تقرير.. لماذا يرغب رونالدو في اعتزال كرة القدم؟ - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 6:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقرير.. لماذا يرغب رونالدو في اعتزال كرة القدم؟

أحمد المقدم
نشر في: الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 5:17 م | آخر تحديث: الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 5:17 م

فاجأ النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الكثيرين، بكشفه النقاب عن احتمالية، قد تقضي باعتزاله كرة القدم العام القادم. صاروخ ماديرا، كما يوسم، لم يجزم الأمر في حديثه، بيد أن مجرد الإشارة أو التنويه إلى موعد إنهاء مهاجم يوفتنتوس لمسيرته المهنية الاستثنائية قد شكل ضربة موجعة لأفكار البعض.

دعونا نبدأ الحديث بذكر الكيفية التي ينظر بها البعض من مُشجعي كرة القدم لرونالدو. الأخير، وفي مخيلة الكثيرين، يُعد كيانا ثابتا ورمز متأصلا في عالم اللعبة، دونه تنهار وتسقط مفردات كثيرة، خاصة بقيمة الهداف التاريخي لريال مدريد الكبيرة، ومدى تأثيره الجوهري في خارطة المستديرة.

رونالدو يختلف عن ليونيل ميسي، القائد البرتغالي أكد على المعنى هذا في أكثر من مناسبة، بيد أن كليهما لديه ثمة خصوصية تبدو مشابهة لما يملكه الآخر. لما لا؟ وكرة القدم قد تحولت، في العقد الأخير من الزمن، إلى لعبة تسطو عليها قوة الرجلين.

يقول رونالدو: "أنا مهووس بتحقيق النجاحات. ليس من قبيل المصادفة أن أكون، رفقة ميسي، الشخص الوحيد الذي تمكن من الفوز بالكرة الذهبية خمس مرات. هذه وظيفتي، غير أن إخفاقي في الفوز لا يعني نهاية العالم. لا زلت أملك الدافع للمحاولة في سبيل فرض ذاتي مُجددا على الصعيدين الفردي والجماعي. بعيدا عن ذلك، لكنت قد توقفت عن لعب كرة القدم بالفعل.

"يمكن أن أنهي مسيرتي المهنية العام القادم، لكني قد أستمر أيضا حتى أصبح في 40 أو 41 من العمر. أنا لا أعرف، لكن ما أقوله دائما هو أنك يجب وأن تستمتع باللحظة الراهنة. الحاضر رائع، يجب أن أستمتع به".

في تصريحاته، أكد رونالدو على قيمته الخاصة، الأمر الذي يحمل دلالة مباشرة على صعوبة فقدانه، أو تقبل قرار اعتزاله، قبل أن يمضي بحديثه في اتجاه، نوه خلاله إلى موعد، قد يحمل السطر الأخير له في ممارسة اللعبة، السطر الأخير من قصة رونالدو لاعب كرة القدم.

لكن، لماذا يفكر رونالدو في اعتزال كرة القدم؟ لماذا يرغب في إنهاء كل شيء؟ ربما لأنه العُرف السائد والمألوف، ربما لأنه العمر. العمر؟! أليس العمر مجرد رقم؟ لقد أخبرونا بذلك طالما تعلق الأمر بالأبطال الخارقين، لا أعلم، يبدو أن هناك أمورا أولية أخرى، بعيدا عن تقاليد مُجتمعية، لا يؤمن بها رونالدو. نعم، لقد قال ذلك: "قد أستمر حتى أصبح في 40 أو 41 من العمر".

لا أملك سوى طرح الاستفهام ذاته مرةً أخرى: لماذا يرغب رونالدو في اعتزال كرة القدم؟ وزيادته بآخر: ما دوافعه لتحديد العام القادم موعدا لنهاية مشواره في اللعب؟

كلا السؤالين تتعلق إجابته بإجابة الآخر، خاصة وأن الزمن يظل بعدا أصيلا لأي حدثٍ كان. الزمن محور أساسي، يتشكل من خلاله الوعي، ما يعني أن دوافع رونالدو لاعتزال كرة القدم في العموم، يجب وأن تختلف عن دوافعه لاعتزال اللعبة بعد عام. نحن هنا بصدد الحديث عن الشق الثاني: لماذا يفكر في الاعتزال بعد عام من الآن؟

