بعد رفع أردوغان صورهم بالأمم المتحدة.. صحفيون بالأناضول: نشعر بفخر وألم - بوابة الشروق
الخميس 25 سبتمبر 2025 7:04 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

بعد رفع أردوغان صورهم بالأمم المتحدة.. صحفيون بالأناضول: نشعر بفخر وألم

غزة/ الأناضول
نشر في: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 11:38 م | آخر تحديث: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 11:38 م

الصحفيان علي جاد الله وعبد الله العطار أكدا أن صورهم التي رفعها الرئيس أردوغان ووثقت الجوع والموت في غزة ليست مجرد لقطات عابرة، بل شهادات حية على الإبادة المستمرة منذ نحو عامين..

 

عبر صحفيون فلسطينيون يعملون مع وكالة الأناضول في قطاع غزة، الأربعاء، عن مشاعر مختلطة بين الفخر والألم، بعد أن رفع الرئيس رجب طيب أردوغان صورا التقطوها توثق المأساة الإنسانية المستمرة في القطاع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد هؤلاء أن الصور التي استعرضها أردوغان لم تكن مجرد مشاهد من الإبادة، بل وثائق حية لما يجري في قطاع غزة منذ نحو عامين، مشيرين إلى أن ظهورها في أعلى منصة دولية يمثل انتصارًا للحقيقة والصورة في مواجهة الرواية الإسرائيلية.

وكان من بين هذه الصور ما التقطه المصورين علي جاد الله وعبد الله العطار وكلاهما يعمل مع وكالة الأناضول، وسط ظروف بالغة القسوة والخطر.

وحظي خطاب الرئيس أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، باهتمام واسع، خاصة بسبب الصور المؤثرة التي عرضها أمام زعماء العالم، والتي وثّقت مأساة الفلسطينيين في غزة بعد نحو عامين من الحرب والحصار.

ورفع أردوغان صورا لأطفال ونساء يعانون من الجوع ونقص الدواء، وصورة ثانية لأطفال يموتون جوعا في غزة، وقال متسائلا: "ما هو الضمير البشري الذي يتحمل مثل هذه الصورة؟ كيف لنا أن نبقى صامتين في وجه هذه الصور؟ في عالم يموت فيه الأطفال جوعا كيف لنا أن نتمتع بالسلام والهدوء؟".

فخر وألم

ويقول الصحفي جاد الله: "أعيش شعورا مختلطا بين الفخر والألم، الفخر لأن صوت غزة ووجعها وصل إلى منصة أممية بهذا المستوى، وعُرضت صوري على يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

وأكد أنها "لحظة شرف وفخر، لأن صورتي اختزلت معاناة شعب كامل محاصر ومذبوح".

وأضاف جاد الله الذي وثق بعدسته مشاهد المأساة الإنسانية في غزة أن الألم كان "الأكبر والأعمق"، لأن الصورة التي التقطها ورفعها الرئيس أردوغان ليست مشهدا عابرا، "بل شهادة على جريمة مستمرة وحياة كاملة تٌسحق تحت القصف".

وتابع: "لا أرى الصورة مجرد لقطة بعدسة الكاميرا، لأنها جزء من حياتي وحياة أهلي وأصدقائي وشعبي، نعيش المعاناة فيها لحظة بلحظة ونوثقها".

وأكد جاد الله أن الصورة بالنسبة "سلاح وذاكرة الشعوب وأرشيف العدالة القادم".

وأضاف: "الكلمات قد تكذب أو تُجادل، لكن الصورة لا تكذب، فهي تحمل الحقيقة، وتفضح الاحتلال أمام الأجيال وأمام التاريخ".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 شهيدا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

ومنذ ذلك الحين، قتلت إسرائيل 250 صحفيا فلسطينيا، وأصابت 400 واعتقلت 200 آخرين، فيما دمرت 120 مؤسسة صحفية، وهدمت 1500 منزل لصحفيين في غزة، وفق نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر.


مهنة خطرة

وأشار جاد الله إلى أنه خلال هذه الحرب أيقن أن مهنة الصحافة "مجهدة وخطيرة"، واصفا الصحفيين بـ"أبطال حراس الحقيقة في زمن يحاول فيه الاحتلال طمسها".

وقال مخاطبا زملائه الصحفيين: "عدساتكم أقوى من صواريخهم، وتضحياتكم لن تذهب سدى، قد تفقدون حياتكم أو عائلاتكم أو بيوتكم، لكن صوركم ستبقى خالدة، وستعيش أكثر منكم جميعا".

وشدد على أن ما يوثقه الصحفيون في غزة "لن ينساه التاريخ"، لأنه "شاهد حي على جريمة إبادة مستمرة".

وقال: "رسالتي أن غزة لا تموت، وأن الصمت جريمة أكبر من القصف. نريد من العالم أن يرى ما يجري في غزة بعيوننا نحن، لا بعدسات الدعاية الإسرائيلية، ونريد من الشعوب أن تتحرك لأن صمتها يغذّي الاحتلال ويطيل عمر هذه الإبادة".

وأشار جاد الله إلى أن استهداف الصحفيين "أثبت عبثية أدوات الحماية أمام أطنان الصواريخ المهلكة"، مؤكدًا أن "العدسة ستبقى أقوى من آلة الحرب، وستوثق الحقيقة للأجيال القادمة مهما كانت التضحيات".


رسالة غزة للعالم

أما المصور عبد الله العطار المتعاون مع وكالة الأناضول، فقال إنه يسعى من خلال عمله الصحفي إلى نقل صورة ورسالة الفلسطينيين في غزة إلى العالم.

وأوضح أن الصور التي يلتقطها "تصل إلى العالم بشكل واسع عبر وكالة الأناضول"، وتكشف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.

وعبر عن سعادته البالغة من رفع الرئيس رجب طيب أردوغان صورة التقطها من قلب المعاناة في غزة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي صورة الطفلة الفلسطينية زينب أبو حليب (6 أشهر) والتي توفيت جراء سوء التغذية الذي سبب الحصار الإسرائيلي.

وأوضح العطار أن صورة الطفلة التي التقطها داخل مجمع الشفاء الطبي، أثارت الغضب الإسرائيي "لأنهم لا يريدون أن تصل صور غزة إلى العالم".

وأدت سياسة الحصار والتجويع التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة منذ بداية الإبادة إلى وفاة 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا جوعًا، وفق وزارة الصحة في غزة.

وتفاقمت الكارثة الإنسانية في غزة مع إغلاق إسرائيل للمعابر في مارس الماضي، ومنع دخول المواد الغذائية والوقود، ما تسبب في مجاعة غير مسبوقة.

وفي 22 أغسطس الماضي، أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، حدوث مجاعة بمدينة غزة، وتوقعت أن تمتد إلى مدينتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر الجاري.

وأضاف الصحفي العطار: "رفع الرئيس أردوغان لهذه الصورة أمام العالم لحظة مؤثرة، فهي توثق جرائم الاحتلال بشكل لا يقبل الجدل، وتثبت على نتنياهو هذه الجريمة أمام المجتمع الدولي".

وأشاد العطار بخاطب الرئيس التركي، واصفا إياه بـ"القوي والشجاع"، في مواجهة قادة العالم من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووجّه رسالة شكر خاصة لأردوغان الذي رفع صورته وصور زملائه الصحفيين "بكل شجاعة أمام العالم"، مؤكدا أن "هذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها الرئيس التركي إلى جانب الشعب الفلسطيني".

وعبر عن أمله أن تكون "سببًا في إنهاء الحرب على غزة ووضع حد لمعاناة شعبنا".

وأكد العطار أن ما يبذله الصحفيون من تعب وإرهاق على مدار عامين لم يذهب هباء، "بل أثمر عن فضح الجرائم الإسرائيلية أمام العالم".
وطالب المجتمع الدولي للفلسطينيين في غزة الذي قال إنهم "يموتون كل لحظة".

وشدد الصحفي العطار على استمراره وزملائه الصحفيين في مهمتهم "حتى آخر نفس"، وذلك من أجل "أن تصل الحقيقة إلى العالم".

وقال إن الصورة الصحفية هي سلاحهم الذي يواجهون به الرواية الإسرائيلية، مطالبا بحماية دولية وتوفير معدات وظروف ملائمة للعمل.

وأضاف: "نريد توصيل الرسالة بكل انسانية وشفافية ننقل الصورة كما هي للعالم".

وفي 8 أغسطس الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة الكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

وبدأ الجيش في 11 أغسطس، الهجوم على المدينة انطلاقا من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقا "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام مدرعات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك