أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، الجمعة، أنّ القوات الروسية تسيطر بشكل كامل على مجمع الصلب في آزوفستال، وأن جميع المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين هناك قد استسلموا، بما ينهي معركة طاحنة للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية المدمرة.

وقالت الوزارة، إنَّ وزير الدفاع سيرجي شويجو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين يأن التحرير الكامل للمصنع ومدينة ماريوبول قد تحقق، فيما يمثل واحدا من أكبر انتصارات روسيا منذ غزوها لجارتها قبل ثلاثة أشهر.

وقالت الوزارة إنه تم أسر آخر مجموعة من المقاتلين وعددهم 531 مقاتلا في مصنع أزوفستال المترامي الأطراف.

وكان قد تمت مهاجمة ماريوبول بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي.

وبينما فرضت القوات الروسية سيطرتها تدريجيا على المدينة الاستراتيجية المطلة على بحر أزوف من خلال قصف جوي لا هوادة فيه وحصار، استولى مدافعون أوكرانيون على مصنع أزوفستال، والذي يتميز بوجود شبكة من الأنفاق والأقبية والغرف الحصينة تحت الأرض.

وفي وقت سابق من الجمعة، ذكرت كتيبة «آزوف» أن المقاتلين الأوكرانيين المتبقين في مصنع "آزوفستال" سوف يتخلون عن الدفاع عن المدينة الساحلية.

وصرح دينيس بروكوبينكو قائد الكتيبة، في رسالة فيديو، بأنّ قيادة الجيش أعطت الأمر بوقف الدفاع عن المدينة، وأضاف أنه تم اتخاذ القرار لحماية أرواح وصحة الجنود.

وفيما يرقى إلى اعتراف بالهزيمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتهاء معركة استمرت لمدة شهرين من أجل آخر جزء متنازع عليه من ماريوبول مع بداية الأسبوع، ما يمهد الطريق للقوات الأوكرانية بأن تكون أسيرة لدى الروس.

ووفقا لوزارة الدفاع الروسية ، تم أسر 2439 من المقاتلين الأوكرانيين في المجمل منذ 16 مايو الماضي.

وفي وقت سابق من الجمعة، قال شويجو إن القوات الروسية تواصل تقدمها في أنحاء إقليم دونباس الأوكراني، حيث تقول موسكو إن تحرير ما يطلق عليها بجمهورية لوجانسك بات وشيكا.

وتضم دونباس، حيث تكثفت العمليات القتالية في الأسابيع القليلة الماضية، «الجمهوريتين الشعبيتين» المعلنتين من جانب واحد، وهما دونيتسك ولوجانسك، واللتين أسسهما الانفصاليون الموالون لروسيا في عام 2014.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن روسيا ستعترف بالمنطقتين الانفصاليتين كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا قبل فترة وجيزة من شن غزوه في 24 فبراير الماضي.

من ناحية أخرى، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم الجمعة، أنها تعمل على توسيع نطاق تحقيقاتها في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال الحرب الروسية المتواصلة في أوكرانيا.

وقال مكتب المنظمة لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان إنه تم إرسال مراقبين إلى أوكرانيا لإجراء مقابلات مع الشهود والناجين.

كما أجرى المكتب مقابلات مع أشخاص فروا إلى دول مجاورة قبل بدء غزو موسكو.

وتركز المنظمة على السكان المدنيين وأسرى الحرب، حيث تشكل الهجمات على المدنيين وأعمال القتل والاختطاف والتعذيب أكثر القضايا إلحاحا لبحثها. ومن المرجح أن تستغرق هذه العملية شهورا قبل أن يصبح تقرير المكتب جاهزا.