رجائي عطية يكتب: التوبة والتوابون - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 11:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رجائي عطية يكتب: التوبة والتوابون


نشر في: الأحد 26 مايو 2019 - 10:12 ص | آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2019 - 10:12 ص

كان «هَبَار بن الأسود» من أكثر الضالين المعاندين إساءة للإسلام ورسوله، حتى قَرَ فى الأخلاد أن ضلاله لا عودة له منه، وأن الأبواب مغلقة فى وجهه، فلا صفح ولا غفران.
وروى الرواة بأسانيدهم، أن النبى عليه الصلاة والسلام كان جالسا بمسجده فى أصحابه، وإذا بهَبَار بن الأسود يطلع عليهم، وأراد البعض أن ينهض إليه ولكن النبى أشار إليهم بالجلوس.
وقف هَبَار أمام الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام، وبادر يقول:
«السلام عليك يا رسول الله: إنى أشهد بأنه لا إله إلاَ الله وأنك رسول الله، ولقد هربت فى البلاد فأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتَكَ وفضلَكَ وبرَك وصفحك عمن جهل عليك. كنا يا رسول الله أهل شرك، فهدانا الله بك وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلى وعما كان يبلغك منى.. فإنى مقر بسَوْآتى، معترف بذنبى. فقد كنت موضِعا ( أى مغرقا ) فى سَبِكَ وأذاك، فبصرَنى الله وهدانى للإسلام».
يروى الحوارى الزبير بن العوام أنه جعل ينظر إلى رسول الله ليرى ما سوف يكون، فرآه عليه الصلاة والسلام يطأطئ رأسه مما يعتذر عنه هَبَار، وهو يقول:
«قد عفوت عنك، والإسلام يَجُبٌ ما قبله».
هذا الخلق النبوى الرفيع، يصدر عن النبع الإلهى، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه ليكون على خُلق عظيم، وضرب تبارك وتعالى له المثل برحمته سبحانه وقبوله التوبة وعفوه عن السيئات، فقال عز وجل: «وَهُوَ الَذِى يَقْبَلُ التَوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَيِئَاتِ». (الشورى 25).
فتح الإسلام باحته لباب العودة والرجاء، ولم يصد أحدا عن طرْق بابه والأمل فى أن يدخل نقيا فى رحاب الدين، لتنطوى صفحة ما عساه يكون قد فرط منه، ويدخل متطهرا من ذنوبه فى باحة الإسلام.
من حديث الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام:
«إن الله عز وجل يبسط يده بالتوبة لمسىء الليل إلى النهار، ولمسىء النهار إلى الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها».
لو أنصف العبد ربه، وأنَى له بذلك، لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذَاتها ــ أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك.. ولأدرك أن ما منعه سبحانه وتعالى إلاَ ليعطيه، ولا ابتلاه إلاَ ليعافيه، ولا امتحنه إلاَ ليصافيه.
من سنن الله تعالى فى كونه أن جعل الخير فى النهاية، وجعل الآخرة خيرا من الأولى، والنهايات أكمل من البدايات.
وهو سبحانه القائل لرسوله المصطفى عليه الصلوات:
«وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُكَ فَتَرْضَى» (الضحى 4، 5)



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك