شدد الرئيس ثارمان شانموجار أتنام، رئيس جمهورية سنغافورة، على عمق الشراكة الاقتصادية بين بلاده ومصر والتزامهما المشترك بتوسيع أوجه التعاون في مختلف المجالات، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الراسخ لتعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد خلال مؤتمر صحفي، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن سنغافورة تؤمن بقدرات مصر الاقتصادية، مشيرا إلى أن بلاده كانت من أكبر المستثمرين الآسيويين في مصر خلال العقد الماضي.
وأشار إلى تناول اللقاء مع الرئيس السيسي بحث فرص التعاون الاقتصادي، في ظل الإجراءات الحمائية والضربات الموجعة التي توجه للنظام الاقتصادي العالمي.
ونوه إلى وجود العديد من الشركات السنغافورية العاملة في السوق المصرية، من بينها شركات افتتحت عدة متاجر في مصر مؤخرًا، لافتا إلى استفادتها من موقع مصر الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى القوة الشبابية في مصر التي تعتبر ميزة تنافسية كبيرة.
وكشف عن برنامج لقاءات عمل تشمل اجتماعا مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مجبولي في منتدى الأعمال المصري- السنغافوري، واجتماعات مع اتحاد الشركات السنغافورية.
كما أعلن عن زيارة وفد الأعمال للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي أطلقها الرئيس السيسي وأصبحت علامة على قصة النمو في مصر، بعد أن جذبت العديد من الاستثمارات وحازت الكثير من الزخم.
وأشار إلى أن الشركات السنغافورية تستكشف فرص العمل المستقبلية فيها، مع تحفيز الشركات المصرية كذلك للاستفادة من سنغافورة كمنصة انطلاق نحو الأسواق الآسيوية الضخمة التي تضم حوالي 670 مليون نسمة وطبقة وسطى متزايدة، بإجمالي ناتج محلي تراكم يزيد على 4 تريليونات دولار.
وأعرب عن تطلعه للقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني، لتبادل الآراء حول كيفية عمل البلدين معا في تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ روابط الترابط الاجتماعي.
وأشار إلى أن أجيالا عديدة من طلاب سنغافورة تعلمت واستفادت من خبرات جامعة الأزهر في الدراسات الإسلامية، لافتا إلى أن جميع مفتيي سنغافورة منذ استقلالها تدربوا في الأزهر، مؤكدا أن الأزهر لم يكن مجرد منارة للعلم الإسلامي وحسب؛ ولكن كان منارة للتسامح.
وكشف عن قرب تأسيس كلية الدراسات الإسلامية في سنغافورة، والتي ستشكل وسيلة لتعزيز هذه العلاقة المتميزة، مشيرا إلى مفتي جمهورية مصر، الدكتور نظير محمد عياد، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داوود، هما عضوان في المجلس الاستشاري لكلية الدراسات الإسلامية بسنغافورة.
كما أشار إلى لقاءه معهما قبل عدة أشهر في سنغافورة، مؤكدا على الشراكة المستمرة بين جامعة الأزهر ومجلس علماء الإسلام في سنغافورة في إعداد الدراسات العليا حول قضايا المجتمعات الإسلامية المعاصرة.