خطابات غارقة على متن سفينة من زمن الحرب العالمية الثانية تعود للحياة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطابات غارقة على متن سفينة من زمن الحرب العالمية الثانية تعود للحياة

منى غنيم
نشر في: الجمعة 26 فبراير 2021 - 7:45 م | آخر تحديث: الأحد 28 فبراير 2021 - 12:44 ص

الخطابات ظلت لأعوام داخل مخزن السفينة تحت أطنان من أكياس البريد والرواسب
الحب والتشجيع الأبوى والتجارة من بين أبرز محتويات الخطابات

أنقذت مجموعة من الخطابات يعود تاريخها لزمن الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩ــ١٩٤٥) بين حطام سفينة بريطانية غارقة كانت فى طريقها لأحد الموانئ بالولايات المتحدة الأمريكية لتسليم الخطابات إلى أصحابها، وتنوعت الخطابات بين رسائل غرامية وخطابات من أب لأبنائه ورسائل أعمال وغيرها، وتم عرض الخطابات مؤخرًا فى متحف البريد بلندن.
واحتوى أحد الخطابات على رسالة كُتِبت عام 1941 إلى امرأة تُدعى «إيريس»، كتبها جندى بريطانى مجهول الهوية كان متمركزًا فى منطقة وزيرستان، وهى الآن جزء من باكستان، قال خلالها: «اعتنى بنفسك يا حبيبتى، ليس فقط من أجلك بل من أجلى أنا أيضًا، تخيلى أننى أحتضنك الآن، وادعى بصدق أن تنتهى هذه الحرب الدموية قريبًا».
وتعد الرسالة واحدة من 717 رسالة لم يتم تسليمها من قِبَل سفينة الشحن SS Gairsoppa والتى كانت متجهة إلى الولايات المتحدة؛ حيث تم نسف السفينة قبالة سواحل أيرلندا بواسطة زورق ألمانى فى 16 فبراير 1941، وقد نجا شخص واحد فقط من أصل أفراد الطاقم البالغ عددهم 86.
وكانت السفينة على عمق ثلاثة أميال تقريبًا تحت المحيط حتى عام 2011، عندما اكتشفتها شركة Odyssey Marine Exploration، وهى شركة أمريكية قامت بالتعاقد مع الحكومة البريطانية عام 2010 من أجل إنقاذ السفينة، واستعادت الشركة أطنانا من الفضة من الحطام، إلى جانب الخطابات التى بقيت سليمة فى الغالب لأنها كانت مغلقة داخل المخزن تحت أطنان من أكياس البريد والرواسب، محمية من الضوء والتيارات والحرارة والأكسجين.
وقد تم عرض عدد قليل من الرسائل الكاملة من السفينة فى معرض بمتحف البريد فى لندن فى عام 2018، وكان فريق أرشيف المتحف يعمل على تجميع بعض الرسائل الأكثر تضررًا خلال الأشهر الأخيرة، وقاموا بتجميع الأجزاء معًا للكشف عن لمحات من حياة الحرب.
وقال أمين المتحف، إلينى كاتسيانى: «إن الرسائل جُففت فورًا بعد الاكتشاف؛ لإيقاف عملية التحلل، وتم غسلها فى المياه العذبة لتحليتها، وهى عملية مكثفة تستغرق وقتًا طويلًا لكل حرف، ولكنها تؤمن وضعها الحالى»، كما ورد فى صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وصادفت كبيرة ترميم الأوراق فى متحف البريد، جاكى كوبن، الرسالة المُوجهة إلى «إيريس»، والتى وصفتها بأنها «شهادة عطاء على الحب والشوق، مكتوبة على ورق رقيق وهش للغاية».
وقالت كوبن: «إن الرسائل تتحدث عن الأمل والمستقبل، وتعلن عن أحلام الاحتضان بقوة والبقاء معًا مرة أخرى، لا يقتصر الأمر على استحضار ماضٍ رومانسى فحسب؛ فبالرغم من أن آنذاك كانت الكلمة المكتوبة بخط اليد التى يتم إرسالها عبر البريد غالبًا هى الوسيلة الوحيدة للحفاظ على العلاقات بعيدة المدى، إلا أنها وثيقة الصلة بشكل خاص فى الأوقات الحالية؛ حيث يتوق الكثير منا لاحتضان أحبائنا، ولا نجد أفضل من الكلمة المكتوبة كوسيلة للتواصل».
كما ضمت المجموعة رسالتين أخريتين تمت كتابتهما فى 1 ديسمبر 1940، من لأب لابنته وابنه فى فندق «إنجلوود» فى توركواى؛ حيث يعتقد المتحف أنهما قد تم إجلاؤهما، وكتب الأب لابنته «بام»: «من المؤكد أن أمك سترسلك إلى وايكومب؛ لأن الجميع يفعل ذلك مؤخرًا، أما الآن فيتعين علينا جميعًا أن نحقق أفضل الأوضاع، لقد عبثت الحرب بأحلام معظم الناس وأنماط معيشاتهم، بما فى ذلك أحلامى!»، بينما أرسل إلى ابنه «مايكل» مجموعة من الطوابع المستعملة من جميع أنحاء العالم، جنبًا إلى جنب مع بعض التشجيع الأبوى؛ حيث قال له: «خط يدك فى رسالتك الأخيرة أفضل بكثير مما رأيته فى أى وقت مضى: أحسنت: استمر فى ذلك وحاول تحسين التهجئة»، كما تحدث الأب عبر الرسالة عن مدى سعادته باستمتاع ابنه بدراجته، وكيف أنه سعيد بانضمامه إلى فريق الأشبال.
وبرغم مرور عدة سنوات إلا أن أمناء المتحف لم ينهوا العمل على أكثر من نصف تلك الخطابات، ولكنهم مستمرون فى جهودهم الحثيثة لإعطاء نظرة ثاقبة على حياة الناس العاديين، الذين عاشوا فى ظروف استثنائية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال «كاتسيانى»: «كان من بين مرسلى الخطابات مبشرون ورجال أعمال وجنود وجنرالات ومسافرون عاديون ذهبوا إلى الهند، والرسائل فى معظمها تتحدث عن الحياة والحب والإيمان والعمل ــ والطقس بالطبع».
وقالت «كوبن»: «إنه شعور مؤثر أن يتم تجميع هذه الرسائل فى الذكرى الثمانين لغرق السفينة»، وأكدت أنها قد تعلقت بأحرف الخطابات أثناء العمل على تجميعه، وكونت معها علاقة حميمة؛ بسبب روعتها فى تصوير مقتطفات الحياة خلال فترة مهمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك