اللي بنى مصر (4).. لينوس جاش الأب الروحي لصناعة الغزل والنسيج في مصر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللي بنى مصر (4).. لينوس جاش الأب الروحي لصناعة الغزل والنسيج في مصر

محمد حسين
نشر في: الأحد 26 مارس 2023 - 12:32 م | آخر تحديث: الأحد 26 مارس 2023 - 12:32 م

بتاريخ حضارتها الممتد لآلاف السنين، واحتضانها وتفاعلها مع الثقافات المحيطة الأخرى، أصبحت مصر أشبه بلوحة فنية بديعة من مكونات عمرانية وعادات أصبحت تشكل تراثا ثريا وأصيلا، وراء ذلك عقول بشرية صنعتها، ليكون من الجدير بها أن يطلق عليها لقب "اللي بنى مصر".

وتحت هذا العنوان، سنعرض في حلقات مسلسلة بعض ملامح سيرة من شكلوا لمصر وجهها الحضاري العظيم وتراثها الملهم، وذلك على مدار أيام شهر رمضان المبارك، للعام الثاني على التوالي.

الحلقة الرابعة..
في أغسطس من العام الماضي، وضمن استراتيجية الدولة لتطوير صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة في مصر، اجتمع الرئيس السيسي مع رئيس الحكومة ووزير قطاع الأعمال العام؛ لمناقشة مستجدات إنشاء أكبر مصنع للغزل في العالم في مدينة المحلة الكبرى، والذي سيتم افتتاحه خلال العام القادم، حيث يقع على مساحة 62 ألف متر مربع، وسيضم أحدث معدات وآلات في هذا المجال بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية، كما أنه سيتعامل مع جميع أنواع الأقطان، خاصة القطن طويل التيلة وفائق الطول، بما يساهم في استغلال ما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في إنتاج القطن على مستوى العالم، في ظل ما يحظى به من جودة وسمعة متميزة في الأسواق الدولية، وفقا لما ذكره المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.

ومع الحديث عن صناعة الغزل والنسيج، يجدر ذكر أحد رجال الأعمال، لينوس جاش، أبرز رموز تلك الصناعة، والذي عده الكاتب والباحث المختص بالتاريخ مصطفى عبيد، من كبار رواد الصناعة المصرية، في كتابه "سبع خواجات" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.

* مصري الهوى.. سويسري الجنسية
وولد جاش بسويسرا عام 1888، والذي رحل عن عالمنا عام 1962 ودفن في الإسكندرية، بعد مشواره الطويل في الصناعة المصرية.

ويكشف الدكتور أحمد نبيل عبدالحميد في كتابه عن النشاط الاقتصادي للأجانب في مصر، أن شركة الغزل الأهلية في الإسكندرية كانت من أهم وأكبر الشركات التي تأسست سنة 1912، وأنها كانت شراكة بين مجموعة من اليونانيين، والإنجليز والسويسريين‫.

ويشير الباحث إلى اسم لينوس جاش بين هؤلاء المؤسسين، لكن من الواضح كما يذكر بعض الباحثين الأجانب، وكما يشير السجل الصناعي الخاص بالمنشأة أنه كان واحدًا من أهم الفنيين الذين اعتمدت عليهم الشركة رغم أن عمره في ذلك الوقت كان 24 عاما.

ويضيف عبيد، أنه رجل مُخضرم عرف مصر وعاش فيها وأحبها وترك بصمات واضحة ومهمة على الصناعة المصرية بشكل عام وعلى صناعات الغزل والنسيج بشكل خاص، ويُمكن القول إنه هو الأب الروحي لصناعة الغزل والنسيج الحديثة.

وأكد، أنه كان الأبرع والأذكى في في ربط الصناعة بالطلب وتحقيق التكامل بين جميع مجالات الصناعات النسجية، في مجمعات صناعية تضم صناعة الغزل، النسج، التطريز، التجهيز، والصباغة، وهو ما سارت وراءه مُنشآت كثيرة سعت إلى إقامة صناعة الغزل بشكل متكامل.

وكان أحد المطالبين بضرورة حماية صناعة المنسوجات المصرية في وقت كانت فيه مصر سوقًا لمختلف الأقمشة والمنسوجات الإنجليزية والأوربية.

* الأقمشة المصرية علامة مسجلة.
لقد لعب الرجل دورًا بارزًا وخطيرًا في تطوير وتنمية صناعة الغزل والنسيج، والترويج للمنسوجات المصرية في كبرى الأسواق العالمية، وتعظيم سمعة الأقمشة المصرية، فضلًا عن الدور الذي لعبه كصناعي بارز وصل إلى منصب وكيل اتحاد الصناعات المصرية، وكان شاهدًا على تحولات الاقتصاد المصري منتصف ونهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وتابع تأميم المنشآت الصناعية والتحول إلى الاشتراكية.

وأسس الرجل عدة شركات في مجال الغزل والنسيج، ووضع أنظمة متطورة وجديدة للعمل، وأفكارًا حول مواجهة الأزمات والتعامل مع تغيرات الطلب في الأسواق، وكتب دراسات وأوراق عمل حول مشكلات الصناعة، وفوق كل ذلك فقد أقام عائلة سويسرية متمصرة امتدت بعد وفاته حتى إن ابنه روبرت المولود سنة 1918 توفى في الإسكندرية في 15 يوليو سنة 2011.

اقرأ أيضا: اللي بنى مصر (3).. كيف ساهمت أمينة الصاوي في راوية التاريخ الإسلامي على شاشة الدراما؟

وغدا نلتقي في حلقة جديدة..



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك