احتار الخبراء في سريلانكا بسبب موجة وفيات السلاحف البحرية مؤخرًا، بعدما جرفت أجساد الحيوانات نحو الشاطئ دون أي مؤشرات لأسباب الوفاة.
وتم العثور على ثلاث سلاحف نافقة في 3 أكتوبر على شاطئ ماونت لافينيا في العاصمة التجارية كولومبو، فيما عثر في اليوم التالي على سلحفاة نافقة في "ويلاووت" في كولومبو وخمسة أخرى في "جالي فيس" في قلب المدينة.
وعثر على السلاحف النافقة على امتداد 10 كيلومترات من الساحل، مما يشير إلى حدوث شيء غير عادي.
وبحسب موقع "مونجاباي" لعلوم البيئة، أجرت إدارة الحفاظ على الحياة البرية التابعة للحكومة عمليات تشريح على العديد من الجثث للتأكد من سبب الوفاة.
وقالت سهادا جاياواردانا وهي جراح بيطري في الإدارة، إنها فحصت الجثث ووجدت انها كلها من إن من السلاحف الزيتونية، أكثر أنواع السلاحف البحرية شيوعًا والموجودة في المياه السريلانكية.
يعتبر التشابك في شباك الصيد كصيد عرضي السبب الأكثر شيوعًا لنفوق السلاحف البحرية في سريلانكا، وكان من المتوقع في البداية أن يكون هذا هو السبب المحتمل للوفيات الأخيرة.
لكن سهادا استبعدت ذلك في تشريحها، حيث أن الأنسجة الرخوة الموجودة على الزعانف والرؤوس لا تظهر أيًا من الجروح التي تحدث عندما تحاول سلحفاة فصل نفسها عن شبكة الصيد.
في بعض الحالات، يمكن العثور على قطع من الشبكة مغروسة في جسم السلاحف النافقة، ولكن في هذه الحالة لم يتم العثور على أي منها.
قالت سهادا: "بدت السلاحف في صحة جيدة وقت الوفاة حيث وجدنا طعامًا في أمعائها مما يعني أنهم استمروا في التغذية حتى الأيام القليلة الماضية.. وإذا أصيبوا بمرض فمن المحتمل أن يمنعهم ذلك من الرضاعة قد تكون ماتت على الأرجح قبل ثلاثة إلى أربعة أيام من اكتشاف جثتها على الشاطئ".
يوضح نيشان بيريرا، عالم الأحياء البحرية في منظمة بلو ريسورسز تراست غير الحكومية، أنه من غير المعتاد تمامًا أن يتم نفوق هذا العدد الكبير من السلاحف على الشاطئ في غضون أيام قليلة.
كان بيريرا يدير سابقًا مركزًا للغوص من شاطئ ماونت لافينيا وكان زائرًا متكررًا للمنطقة التي جرفت فيها السلاحف الميتة.
حيث أوضح أنه إنه ليس من غير المألوف رؤية ثلاثة أو أربعة سلاحف نافقة على الشاطئ أو تطفو في المياه الضحلة، بهذا العدد الكبير في غضون يومين فقط.
ويعتبر السبب الآخر المشتبه به في نفوق السلاحف، هو تسرب زيت الوقود من ناقلة النفط الخام "نيو دياموند"، بعد أن اشتعلت فيها النيران قبالة الساحل الشرقي لسريلانكا في سبتمبر الماضي.
حيث أخمدت عملية الإطفاء التي استمرت أسبوعًا اشتعال النيران في النهاية دون أن ينسكب أي من النفط الخام، بينما تم احتواء تسرب زيت الوقود بسرعة.
وقالت شاريثا باتيراتشي أستاذة علم المحيطات الساحلية بجامعة أستراليا الغربية، إنه لا توجد صلة بين تسرب النفط ونفوق السلاحف، معللة ذلك بأن سريلانكا تشهد نهاية الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، لذا فإن الرياح والتيارات بالقرب من نيو دايموند كانت ستدفع المنطقة الشمالية الشرقية الزلقة بعيدًا عن اليابسة في سريلانكا.
وبناء عليه يصبح التلوث خارج نطاق مكان العثور على جثث السلاحف، وأضافت أن هذا يعني أنه إذا ماتت السلاحف في المياه الشرقية لسريلانكا، لكانت ابتعدت جثثها عن الجزيرة ولم تنجرف على اليابسة.
وقال باتياراتشي، الخبير في التيارات المحيطية حول سريلانكا، إن السلاحف نشأت من الغرب إلى الشمال الغربي.
كما أشار أرجان راجاسوريا ، وهو مسؤول أبحاث سابق في الوكالة الوطنية لبحوث وتنمية الموارد المائية، إلى إن السلاحف كانت ستموت على بعد حوالي 30 كيلومترًا من الشاطيء اي بعيدًا عن الشاطئ، فإن التيارات المحيطية والأمواج كانت ستشتت جثثها عبر مساحات أكبر بكثير.
ويعتبر السبب الثاني المشتبه به في فك لغز نفوق السلاحف، هو جريمة الصيد بالتفجير، حيث قال الجراح البيطري في المنظمة الحكومية، جاياواردانا، إن الانفجار قد يكون بين الأسباب المحتملة للوفيات، لكن مع عدم وجود علامات على الجروح الخارجية على الجثث ، أرسلت سهادا الأعضاء الداخلية للسلاحف لإجراء مزيد من التحليلات المختبرية.
وقال جاياواردانا إن التفسير المحتمل هو أن الحيوانات قُتلت بفعل موجة الصدمة الناجمة عن انفجار ديناميت الصيد المحرمة، وهو ما يتفق مع عدم وجود إصابات خارجية.
اما السبب الثالث المرجح، فهو تناقص أعدادا السلاحف، فمع استمرار البحث عن إجابات حول النفوق الغامض، سلطت القضية الضوء على الحاجة إلى حماية السلاحف البحرية المهددة التي تكثر في المياه الغنية حول سريلانكا.
فبين ثمانية أنواع من السلاحف البحرية الموجودة في العالم، من المعروف أن خمسة منها تعشش على شواطئ سريلانكا، هي سلحفاة ريدلي الزيتون، والسلحفاة الخضراء، والسلحفاة ضخمة الرأس، وسلحفاة منقار الصقر، والسلحفاة الجلدية الظهر.
ويقول توشان كابوروسينجي من مشروع الحفاظ على السلاحف في سريلانكا، إن النمو لجميع الأنواع الخمسة آخذ في الانخفاض بسرعة.