على هامش القمة الإفريقية الروسية.. مدينة سوتشي منزل القياصرة الروس التي تحوي شجرة عبدالناصر - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 10:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش القمة الإفريقية الروسية.. مدينة سوتشي منزل القياصرة الروس التي تحوي شجرة عبدالناصر

منال الوراقي
نشر في: الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 11:11 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 11:11 م

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، إلى مدينة سوتشي الروسية، التي تشهد انعقاد قمة "روسيا - إفريقيا" في المركز الإعلامي الرئيسي للحديقة الأولمبية، خلال الفترة من 23 و24 أكتوبر الجاري، وسيترأس السيسي، القمة بالمشاركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومدينة سوتشي الروسية -المستضيفة للقمة- وصفها الكاتب والسياسي اليمني المخضرم سالم صالح محمد، في كتابه الصادر عن وكالة الصحافة العربية، بعنوان "مدن نسكنها ومدن تسكننا"، الذي يرصد فيه ذكرياته عن المدن والبلدان التي زارها.

تعد مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، جزء من الأراضي الروسية الجنوبية التي تشتهر بينابيع المياه الصحية المعدنية والكبريتية؛ التي تعد مصدرًا للعلاج الطبيعي، والتي كانت سببًا رئيسيًا في شهرة المدينة والإقبال عليها ونموها كأحد أهم المصايف في منطقة القوقاز.

بدأت شهرة مدينة سوتشي تتوسع في نهاية القرن الثامن عشر، مع تردد الحكام والقياصرة الروس عليها، خاصة مع بدء أحداث الثورة البلشفية -المرحلة الثانية من الثورة الروسية- عام 1916م.

وبعد قيام النظام السوفيتي استمر الاهتمام بمنطقة سوتشي، قبل أن يتزايد في عهد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين الذي أمر في عام 1934م، بوضع خطط لتحويل سوتشي إلى مدينة سياحية؛ ومدينة للاستجمام والعلاج الطبيعي، ليتم تنفيذ تلك الخطط؛ بالرغم من توقف العمل بها لفترة، بسبب الحرب العالمية الثانية، حتى أصبحت المدينة في الستينيات مدينة سياحية بالفعل وأحد المراكز العالمية للعلاج الطبيعي بالمياه المعدنية.

وعندما خصصها الاتحاد السوفييتي عاصمة السياحة الاشتراكية، بعد شبه جزيرة القرم كان أهم ضيوف الاتحاد السوفيتي ومعظمهم من الرؤساء وقادة الأحزاب والحركات العمالية والاشتراكية وقادة حركات التحرر في العالم ينزلون عليها ضيوفًا في منتجعاتها، وكان من التقاليد المتبعة آنذاك؛ أن يقوم الضيف الكبير بغرس شجرة في حديقتها الشهيرة التابعة للدولة.

فتجد هناك شجرة للرئيس جمال عبد الناصر سميت باسمه، وشجرة باسم الرئيس السوري حافظ الأسد، وللكثير من الرؤساء العرب والأفارقة ورؤساء بلدان العالم الثالث، الذين زاروها للاستجمام على نفس الشاكلة أشجار معظمها نما وكبر وبعضها شاخ مبكرًا وذبل ومات.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، أصبحت سوتشي كغيرها من المدن والمواقع السياحية الهامة، التي باتت ضحية لعدم اهتمام قطاع الدولة؛ الذي كان يسيطر على كل شيء، وعدم توافر رأس المال الخاص للاستثمار بالسرعة اللازمة، الحال الذي أفقدها مزايا كانت تتصف بها أثناء اهتمام القطاع العام به، في انتظار تحقق وعود جنة الاشتراكية؛ التي ستوفر لكل العمال والفلاحين مثل هذه الأماكن السياحية المكلفة.

حاليًا، تعتبر المدينة الروسية البالغ عدد سكانها 329 ألف نسمة، منتجعًا فاخرًا يقع على ضفاف البحر الأسود، الأمر الذي أهلها لتنظيم الألعاب أولمبية الشتوية في عام 2014، لتصبح بعد ذلك، منتجع يقصده العديد من الزوار والسياسين ورؤساء الدول والحكومات، وينعقد فيه القمم والمؤتمرات، كالمؤتمرات الأخيرة حول القضية السورية.

وبوجود مزارع لزراعة الشاي في المناطق المجاورة للمدينة تكسب زيارتها لذهٌ خاصة؛ فيمكن للمرء أن يتذوق ويحتسي أنواعًا من الشاي المنتجة محليًا في زيارته لبيوت الشاي بالمدينة، إضافة لذلك يحصل الزائر على معلومات عن كيفية زراعة نبات الشاي في هذه المنطقة الشمالية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك