التنديد ثم الاستشهاد بأحاديث نبوية.. كيف تعاملت رئيسة وزراء نيوزيلندا مع حادث كرايستشيرش؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:59 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التنديد ثم الاستشهاد بأحاديث نبوية.. كيف تعاملت رئيسة وزراء نيوزيلندا مع حادث كرايستشيرش؟

محمد رزق
نشر في: الجمعة 22 مارس 2019 - 10:54 م | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2019 - 10:54 م

أول من وصف الحادث بالإرهابي ورفضت ذكر اسم القاتل.. وألقت تحية الإسلام باللغة العربية.
استشهدت بحديث نبوي وفازت بتعاطف المسلمين...وحضرت مع الآلاف مراسم تشييع الجثامين.


خلال أسبوع استطاعت أن تكسب تعاطف المسلمين، وأن تكون أيقونة فخر للإنسانية ومثال للمرأة الناجحة في التعامل مع الأزمات الكبرى، فكيف لامرأة مثل جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا أن تدير وتتعامل مع أزمة كادت أن تُشعل فتيل الفتنة والأزمة بين المسلمين وغيرهم في بلادها، وأصبح الأسم الأكثر تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحط إعجاب الملايين حول العالم.

في ذكرى مرور 7 أيام وقيام أول صلاة جمعة بعد حادث كرايستشيرش الإرهابي، الذي أودى بحياة 50 شخص وعشرات المصابين بعد اقتحام متطرف مسجدين في المدينة وفتح النار على المصلين.

وترصد الشروق خلال السطور القادمة تعامل جاسيندا أرديرن مع الحادث منذ اللحظات الأولى

نيوزيلندا وطنهم وهم نحن:

لم تنتظر جاسيندا كثيرًا لتعلق على الحادث الغاشم، وكان تعليقها الأول عبر تويتر واصفة الحادث بالإرهابي في خطوة أولى للتعامل مع الأزمة.
"ما حدث في كرايستشيرش هو عمل غير عادي من أعمال العنف غير المسبوقة.
ليس له مكان في نيوزيلندا. سيكون العديد من المتضررين أعضاء في مجتمعات
المهاجرين لدينا.نيوزيلندا هي وطنهم وهم نحن.

علمنا بالحادث قبل وقوعه بتسع دقائق:
كانت تصريحاتها بأن مكتبها كان على علم بالهجوم قبل وقوعه بتسع دقائق أن يُقضي علي أصغر رئيس وزراء في العالم، مؤكدًا أن مكتبها تلقى بياناً من المسلح، الذي قام بالهجوم المسلح.

وقالت أرديرن: إنها "كنت واحدة من أكثر من 30 متلقيًا للبيان الذي أُرسل قبل تسع دقائق من حصول الاعتداء، وأن البيان لم يتضمن أي موقع أو تفاصيل محددة".

لقاء الجالية المسلمة وارتداء الحجاب:
في تعامل يظهر مدى احترام الأديان، أقدمت رئيسة الوزراء على فعل غير متوقع وغير مسبوق، إذا قامت خلال لقائها مع الجالية المسلمة في نيوزيلندا في اليوم التالي من الحادث، بارتداء الحجاب أثناء الحديث معهم في مدينة كرايستشيرش موقع الحادث.

وترأست أرديرن الزيارة التي حضرها مجموعة ضمت شخصيات من أحزاب مختلفة، وتحدثت مع أقارب الضحايا وحرصت على مواساتهم، واستمعت إلى آرائهم بشأن ما ينبغي فعله.

إلقاء تحية الإسلام:
وخلال جلسة طارئة عُقدت في البرلمان النيوزيلندي بحضور رئيسة الوزراء، بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها بداية جاسيندا الجلسة بإلقاء تحية الإسلام "السلام عليكم" باللغة العربية، ثم حديثها على الحادث والمجرم الذي رفضت ذكر اسمه.

وطالبت وسائل الإعلام بذكر أسماء الذين قتلوا بدلًا من ذكر اسم الرجل الذى سلب أرواحهم.

وقالت رئيسة الوزراء خلال الجلسة الطارئة إن "هذا الرجل الأسترالى متهم بارتكاب أعمال وحشية سعيا للشهرة السيئة، ولهذا السبب لن تسمعونى أشير إليه بالاسم، فهو إرهابي ومجرم ومتطرف، ولن أذكر اسمه أبدًا خلال حديثى".


الوقوف دقيقتي صمت وحداد:
أعلنت خلال مؤتمر صحفي الوقوف دقيقتي صمت بدلاً من دقيقى واحدة، في أول صلاة جمعة عقب الحادث في الذكرى الأسبوعية لمجزرة المسجدين، فضلاً عن بث الأذان على الهواء مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون.

وقالت خلال المؤتمر الذي عُقد في مدينة كرايستشيرش، "أعرف من كثيرين أن هناك رغبة في إظهار الدعم للجالية المسلمة عند عودتهم إلى المساجد وخاصة يوم الجمعة، كما هناك أيضا رغبة لدى النيوزيلنديين في إحياء مرور الأسبوع الذي انقضى منذ وقوع الهجوم الإرهابي".

وأضافت، إنه "تماشيًا مع هذه الرغبة، سنعلن الوقوف دقيقتي صمت يوم الجمعة، كما سنبث الأذان على نطاق البلاد عبر التلفزيون والإذاعة الوطنيين".

قوانين احترازية لحمل السلاح:
في البداية تعهدت أرديرن، بوضع تعديلات جديدة على قانون حمل السلاح؛ لأن قوانين الأسلحة في نيوزيلندا لم تتغير منذ عام 1992، ووعدت بأن يتم تعديلها في فترة أقصاها عشرة أيام.

ثم أعلنت رئيسة أمس الخميس، حظر البنادق نصف الآلية والهجومية مثل التي يستخدمها الجيش بموجب قوانين أكثر صرامة بشأن حيازة الأسلحة.

وقالت جاسيندا، إنه "الآن وبعد ستة أيام من الهجوم نعلن حظرًا في نيوزيلندا على جميع البنادق نصف الآلية والهجومية على غرار التي يستخدمها الجيش".

وأضافت رئيسة وزراء نيوزيلندا، أنه من المتوقع صدور القانون الجديد بحلول 11 أبريل وإقرار آلية لاستعادة الأسلحة المحظورة.

التكفل بتكاليف الجنائز:

وكجزء من تحمل المسئولية أعلنت أصغر امرأة تحكم نيوزيلندا، بأن الدولة ستتكفل بتكاليف جنائز شهداء الحدث وإعادة جثامين من أرادوا إلى بلادهم الأصلية، فضلا عند تشديد إجراءات التأمين عند المساجد.

حضور تأبين الضحايا:
عقب أداء صلاة الجمعة اليوم في نيوزيلندا، ووسط مايفوق الخمسين ألف شخص، حضرت رئيسة الوزراء مراسم التشييع الشعبي والرسمي لضحايا مجزرة المسجدين.

وألقت كلمة أمام آلاف المشيعين، أعلنت خلالها عن تضامنها مع المسلمين وتعازيها لأسر الضحايا قائلة "نيوزيلندا تشاطركم الأحزان.. نحن واحد"، وأمرت بالوقوف دقيقتي حداد على أرواح الضحايا.

الاستشهاد بحديث نبوي:
استكمالاً لتعاطفها ودعمها لشهداء المذبحة، حضرت رئيسة الوزراء ومن حولها سياسيين ووزراء حكومتها أول صلاة جمعة بعد الحادث تابينًا لضحايا الحادث، في متنزه هاجلى المقابل لمسجد النور الذي شهد الحادثة ويخضع للإصلاحات.

وارتدت جاسيندا الحجاب وملابس سوداء، واستشهدت بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

ففي مدة سبعة أيام أثبتت أصغر سياسية رئيسة وزراء في العالم، والتي تبلغ من العمر 39 عامًا أن تكون رمزًا للتعامل الجيد والسريع مع الأزمة واحتوائها، وأن تفوز بتعاطف الملايين من المسلمين، واحترام وتشجيع السياسيين والزعماء في العالم، ومثال يُحتذى به في التعامل مع مثل هذه الأحداث الإرهابية وإخماد فتيل الأزمة، ومن الممكن أن تكون نيوزيلندا القبلة المُقبلة للمهاجرين المسلمين حول العالم بعدما ظهر من تسامح من قبل الدولة والمواطنين في التعامل مع الأزمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك