المفكر السياسي الأمريكي ستيفن والت: نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل أقل مما يعتقد - بوابة الشروق
الأحد 12 مايو 2024 5:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المفكر السياسي الأمريكي ستيفن والت: نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل أقل مما يعتقد

هدير عادل
نشر في: الجمعة 22 مارس 2024 - 5:14 م | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2024 - 5:14 م
اعتبر ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي في جامعة هارفارد ، أن الولايات المتحدة تتمتع بتأثير على إسرائيل أقل مما يعتقد، مشيرا إلى أن الحرب في غزة تُضر بصورة أمريكا حول العالم، وتظهر تناقضات هزلية في السياسة الأمريكية.

وقال والت في مقال تحليلي نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن واجهت انتقادات لا هوادة فيها على إخفاقها في وقف الحملة الانتقامية الإسرائيلية في غزة.

وأضاف والت أنه في حين أصيب بايدن ومساعدوه بالجزع جراء حصيلة الضحايا المتصاعدة وشعورهم بالاستياء من رفض إسرائيل السماح بوصول إمدادات كافية من المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، لم يوقف بايدن تدفق الأسلحة الأمريكية، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض على ثلاث قرارات بمجلس الأمن تدعو لوقف إطلاق النار.

* افتراض يستحق التدقيق

وتابع: "لكن منتقدي بايدن يفترضون أن الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ هائل على هذا الوضع، وأن كلمة صارمة من الرئيس بايدن – مقترنة بتهديدات تقليص أو وقف المساعدات الأمريكية – من شأنها أن تجبر إسرائيل على تغيير مسارها بسرعة".

ورأى المفكر السياسى الأمريكى أن هذا الافتراض يستحق التدقيق؛ لأن ما وصفهم بـ"الدول الأضعف" غالباً ما ترفض الامتثال لطلبات الولايات المتحدة، وأحياناً "يفلتون بفعلتهم"، مشيرا إلى تحمل إيران وكويا الشمالية العقوبات على مدار عقود ومواصلتهم تحدي واشنطن.

وأوضح والت أيضا أن حلفاء الولايات المتحدة المقربين أحياناً يقاومون الضغط الأمريكي؛ كما فعلت ألمانيا عندما واصلت بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 بالرغم من اعتراض الولايات المتحدة.

وتابع: "بالمثل، قاوم قادة إسرائيليون من ديفيد بن جوريون إلى بنيامين نتنياهو الضغط الأمريكي في عدة مناسبات – وإن لم يكن دائما – مما يرجح أن حجم النفوذ الذي تتمتع به واشنطن في أي لحظة يعتمد على أكثر من الحجم الهائل للسخاء الأمريكي"، على حد تعبيره.

ومضى قائلا: "لا يجب أن نفترض تلقائياً أن مكالمة هاتفية من بايدن وتهديد بقطع المساعدات الأمريكية ستدفع إسرائيل لتنفيذ الطلبات الأمريكية".

وبحسب والت، في حين أن إسرائيل لا تعتمد على الدعم الأمريكي كما كانت في الفترات الأولى (لنشأتها)، لا تزال تعتمد بشدة على الوصول إلى الأسلحة الأمريكية: أنظمة الأسلحة المتطورة مثل طائرات إف-35 أو منظومات صواريخ باتريوت وكذل القنابل الموجهة بدقة وقذائف المدفعية.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تنتج أسلحة متقدمة، بالطبع، ولدى إسرائيل صناعات دفاعية متطورة خاصة بها، لكن إعادة تجهيز قواتها في حالة القطع الأمريكي للإمدادت العسكرية -غير المحتمل- ستكون عملية صعبة ومكلفة.

ولطالما اعتقد الخبراء الاستراتيجيون الإسرائيليون أنه من الضروري الحفاظ على ميزة نوعية على الخصوم "المحتملين"، ومن شأن فقدان الدعم الأمريكي أن يهدد قدرتها على فعل ذلك على المدى الطويل، بحسب والت.

* قيمة الحماية الدبلوماسية الأمريكية لتل أبيب

كما أشار أيضا إلى قيمة الحماية الدبلوماسية الأمريكية – سواء في شكل استخدام حق النقض في مجلس الأمن أو الضغط على دول أخرى لوقف انتقاد إسرائيل –، مؤكدا أن الدعم الذي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة سيكون من الصعب إن لم يكن مستحيلاً استبداله"، ولهذا يعتقد العديد من المراقبين أن كل ما يحتاج بايدن إلى فعله هو التهديد بتقليص الدعم الأمريكي ولن يكون أمام نتنياهو خيار سوى الامتثال.

لكن، بحسب ستيفن والت، من الصعب القول من لديه عزيمة أكبر الآن؛ فبالرغم من أن نتنياهو لا يحظى بشعبية على نحو متزايد داخليا، يدعم الرأي العام الإسرائيلي الحرب في غزة، وحتى أقرب حلفاء نتنياهو السياسيين لا يزالوا بجانبه حتى الآن.

* الأزمة في غزة تُضر بصورة أمريكا وتهدد إعادة انتخاب بايدن

ونوه أستاذ العلاقات الدولية بأن الأزمة في غزة تُضر بصورة أمريكا حول العالم، وتجعل إدارة بايدن تبدو بلا قلب وغير فعالة، مشيراً إلى أن التناقضات في السياسة الأمريكية هزلية إذا لم تكن النتائج مزعجة للغاية: حيث تسقط واشنطن الطعام جواً لسكان غزة النازحين والجوعى، بينما تزود إسرائيل في نفس الوقت الأسلحة التي أجبرتهم على الفرار وتعرضهم لخطر المجاعة.

وتابع: قد يهدد هذا الوضع أيضاً فرص إعادة انتخاب بايدن ، مما يمنح البيت الأبيض سبباً آخر للتشدد.

واختتم ستيفن والت مقاله بالقول إن واشنطن لديها الكثير من النفوذ "المحتمل"، وعوائق استخدامه أقل مما كانت عليه في الماضي، لكن لأن القادة الحاليين في إسرائيل لا يزالون متمسكين بمواقفهم بشأن غزة، فإن حتى التهديدات الموثوقة لخفض الدعم الأمريكي قد لا تدفعهم إلى تغيير المسار بشكل كبير.

وأشار أيضا إلى أنه ليس من الواضح كذلك ما إذا كان بإمكان بايدن أو مستشاريه إجراء تعديلات للانتقال من نهجهم "الفاشل الحالي" إلى شيء أكثر فعالية، على حد تعبيره.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك