أثارت جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، جدلًا واسعًا بشأن قواعد تصوير جنازات المشاهير، حيث أظهرت لقطات تزاحم المصورين لالتقاط الصور أثناء الجنازة، مشاهد أغضبت الأوساط الفنية والإعلامية والسياسية.
فقدم النائب عبد المنعم إمام، رئيس "حزب العدل"، اقتراحًا لإضافة فقرة جديدة إلى المادة 88 من قانون العقوبات، تحظر نشر صور أو بث وقائع الجنازات، والسرادقات الخاصة بالعزاء.
ونص الاقتراح على أن يكون منع نشر وإذاعة وبث أي صور أو فيديوهات للجنازات والعزاءات والسرادقات المنعقدة بمناسبة وفاة، مع إمكانية السماح لذوي الشأن أو ورثة المتوفى بالنشر بعد الحصول على موافقة مكتوبة مسبقة، وتُضاعف العقوبة في حالة النشر أو البث على منصات التواصل الاجتماعي من غير الصحفيين.
وقررت نقابتا الصحفيين والمهن التمثيلية، عقد اجتماع عاجل؛ لبحث القواعد والآليات اللازمة لتنظيم التغطية الصحفية، والمتابعة لأي حدث من هذا النوع، لحماية حرمة الحياة الشخصية للمواطنين، وتحفظ كرامة وهيبة الصحفيين.
وفي هذا التقرير ترصد "الشروق"، كيف تعامل القصر الملكي مع الصحفيين في جنازة الملكة إليزابيث؟ تعتبر العلاقة بين القصر الملكي ووسائل الإعلام في بريطانيا معقدة للغاية، والدليل على ذلك هي أن القنوات التلفزيونية البريطانية بقصر باكنجهام لها حق النقض على استخدام لقطات من جنازة الملكة إليزابيث الثانية، وفقًا للجارديان.
وكجزء من اتفاق مع مذيعي الأخبار، مُنحت العائلة المالكة الحق في طلب عدم استخدام أجزاء معينة من اللقطات من مراسم الجنازة في كنيسة وستمنستر، وقلعة وندسور.
وأرسل الموظفون الملكيون رسائل إلى بي بي سي، وآي تي في نيوز، وسكاي نيوز اللقطات التي يرغبون في استبعادها من نشرات الأخبار المستقبلية ومقاطع وسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة لذلك، تمت إزالة خمس مقاطع فيديو قصيرة تظهر أفرادًا من العائلة المالكة من التداول.
كما قدم القصر إرشادات بشأن اللقطات والصور الفوتوغرافية التي تعتبر مقبولة، مع طلب خاص لتجنب التطفل على حزن أفراد العائلة المالكة. وكثيراً ما ترسل عائلات المشاهير المتوفين طلبات مسبقة إلى وسائل الإعلام، سعياً للحصول على تغطية محترمة لجنازاتهم، مع مراعاة عدم التدخل في حزنهم. ومع ذلك.
وطُلب من المؤسسات الإخبارية الأخرى التي تستخدم البث الإذاعي أن تتعهد بأن أي مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي من الجنازة تكون تحترم هيبة الجنازة، وكان الشرط الآخر هو أنه لا يمكن استخدام اللقطات إلا في نشرات الأخبار وليس في البرامج الترفيهية.
وكانت هناك أيضًا قيود مفروضة على المكان الذي يمكن فيه بث إجراءات الجنازة، بما في ذلك عدم السماح ببث أجزاء من مراسم الذكرى على منصات الفيديو عبر الإنترنت مثل "تيك توك".