أوكيناوا تحيي غدا الثلاثاء ذكرى معركة «إعصار الفولاذ» بعد مضي 75 عاما - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 1:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوكيناوا تحيي غدا الثلاثاء ذكرى معركة «إعصار الفولاذ» بعد مضي 75 عاما

(د ب أ)
نشر في: الإثنين 22 يونيو 2020 - 2:30 م | آخر تحديث: الإثنين 22 يونيو 2020 - 2:31 م

تستحضر جزيرة أوكيناوا اليابانية صورا لهدوء شبه استوائي بعيد للغاية عن صخب الجزر الرئيسية، تحيط به البحار الخضراء الزمردية. ومع ذلك، فإنها لا تزال تحمل ندوب واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الثانية.

ويتذكر الناجون من "معركة أوكيناوا" حدة الصراع. وقُتل نحو 200 ألف شخص في الغزو الأمريكي، بما في ذلك 94 ألف مدني و12500 جندي أمريكي.

وتحيي أوكيناوا غدا الثلاثاء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للمعركة، والتي يطلق عليها أيضا اسم "إعصار الفولاذ" بسبب القصف المكثف. لكن هذا الفصل من الحرب غالبا ما يطغى عليه القصفان الذريان الأمريكيان لهيروشيما وناجازاكي.

ومع ذلك، يقول البعض، إن المعركة البرية المرهقة والحصيلة الضخمة للقتلى يحتمل أنهما أثرتا على قرار الولايات المتحدة بإسقاط القنبلة على المدينتين اليابانيتين بعد معركة أوكيناوا بشهر ونصف الشهر. وجاء استسلام اليابان والنهاية الأخيرة للحرب العالمية الثانية بعد ذلك بأسابيع فقط.

واستمرت معركة أوكيناوا لمدة ثلاثة أشهر – وهو وقت أطول بكثير مما توقعته كل من الولايات المتحدة واليابان. وخسر كل من الجانبين قائد قواته: اللفتنانت جنرال سيمون بوليفار بكنر جونيور والجنرال ميتسورو أوشيما على الترتيب.

ويقول نوبويوشي تاكاشيما، المؤرخ والأستاذ الفخري بجامعة ريوكيوس في أوكيناوا: "بالنسبة للجيش الأمريكي، كانت معركة شاقة بشكل غير متوقع. وبعد أوكيناوا، كان من المفترض أن يشنوا هجوما بريا على جزيرة كيوشو جنوبي البلاد".

ويضيف أنه: "مع ذلك، كانت الولايات المتحدة قلقة من أن يحاصروا (قواتها) بين فكي كماشة في حالة غزوها لكيوشو، حيث أن 5ر1 مليون جندي ياباني كانوا لا يزالون في الصين".

وفي اليابان ما بعد الحرب، وبينما استمر القادة السياسيون المحافظون في تعزيز القدرات العسكرية، تم التقليل من شأن مأساة أوكيناوا.

وتضمنت المعركة العديد من قصص الخسائر. وتم تعبئة أكثر من 2100 طالب من أوكيناوا من أجل الجيش الإمبراطوري الياباني. لقي نصفهم تقريبا حتفهم.

ويقول تاكاشيما: "ما كان ينبغي نقلهم إلى ساحات القتال من البداية".

ودعا الجيش الإمبراطوري الياباني سكان أوكيناوا إلى الانتحار بدلا من الاستسلام، حيث حذر من أن الأمريكيين سوف يعاملون سكان الجزيرة المحتجزين بوحشية. وتم إعطاء كل منهم قنبلتين وتوجيهه بإلقاء واحدة منهما على الأمريكيين وتفجير نفسه بالأخرى.

ويقول تاكاشيما: "يخبرك الناجون أن أكبر درس تعلموه من معركة أوكيناوا هو أن الجيوش لا تحمي المدنيين في الحرب".

ولا تزال أوكيناوا تعاني من إرث الصراع، وهو التواجد المكثف للقوات الأمريكية في الجزيرة.

وتستضيف أوكيناوا، التي تشكل 6ر0% فقط من إجمالي مساحة اليابسة في اليابان، 70% من المنشآت العسكرية الأمريكية في البلاد.

وفي عام 1995، تعرضت طالبة يابانية /12 عاما/ في الجزيرة للاغتصاب الجماعي من جانب ثلاثة جنود أمريكيين، ما أثار غضب سكان أوكيناوا ودفعهم للنزول إلى الشوارع للاحتجاج.

وفي خطوة هدفت جزئيا لتخفيف غضبهم، اتفقت اليابان والولايات المتحدة في العام التالي على إغلاق قاعدة فوتينما الجوية لمشاة البحرية الأمريكية، الواقعة في منطقة مكتظة بالسكان في الجزيرة.

ومع ذلك، قررت طوكيو وواشنطن أيضا بناء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة حساسة بيئيا في شمال أوكيناوا، لتحل مكان قاعدة فوتينما.

وقررت حكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي البدء في البناء على الرغم من المعارضة الشديدة من سكان الجزيرة والمنظمات البيئية.

وتعهد حاكم أوكيناوا ديني تاماكي، الذي تولى منصبه في عام 2018 بمنع البناء، وحث اليابان والولايات المتحدة على "إغلاق فوتينما على الفور" للوفاء بتعهد البلدين في عام 1996 لتخفيف عبء أوكيناوا.

ويقول منتقدون إن اليابان فشلت منذ فترة طويلة في مناقشة العبء غير المتناسب وآثاره على الأمن القومي.

وأعرب أكيكازو هاشيموتو، وهو أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة جيه.إف. أوبرلين في طوكيو، عن قلقه العميق بشأن نقاط الضعف بسبب التركيز العالي للقواعد العسكرية في الجزيرة، التي تبعد 1600 كيلومتر جنوب غرب طوكيو.

ويقول هاشيموتو: "إذا تم إغلاق أوكيناوا بسبب جائحة كورونا، فسوف ينهار الأمن القومي لبلدنا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك