شهد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية التجارة، الذي عُقد تحت شعار «ابتكر لتقود» (Innovate to Lead).
وأكد الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، أن التكنولوجيا المالية لم تعد مجرد خيار تقني، بل أصبحت المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، وأداة استراتيجية لإعادة تشكيل أسواق المال والاستثمار، وتعزيز الشمول المالي.
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة، وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وبما يتسق مع التوجيهات الرئاسية ودعم رؤية مصر 2030، التي تضع التحول الرقمي والابتكار في صدارة أولوياتها، وذلك من خلال ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي، وتأهيل كوادر قادرة على بناء اقتصاد معرفي تنافسي.
ونوّه رئيس الجامعة بأن شعار المؤتمر «ابتكر لتقود» يعكس روح المرحلة الحالية، مؤكدًا أن الجامعة ستظل داعمًا رئيسيًا لجميع المبادرات التي تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا، عبر فتح آفاق جديدة للحوار بين الجانب الأكاديمي والقطاعين المصرفي والتكنولوجي.
ومن جانبه، أكد الدكتور فريد محرم، عميد كلية التجارة، خلال فعاليات المؤتمر، أهمية التحول الرقمي، موضحًا أن العالم يشهد تغيرات متسارعة بوتيرة غير مسبوقة، وأن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح واقعًا حتميًا لإعادة تشكيل المؤسسات وأساليب تقديم الخدمات.
وأشار إلى أن الاقتصاد الحديث بات يعتمد بشكل أساسي على المعرفة والبيانات والتكنولوجيا الذكية والابتكار، بدلًا من الاعتماد التقليدي على رأس المال المادي فقط.
وأضاف أن الجامعة والكلية تتبنيان رؤية استراتيجية تقوم على دمج الابتكار وريادة الأعمال مع التخصصات الاقتصادية والمالية، بهدف تطوير المناهج الدراسية وإطلاق برامج أكاديمية حديثة تؤهل الطلاب لسوق العمل المستقبلي.
وأوضح عميد الكلية أن المؤتمر ناقش 66 بحثًا علميًا من خلال 7 جلسات بحثية وحوارية، ركزت على تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، و«البلوك تشين»، والأمن السيبراني في تحقيق الاستدامة والشفافية، وجودة التقارير المالية، وتحليل البيانات الضخمة.
كما أشار إلى أن التكنولوجيا المالية أصبحت أداة رئيسية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام ودعم الشمول المالي، مثمنًا خطوات الدولة المصرية في بناء بنية تحتية رقمية قوية، وتحديث التشريعات المنظمة لهذا القطاع.
وأكد الدكتور إسلام عزام، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا المالية (FinTech) في صياغة مستقبل القطاع المالي في مصر، مشيرًا إلى أن الاعتماد على هذه التكنولوجيات لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية تهدف إلى جذب فئات جديدة من المستثمرين، خاصة فئة الشباب، التي تمثل نحو 80% من المتعاملين الجدد، بفضل تطبيقات التداول الإلكتروني والحلول الرقمية المبتكرة.
كما أبرز أهمية تعزيز الشمول المالي عبر تبسيط إجراءات الاستثمار، وتسهيل وصول الأفراد إلى الخدمات المالية غير المصرفية من خلال الهاتف المحمول، بما يسهم في تقليل الحواجز التقليدية أمام المتعاملين.
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة جيهان رجب، المقرر العام للمؤتمر، أن انعقاد الفعاليات يأتي استجابة مباشرة للتسارع الكبير في وتيرة التحول الرقمي عالميًا، وما يترتب عليه من تأثيرات متزايدة على بيئة الأعمال والحوكمة وصناعة القرار الاقتصادي.