أصبحت مسألة الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي على المحك وسط استمرار الأنباء عن خلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما يهدد بخسارة دولة الاحتلال أهم حلفائها.
لكن علاقة التآمر الأمريكي الإسرائيلي على دولة فلسطين شهدت سابقا عدة منحنيات خطرة لوحت أمريكا خلالها بقطع الدعم تارة أو إعادة النظر فيه تارة.
وتستعرض "الشروق"، 4 مناسبات تاريخية شهدت توترات أمريكية إسرائيلية قوية هددت استمرار العلاقة بين أمريكا والكيان الإسرائيلي.
• عدوان على مصر دون إذن أمريكي
وذكرت "الإنترناشونال أفيرز"، أن دولة الاحتلال شاركت في العدوان الثلاثي على مصر مع بريطانيا وفرنسا عام ١٩٥٦ عقب اتفاق سري بين الدول الثلاث وكان الدافع الإسرائيلي تدمير الأسلحة التشيكية التي امتلكتها مصر قبيل الحرب.
جاء الرد الأمريكي صارما ضد الخطة والعدوان ليرسل الرئيس دوايت أيزنهاور، رسائل تقريع حادة للدول الثلاث ومن ثم تدعم الولايات المتحدة قرار بالأمم المتحدة يقضي بوقف العدوان على مصر في 2 نوفمبر بعد أسابيع من العدوان.
• تحجيم قدرات الاحتلال النووية واغتيال جون كينيدي
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية في تحقيق لها، أن أزمة غير معلنة جرت بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون إف كينيدي ورئيسي وزراء الاحتلال ديفيد بن غوريون وليفي أشكول في الأشهر السابقة لاغتيال كينيدي من عام ١٩٦٣.
وأوضحت الصحيفة أن كينيدي أمر إسرائيل باستضافة خبراء أمريكيين لمراقبة مفاعل ديمونا والذي تقلق أمريكا أن يكون له أغراض عسكرية تهدد أمن المنطقة.
ماطل رئيس وزراء الاحتلال بن جوريون، فما كان من كينيدي إلا أن هدد بقطع الدعم في رسالة مباشرة؛ استقال بن جوريون بعدها دون أن يوضح سبب للاستقالة.
وقبل ليفي أشكول خليفة بن جوريون، الزيارة الأمريكية لتفقد المفاعل ولكن الزيارة لم تحدث إلا بعد شهرين من اغتيال الرئيس كينيدي فيما أوضحت هآرتس أن الحكومة التالية لكينيدي لم تأخذ مراقبة المفاعل على محمل الجد.
• قطع الدعم بسبب سيناء
وذكرت صحيفة جامعة كاليفورنيا، أن توترا حادا نشأ بين الرئيس الأمريكي جيرالد فورد الابن وبين دولة الاحتلال في مارس ١٩٧٥ حول المقترح الأمريكي لإعادة الانتشار بسيناء والذي رفضته إسرائيل.
وقام جيرالد ردا على الرفض الإسرائيلي، بإيقاف صفقات السلاح الموجهة للاحتلال وإعلان إعادة تقييم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لكن الأزمة انتهت عقب تجاوب دولة الاحتلال مع القرار الأمريكي.
• خصام أمام العالم في عهد بوش الأب
ذكر كتاب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لجون لانج، أن العلاقات بين البلدين شهدت توترات حادة في عهد جورج بوش الأب إذ أثارت تصريحاته برفض الاستيطان الإسرائيلي للقدس الشرقية قطيعة بين الطرفين لم تنته إلا بقصف العراق لدولة الاحتلال بصواريخ سكود ما أعاد العلاقات بين أمريكا ودولة الاحتلال.
عادت التوترات مجددا مع نهاية عاصفة الصحراء حين ضغط بوش الأب على دولة الاحتلال لحضور مؤتمر مدريد للسلام دون مقابل مادي لدولة الاحتلال التي طلبت قرض 11 مليار من الولايات المتحدة دون أن توافق الأخيرة.
وذكرت جيروزاليم بوست، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير، والرئيس الأمريكي بوش لم يتبادلا الكلام خلال مؤتمر مدريد في دلالة على درجة تردي العلاقة بين الطرفين.