في تجربة فريدة من نوعها، يستضيف متحف الإسكندرية القومي ابتداءً من هذا الأسبوع المعرض الاستثنائي "أسرار المدينة الغارقة"، الذي يكشف عن ٨٦ قطعة أثرية نادرة يتم عرضها لأول مرة في مصر، بعد أن جابت كبرى المتاحف الأوروبية في جولات عالمية لاقت إقبالاً واسعاً.
المعرض الذي يمتد على مدار ستة أشهر فقط، يمثل نافذة حية على كنوز البحر المتوسط، حيث يروي تاريخ الإسكندرية الغارقة وأساطيرها عبر تماثيل ضخمة، عملات ذهبية، أدوات ملاحية، وقطع معمارية مميزة كانت مطمورة في أعماق البحر لقرون طويلة قبل أن يتم الكشف عنها خلال بعثات أثرية مشتركة بين مصر ومعاهد بحثية دولية.
وقد أوضح مسؤولو متحف الإسكندرية القومي أن المعرض لا يقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل يقدم للزائرين رحلة تفاعلية باستخدام تقنيات عرض حديثة، تشمل شاشات رقمية وخرائط ثلاثية الأبعاد تحاكي غرق المدينة القديمة وتوضح تفاصيل مواقع الاكتشافات البحرية.
الجدير بالذكر أن متحف الإسكندرية القومي، الكائن في قصر تاريخي بطراز إيطالي مميز بشارع فؤاد، افتُتح عام ٢٠٠٣ ليضم أكثر من ١٨٠٠ قطعة أثرية تغطي العصور المصرية المختلفة من الفرعونية مروراً باليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية وحتى العصر الحديث، ما يجعله من أبرز المتاحف التي تحكي تاريخ المدينة العريقة.
ويفتح المعرض أبوابه يومياً للجمهور وفق مواعيد العمل الرسمية للمتحف، وسط استعدادات خاصة لاستقبال الزوار من داخل مصر وخارجها، حيث من المتوقع أن يجذب أعداداً كبيرة من عشاق التاريخ وعلم الآثار.