تصدرت أخبار نشوب الحرائق في أكثر من محافظة عناوين الصحف، أبرزهم كان نشوب حريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة، ثم حريق آخر بكنسية الأنبا بيشوي في المنيا، وآخرهم في كافور الإسكندرية.
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن عدد الحرائق التي نشبت في مصر خلال عام 2021 يبلغ 51 ألفا و533 حريقا، معظمهم نشب بسبب النيران الصناعية، حيث احتلت المركز الأول بنسبة 53.1%، أي نشب بسببها 27 ألفا و356 حريقا.
واحتل الماس الكهربائي المركز الثاني لأسباب نشوب الحرائق بنسبة 21.1%، أي بواقع نشوب 10 آلاف و863 حريقا، يليه الاشتعال الذاتي الذي نشب بسببه 6910 حرائق بنسبة 13.4% من نسبة نشوب الحرائق في مصر.
وتواصلت "الشروق" مع الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، الذي أوضح أن السبب في نشوب الحرائق بمصر هو عدم الالتزام بقانون البناء الموحد الصادر 2008، الذي يشترط فى أى مبنى سواء كان حكوميًا أو غير حكومي، وجود عدة معايير للأمان والسلامة، أهمها وجود سلم للهروب عند اندلاع الحريق، وتوافر طفايات حريق للدفاع المدني، وغرفة خاصة بالكهرباء فقط.
وأوضح، في تصريحات لـ"الشروق": "يوجد في الدول المتقدمة أجهزة لاستشعار الحرائق يتم وضعها فى سقف الغرف، ودائمًا يتم استخدامها فى الفنادق، بحيث تستشعر هذه الأجهزة وجود دخان فى المكان، وعلى الفور تبدأ في إنذار المسئولين بوجود حريق، وهذه بالطبع وسيلة فعالة في الإبلاغ عن الحرائق".
وأضاف أن من الأسباب التي تؤدي إلى نشوب الحرائق أيضًا هو وجود عجز فى أعداد المفتشين الذين مهمتهم هي تنفيذ تصميمات المباني قبل وبعد الانتهاء منها، وهم أشخاص يتم تعيينهم من قبل وزارة القوى العاملة والإدارات المحلية والدفاع المدني.
كما أكد وجود نقص فى طفايات الحريق داخل المباني، بجانب وجود توصيلات كهربائية "مغشوشة" لا تتحمل الضغط العالي، وكل ذلك يتسبب في نشوب الحرائق.
وتابع: "قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 ينص على مراقبة جميع اشتراطات السلامة والصحة المهنية بجميع المنشآت الحكومية وغير الحكومية للحد من المخاطر الفيزيائية والكيمايائية والبيولوجية والكهربائية والميكانيكية، ومن ضمنها بالتأكيد الحرائق، ويجب الالتزام بهذا القانون للحد من حوادث الحرائق في المستقبل".
وطالب بضرورة الالتزام بقانون البناء الموحد وتنفيذ ضوابط وشروط البناء، وتطبيق معايير السلامة والأمان بحذافيرها، خاصًة معايير الدفاع المدني مثل أبعاد السلم والمبنى ووجود طفايات الحريق، لكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل.