قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق»، عضو مجلس الشيوخ، إن إعلان التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران لم يكن مفاجئًا.
وأضاف خلال مقابلة zoom مع برنامج «مساء dmc» الذي يُقدمه الإعلامي أسامة كمال، عبر شاشة «dmc»، مساء الثلاثاء، أنه بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر اتجهت الأمور نحو التهدئة، وحصل كل طرف على ما يريده ولو نظريا ، وادرك كل طرف بأنه لن يحقق انتصارًا مطلقًا.
وأوضح أن ما حدث بين إسرائيل وإيران لم يكن مسرحية كما يحب البعض أن يتخيل باستثناء اليوم الاخير ، مشيرًا إلى أن إسرائيل عندما هاجمت إيران يوم 13 يونيو فعلت ذلك بتخطيط مسبق ومن خلال بنك أهداف واضح وأصابت إيران في مقتل الي حد كبير خصوصا تدمير جانب كبير من منظومات الدفاع الجوي ومخازن الصورايخ بجانب اغتيال علماء نوويين كبار وقادة عسكريين.
ونوه حسين بأن إيران عندما ردّت على إسرائيل لم يكن الأمر عبارة عن مشهد تمثيلي كما يرى البعض، لكنه أشار إلى أن إعلان التوصل لوقف إطلاق النار بعد استهداف قاعدة العديد يبدو أنها كان مهندَسًا وملعوبًا لرسم مشهد النهاية.
ولفت حسين النظر إلى أن إسرائيل وإيران كانتا قد وصلتا إلى قناعة بأن أيًّا منهما لا يمكنه القضاء على الآخر، سواء عدم قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على تغيير النظام بإيران أو تمكّن طهران من تحقيق الانتصار على تل أبيب.
وأكد أن هذه الحرب تمتلئ بالكثير من الدروس المستفادة، بينها أن إسرائيل لا يمكنها أن تنتصر في أي معركة من دون الدعم الأمريكي، كما أن إيران لا يمكنها مواجهة إسرائيل بهذه الطريقة من الانغلاق والاختراق ، مؤكدا أن من كان يدفع ثمن هذا الصراع هي المنطقة العربية التي كانت شعوبها وحكوماتها تتفرج علي المسيرات والصورايخ والمقانلات لكلا الطرفين المتحاربين بلا حول ولا قوة.
وأوضح أن إسرائيل شنّت عدوانين على إيران، وذلك في أبريل وأكتوبر 2024، وما فعلته أنها استهدفت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية وبخاصة تلك الموجودة بجوار المنشآت النووية.
وأكد أن الدروس المهمة لهذه الحرب أن إسرائيل اخترقت الدولة الإيرانية بشكل عميق وغريب ومفاجئ، حيث تمكنت من اغتيال عشرة من كبار علماء البرنامج النووي الإيراني في منازلهم بمناطق مختلفة، بجانب اغتيال قادة عسكريين.
وأفاد بأن هذا الاختراق مكّن إسرائيل من الوصول إلى معظم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، موضحًا أنه تم تدمير جزء كبير من هذه المنظومات في عدواني أبريل وأكتوبر 2024، كما دمرت جزءًا آخر في اليوم الأول من العدوان الأخير.
وشدد على أن هذا الأمر جعل إسرائيل تعلن بعد ثلاثة أيام فقط من العدوان الأخير، بأن السماء الإيرانية أصبحت مفتوحة أمام طيارييها.
وفي 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا.
ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.