تشكل الخنازير الوحشية مشكلة حقيقية في الريف الأمريكي وخاصة مقاطعة ميسوري؛ الأمر الذي دفع العديد من المزارعين والأسر إلى خوض جدال حاد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بشأن استخدام الأسلحة ضد هذه الخنازير وإطلاق النار لقتلها، وفقًا لما نشرته صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.
ونشر باحثون من جامعة "كليمسون" في ولاية كارولينا الجنوبية الأمريكية، تقريرًا في مجلة "PLOS Biology" يوم الثلاثاء الماضي، حول الآثار السلبية التي تخلفها الخنازير الوحشية على الحياة البرية والحقول، إضافة لإتلاف النباتات والمحاصيل وافتراسها صغار الماشية من الأغنام والماعز والبقر.
وقد ضاق المزارعون ذرعًا؛ لما يتكبدونه من خسائر مالية تصل إلى 1.5 مليار دولار سنويًا؛ وفق تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية، إلى أن تسائل "ويلام ماكناب"، أحد مستخدمي "تويتر"، عن إمكانية سماح الولايات المتحدة الأمريكية للمزارعين بحمل الأسلحة وإطلاق النار لحماية ممتلكاتهم.
فسرعان ما كان سؤال "ماكناب" محط اهتمام من المسئولين، بعد أن لاقى انتشارًا واسعًا وعددًا لا يحصى من التعليقات، حيث اقترح أحد المعلقين على سؤاله، بناء سياج يعوق دخول الخنازير للمزرعة، في حين أجاب ماكناب متسائلًا: "لماذا أنفق أكثر من 20 ألفا على سياج، بدلًا من امتلاك سلاح قانوني بتكلفة بسيطة لحماية أسرتي؟".
لتعلن إدارة حفظ المواد الغذائية في ميسوري عقبها، أن الخنازير الوحشية "آفات لابد من التخلص منها"، كما جاء قرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وسطيًا، باستخدام بدائل أخرى لإبعاد الخنازير بدون الحاجة لقتلها، كتوظيف كلاب الحراسة ورش المبيدات ذات الروائح المنفرة.
مع ذلك، يشير خبراء الحفظ إلى أن إطلاق النار على الحيوانات ليس استراتيجية فعالة، خصوصًا بعد أن تم تطبيقها سابقًا لأكثر من 20 عامًا، ليلاحظ المزارعون بعدها زيادة واضحة في أعداد الخنازير الوحشية بميسوري بدلًا من القضاء عليها.
جدير بالذكر أن المحاولات الأخيرة التي يشير إليها تقرير جامعة كليمسون، حول إدراج الخنازير الوحشية إلى جانب الذئاب والنمور والأسود في المناقشات المستقبلية بشأن التخفيف من حدة التأثيرات السلبية لتلك الحيوانات على الحياة البرية ورعي الماشية.