رونالدو منح نفسه الفرصة والمساحة الوقتية لتحقيق بعض أهدافه الخاصة، الراغب هو في تحقيقها على المدى الزمني القصير. يبحث كريستيانو عن التتويج بلقب جديد في دوري أبطال أوروبا، رفقة يوفنتوس، لاسيما وأن منال ذلك الأمر سيكون تاريخيا بالنسبة له، في ظل سابق فوزه بذات الأذنين: مرة مع مانشستر يونايتد، وأربع مرات برداء ريال مدريد.

رونالدو يتطلع أيضا للتتويج بالكرة الذهبية السادسة في تاريخه، حيث يسعى لتجاوز رقمه القياسي المشترك فيه مع ميسي. كلا اللاعبين مُرشح بالطبع للفوز بالجائزة هذا العام، لكن الإخفاق في الأمر لن يكون "نهاية العالم"، كما ذكر هو، بل دافع لتحقيق النجاح في عامه التالي، عامه الأخير.

تفكير رونالدو في الاعتزال قد يكون نابعا أيضا من ملامسته للألقاب رفقة مُنتخب البرتغال، وهو الهدف الذي كان ليؤرق صاحب 34 عاما، ويدفعه للاستمرار في عالم كرة القدم، حال أخفق في تحقيقه أو الوصول إليه.

رونالدو تُوج بكأس الأمم الأوروبية "يورو 2016"، إلى جانب لقب النسخة الأولى من مسابقة دوري الأمم الأوروبية، والتي أُقيمت دورتها النهائية في البرتغال، صائفة العام الحالي.

ويبدو رونالدو مُدركا لصعوبة الفوز والتتويج بكأس العالم مع المُنتخب البرتغالي، خاصة وأن تجاربه في المونديال، على مدار نسخ "ألمانيا 2006"، "جنوب أفريقيا 2010"، "البرازيل 2014" و"روسيا 2018" لم تكن موفقة البته، ربما باستثناء الأولى منها، حيث حصل الملاحون على المركز الثالث والميدالية البرونزية.

تتويج رونالدو بالألقاب مع البرتغال، على الصعيد الدولي، ومعرفته لصعوبة تكرار الأمر على مستوى منافسات كأس العالم، قد يدفعانه لاتخاذ قرار الاعتزال.

لعب رونالدو في مانشستر يونايتد لمدة ستة أعوام، قبل أن يقرر الانتقال صوب ريال مدريد، حيث ارتدى قميص الميرينجي تسعة مواسم كاملة. بكلا الناديين تمكن كريستيانو من فرض نفسه أسطورة حية، خاصة مع أرقامه الجد استثنائية على مدار السنوات الـ15 سالفة الذكر.

لكن ماذا عن يوفنتوس؟ لماذا يفكر رونالدو في الإسراع من خطوة الرحيل؟ يعلم رونالدو جيدا صعوبة تكرار نجاحاته، على الصعيد الفردي مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، رفقة السيدة العجوز، خاصة مع كبر عمره، وانخفاض معدلات مشاركته في المباريات بآخر موسمين.

أخيرا يبدو أن رحيل رونالدو عن الدوري الإسباني، من خلال مغادرته لريال مدريد صيف العام الماضي، قد أدت إلى إخماد فتيل المنافسة، بشكل نسبي، بين هداف دوري أبطال أوروبا التاريخي وميسي.

تواجد رونالدو في إسبانيا، بالقرب من ميسي، كان سببا رئيسيا في استمراره متطلعا للمزيد من النجاحات في كرة القدم، وهي المنافسة الفردية التي أضفت قدرا كبيرا على جمالية اللعبة بالعقد الأخير من الزمن.

أما الآن، ومع تواجد رونالدو في إيطاليا، بعيدا عن ميسي، نائيا عن منافسة نجم برشلونة على الصعيد المحلي، فقد أخذت المنافسة بينهما في التواري، حتى اقتربت من الاندثار، حتى فكر رونالدو في الاعتزال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك