بينه وبين الملكة "فيكتوريا" قد أتلفت بأوامر من الملك "إدوارد السابع"، ولكنها مع ذلك تمكنت من التواصل مع أقارب "كريم"، الذين كشفوا أنهم حافظوا على مذكراته، ولم ينجب "كريم" أي أطفال.

وتطلب الأمر عملا مباحثيا شاقا من "شراباني باسو" في الهند وباكستان للتوصل إلى المذكرات التي كتبها "عبد الكريم" بخط يده، وقد احتفظ بها بعض أفراد أسرته بعد وفاته عام 1909، ولكنها أكدت على أنها محظوظة لأنها نجحت في الكشف عن قصة الحب الغامضة والمفعمة بالعواطف الجياشة بين الملكة "فيكتوريا" ومعلمها "عبد الكريم" بعد أكثر من قرن من الزمان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك