بعد مرور 200 عام.. الصلصال يسهم فى الكشف عن أصول امرأة من العبيد فى أمريكا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد مرور 200 عام.. الصلصال يسهم فى الكشف عن أصول امرأة من العبيد فى أمريكا

كتب ــ محمد نصر:
نشر في: الثلاثاء 26 مارس 2019 - 1:51 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 26 مارس 2019 - 1:51 ص

قبل نحو قرنين من الزمان، قامت امرأة مستعبدة بمزرعة للتبغ قرب مدينة أنابوليس بولاية ميريلاند الأمريكية بالتخلص من غليون التبغ المكسور الخاص بها، المصنوع من طين الصلصال.
لم يكن بحسبان تلك المرأة أن يسهم ذلك الغليون فى الكشف عنها وعن أصولها التى يحتمل أن تكون قد جىء بها (أو أبويها) مستعبدة، لكن ساق هذا الغليون التى حملت علامات أسنانها حيث ثبتته بها أثناء العمل، حملت أيضا آثار حمضها النووى.
واستخدم علماء الآثار الحمض النووى DNA، المأخوذ من مبسم الغليون، الذى عثر عليه فى مزرعة Belvoir فى كروسفيل Crownsville، بولاية ميريلاند، حيث عاش المستعبدون حتى عام 1864، وحيث تم العثور أخيرا على مقبرة يحتمل كونها لهؤلاء المستعبدين، لبناء صورة عن حياة وجذور تلك المرأة، والتى توفيت قبل نحو 200 عام، بولاية ميريلاند الأمريكية.
وقالت جولى شابليتسكى، عالمة الآثار فى إدارة الطرق السريعة بولاية ميريلاند، لصحيفة واشنطن بوست إن هذا الاكتشاف، المستند إلى اللعاب الممتص فى أنبوب الصلصال، مثير ومحير للعقل. نحن نعلم أن الطين يمتص اللعاب، ولكن يبدو أن الحمض النووى يرتبط بجزيئات السيليكا الموجودة فى الطين.
وأوضح ريبان مالهى، المشرف على مختبر الأنثروبولوجيا بجامعة إلينوى: كان من النادر أن تحتوى قطعة أثرية غير بشرية على الحمض النووى البشرى، عندما يتجاوز عمرها 100 عام، وإذا احتوت عليه، فيحتمل أن يكون قد تحلل.
وعلق هانز شرودر، الأستاذ المساعد فى جامعة كوبنهاجن، والمشارك بالبحث إنه «أمر مثير للغاية، أن نتمكن من الحصول على الحمض النووى من شىء مثل أنبوب غليون، من خلال هذه التكنولوجيا، يمكن للمجتمعات المنحدرة أن يكونوا على صلة ليس فقط بالجذور، ولكن من المحتمل أن يعودوا إلى إفريقيا».
وبحسب الخبراء قد تكون هذه هى المرة الأولى التى تشير فيها قطعة أثرية قديمة لها صلة مادية بمستعبد أمريكى، إلى المجموعة الإفريقية التى ربما جاءت منها.
وأعلن الخبراء فى وقت سابق، أن الحمض النووى المستنبط من الغليون المرتبط بالمرأة ربما ينحدر مباشرة من شعب المندى Mende، الذى كان يعيش فى غرب إفريقيا لقرون، فى منطقة أصبحت الآن جزءا من سيراليون.
وأضافت شابليتسكى أن السجلات تظهر وجود طريق لتجارة الرقيق من سيراليون إلى أنابوليس، بواسطة سفن بريطانية وأمريكية. تقول «بمجرد أن صعد الناس على سفن الرقيق فى إفريقيا.. سواء كانوا من بنين أو كانوا من سيراليون، أينما كانوا، فقد فقدوا تلك الهوية».
التحليل الجديد هو جزء من الأبحاث الجارية حول مزرعة Belvoir والتى أعطت أحفاد المستعبدين هناك نظرة جديدة فى حياة أسلافهم.
ووصفت نانسى دانيلز، عالمة الأنساب من لوريل بولاية ميريلاند، البالغة من العمر 70 عاما، هذا الاكتشاف بأنه «ساحق»، وقالت الحمد لله على الحمض النووى إنها سعيدة جدا بهذا الاكتشاف، وعلى وشك البكاء، حيث إنها تنحدر من عائلات مستعبدة من Belvoir.
هذه السنة تقعد العديد من الفعاليات والمراسم لإحياء ذكرى وصول أول 400 مستعبد إلى أمريكا فى جيمس تاون، فرجينيا، فى عام 1619.
وألغيت العبودية فعليا فى الولايات المتحدة فى 1 يناير 1863، مع إصدار أبراهام لينكولن لإعلان التحرر. انتهت رسميا فى ديسمبر 1865، بعد الحرب الأهلية، مع التصديق على التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك