مطالب أهالى «أبورفاعى» و«الترابين» فى شمال سيناء بعد العودة: أسمنت ورمل.. وصهاريج مياه وإصلاح الكهرباء - بوابة الشروق
الثلاثاء 13 مايو 2025 4:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مطالب أهالى «أبورفاعى» و«الترابين» فى شمال سيناء بعد العودة: أسمنت ورمل.. وصهاريج مياه وإصلاح الكهرباء

عودة أبو رفاعي و الترابين
عودة أبو رفاعي و الترابين
كتب ــ مصطفى سنجر:
نشر في: السبت 26 نوفمبر 2016 - 8:38 م | آخر تحديث: السبت 26 نوفمبر 2016 - 8:38 م
- اتفاق بين العائدين والأجهزة الأمنية على الإبلاغ عن الغرباء وعدم السماح لهم بالإقامة دون تصريح
- أبناء أبو رفاعى يستهلون نشاطهم بتنظيف المسجد وإقامة الصلاة

- أهالى عائلة أبو حلو يقيمون مأدبة غداء للجيران العائدين

- التضامن: اعتماد مساعدات عاجلة لـ6226 أسرة فى الشيخ زويد ورفح.. والصرف خلال أيام

- الزراعة: تسليم 72 مليون جنيه تعويضات للأراضى المثمرة المتضررة

تنوعت مشاهد العائدين إلى منازلهم فى تجمعات منطقتى أبورفاعى والترابين فى شمال سيناء، والذين أعادتهم أجهزة الأمن إلى بيوتهم بعد تطهير المنطقتين ومحيطهما من البؤر الإرهابية وتجمعات التنظيمات التكفيرية، ولعل مشاهد مختلفة يمكن أن تلخص الصورة، منها تعثر أحد العائدين فى ركام اسمنتى عندما كان يخطو سريعا وبلهفة شديدة متجها نحو بيته المهجور فى حى الترابين لرؤية بيته وشجرة الزيتون فى الفناء الخارجى، بينما على طرف آخر من جنبات حى أبورفاعى وقفت طفلة لم تتعد 6 سنوات تلوح بعلم مصر، فيما حملت سيدة عجوز قفص الدجاج فوق رأسها، وفى عقلها تدرو الأحلام عن مستقبل أسرتها فيما بعد العودة.

واعتبر الأهالى معاناتهم ملخصا لأزمة أقرانهمم من اضطروا لمغادرة منازلهم فى شمال سيناء على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ظروف مطاردة الجماعات الإرهابية، غير أن عودة سكان اثنين من الأحياء الجنوبية لمدينة الشيخ زويد وهما أبورفاعى والترابين، بدت مؤشرا إيجابيا بعودة بقية المضارين إلى قراهم فى مناطق مركزى الشيخ زويد ورفح المتجاورين وأكثر مراكز شمال سيناء تضررا ومعاناة.

وقبيل العودة، دارت الكثير من المفاوضات وعمليات التنسيق بين مجموعات العائدين من أهالى أبورفاعى والترابين المتجاورين ويقعان بالجهة الجنوبية بجوار الطريق الرابط بين الشيخ زويد وقرية الجورة أكبر قرى المركز، وكانت تدور فى أغلبها حول آلية العودة وطريقة دخول المنطقتين.

وقررت الأجهزة الأمنية المختصة أن يتجمع العائدين فى ساحة قرب موقف سيارات الأجرة لمرافقتهم لدخول بيوتهم، وبدأت العملية بإدخال سكان حى أبورفاعى ثم أعقبهم فى اليوم الثانى دخول سكان حى الترابين، وتضم المنطقتان نحو 300 أسرة عاد أبناؤها إلى منازلهم ونقلوا ما استطاعوا حمله من مفروشات وأجهزة بسيارات ربع نقل إلى المنازل التى بدت عليها آثار المواجهات والعمليات العسكرية، إذ تأثرت غالبية البيوت التى تتكون من أكثر من طابق، فيما بدت آثار الدمار على البيوت المكونة من طابق واحد بشكل اقل ضررا، وإن احتاجت إلى ترميمات.

وجاء أبرز مع اتفقت عليه الأجهزة الأمنية مع العائدين، فى ضرورة الإبلاغ عن أى غرباء فور رصدهم، وعدم السماح لهم بالإقامة إلا بعد مراجعة الجهات الأمنية، وذلك منعا لتسلل أى عناصر إرهابية.

ويصف أبوأحمد، حال بيوت حى الترابين بعد غياب دام سنة وأربعة أشهر، بأن آثار الطلقات النارية بدت واضحة على غالبية الجدران بأعيرة متعددة، فيما كانت بيوت أخرى مصابة بقذائف مباشرة مما تسبب فى تصدعات خطيرة لها، كما كانت غالبية أسلاك الكهرباء متساقطة، بينما كان محول الكهرباء الوحيد فى الحى محروقا.

الحالة التى وجد السكان عليها الحى لم تمكنهم من المبيت، فقد مكث فى الحى ثلاث أسر فقط، بينما عاد آخرون إلى البيوت المستأجرة لحين إصلاح التيار الكهربائى، وتنظيف البيوت من آثار الركام، فيما كان يمتلك بعض الاهالى آبارا تحت الأرض لتخزين المياه وجد بعضها منهارا.

مطالب ملحة لأهالى «الترابين» ينقلها محمد ابوسالم، منها أن يتم السماح بوصول شحنات من الاسمنت ومواد البناء من العريش إلى الشيخ زويد لاستخدامهما فى إعادة ترميم البيوت، كما طالبوا شركة الكهرباء بسرعة إصلاح الأعطال فى امدادات التيار، وطالبوا بأن يتم السماح بدخول صهاريج المياه إلى الحى لتمكينهم من الحياة بشكل مستقر فيه.

فى حى «أبورفاعى» المجاور لـ«الترابين» والذى كان يضم مدرسة ومسجدا ووحدة صحية متكاملة، تأثرت جميعها بفعل المعارك والهجمات، أحصى الأهالى أكثر من 40 منزلا متأثرا بالاشتباكات، بينما اعتمدوا على الآبار الجوفية للحصول على المياه.

وقال أحمد عيطة، وهو من سكان الشيخ زويد، إن مبادرة وصفها بالرائعة، نفذها أهالى عائلة أبوحلو للترحيب والاحتفال بجيرانهم من أبناء حى أبورفاعى، إذ أقاموا مأدبة غداء للعائدين كنوع من الترحيب والدعم، فيما تولى ابناء حى ابورفاعى تنظيف المسجد الخاص بالحى تماما من كل الركام والحطام وأقاموا فيه صلاة الجمعة.

ويواصل عطية متحدثا عن العائدين: «هم يقولون نحن هنا وسنظل هنا وسنعمر أرضنا وبيوتنا ومسجدنا».

محمد رفاعى أحد شباب الحى يقول: «فارقنا منازلنا وذكرياتنا منذ سنة وأربعة أشهر تقريبا، وعدنا إلى ديارنا لنكمل حياتنا التى بدأناها والتى لم تنته مثلما قال الكثيرون، لكن لم يكن كبير أو صغير من أبناء أورفاعى يتسلل إليه اليأس فى يوم من الايام أننا لن نعود إلى أرضنا مرة أخرى، وعلى العكس كان لدينا الأمل والثقة بالله، مصحوبين بالصبر حتى النهاية».

وأضاف: «نسأل الله العظيم أن تتم فرحة الجميع، ولا نتلقى أى عائق فى الغد يهدم هذه الفرحة، وأن يعود الجميع إلى أرضهم، وبإذن الله كل شخص تأثرت أرضه او بيته، فسيعوضه الله خيرا فى الآخرة، وحتما ستساعده الجهات المختصة فى الدنيا».

وكان سكان حى أبورفاعى غادروا منازلهم، منذ عام ونصف العام، بعد الهجوم على كمين أبورفاعى بسيارة مفخخة ضمن مخطط التنظيمات الإرهابية للاستيلاء على مدينة الشيخ زويد فى أول يوليو من عام 2015، وحينما ترك أهالى الحى بيوتهم كانت على أحدث الطرازات المعمارية، بينما كانت مئذنة المسجد أعلى مآذن مدينة الشيخ زويد قبل ان تنهار بفعل القذائف.

ويقول عبدالمنعم أبورفاعى أحد وجهاء الحى، إن 42 بيتا فى الحى وأكثر منها فى حى الترابين مدمرة بشكل جزئى وبعضها بشكل تام، فيما يطالب الأهالى المحافظ بسرعة تذليل العقبات وإعادة السماح لسكان الحى بإدخال مواد البناء، وفتح طريق «الشيخ زويد ــ الجورة» المؤمن تماما، بدلا من الطرق الالتفافية غير السليمة، وذلك فى أثناء نقل باقى العائلات أثاثهم إلى بيوتهم بعد عمليات الإصلاح والترميم.

ووفقا لتصريحات اللواء محمد السعدنى، سكرتير عام ثان محافظة شمال سيناء، ورئيس اللجنة المختص بمتابعة أوضاع العائدين إلى منازلهم فقد بلغت اعداد من غادروا منازلهم فى الشيخ زويد ورفح 3994 أسرة فى 29 تجمعا فى العريش، و1268 أسرة فى 36 تجمعا فى بئر العبد، و62 أسرة فى 3 تجمعات فى الحسنة بوسط سيناء، بإجمالى 5324 أسرة تضم 21 ألفا و861 فردا يقيمون فى 68 تجمعا، وعلى جهة أخرى فإن هناك الكثير من الأسر لم يتم حصرها نظرا لتوجههم إلى محافظات أخرى، فيما تتعلق الإحصائية بفترة شهر أغسطس الماضى، عند انعقاد آخر اجتماع للجنة.

ويضم مركز الشيخ زويد 14 تابعا قرويا هى «الشلاق، والتومة، وأبوالعراج، وقبر عمير، والخروبة، وأبوالفيتة، والقريعة، والزوارعة، والجورة، والظهير، والمقاطعة، والعكور، وأبوطويلة، والسكادرة»، بينما يضم مركز رفح 11 تابعا قرويا هى «أبوشنار والمطلة والحسينات والوفاق والخرافين وجوز أبورعد والطايرة والمهدية ونجع شيبانة والكيلو 21 والبرث».

وتأثرت غالبية القرى بنسب متفاوتة بعمليات مواجهة العناصر الإرهابية، واضطر بعض الأهالى لمغادرة منازلهم.

وقالت مصادر أمنية: إن إقامة القوات المسلحة لسلسلة كمائن جنوب الشيخ زويد تشكل خطا دفاعيا ثانيا للسيطرة على الأرض، وهو ما مكن من عودة السكان، فيما تبقت قرى أخرى فى انتظار استقرار الأوضاع للسماح لهم بالعودة.

ويعانى من اضطروا لترك منازلهم من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، بحسب بعضهم، إذ يقيمون فى عشش فى تجمعات غرب العريش وبئر العبد، وهو الأمر الذى يبدو صعبا للغاية مع قدوم فصل الشتاء، وتخصص محافظة شمال سيناء جزءا من الإعانات المالية لبعضهم وتقدم منظمات المجتمع المدنى مساعدات تتمثل فى أغطية ومفروشات وتجهيزات عشش وبعض الاجهزة، فيما تساهم المؤسسات الرسمية مثل الهلال الاحمر والمجلس القومى للسكان، والمجلس القومى للمرأة، بتقديم مساعدات أخرى.

من جهة أخرى، قال منير أبوالخير وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، إن المبلغ المقرر للمساعدات الأهلية تم اعتماده ووصل شيك بالمبلغ لمديرية التضامن بشمال سيناء، وأنه جارٍ إنهاء إجراءات الصرف خلال أيام.

وأضاف: «أرباب الأسر المقرر صرف المساعدات لهم، من أهالى الشيخ زويد ورفح الذين سبق وتم حصرهم وعددهم 6226 أسرة، وسبق منحهم ألف جنيه إعانة عاجلة».

وتابع: «هناك 6 ملايين جنيه تم توفيرها، من بين 27 مليون جنيه تقرر صرفها لتوزع بشكل شهرى بنحو 3 ملايين جنيه شهريا، تقسم على الأسر بواقع 600 جنيه لكل أسرة لا تحصل على أى مبالغ من ضمان اجتماعى أو تأمين أو مصدر دخل حكومى، والأسر التى تحصل على مبالغ أقل من 600 جنيه سيتم زيادتها لتصل إلى هذا الحد».

وواصل: «تم الانتهاء من تسلم ملفات 1500 منزل، و1500 مزرعة تضررت فى مناطق الشيخ زويد ورفح نتيجة الأحداث الجارية، وتم إرسال طلبات للجهات ذات الاختصاص لتوفير اعانات عاجلة لها بواقع 10 آلاف جنيه لكل منزل، وتم الحصول على الموافقات اللازمة وجارٍ الانتهاء من تدبير المبالغ ليتم صرفها وحال اعتمادها سيتم الإعلان عنها، فضلا عن صرف إعانه عاجلة 5 آلاف جنيه لكل منزل متضرر بعد تقديم صاحبه المستندات المطلوبة التى تشير لوقوع الضرر ومحضر قسم الشرطة المحدد به التلفيات».

وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء المهندس عاطف مطر، قال إن هناك 72 مليون جنيه تم صرفها للأراضى الزراعية التى تشمل أشجارا مثمرة فى مناطق الطريق الدولى حتى مبنى المحافظة، ومن رفح حتى طريق المطار، وذلك حتى 20 يونيو 2016، ويتم تقديرها بالشجرة وتختلف تقديراتها للنوع والعمر وتبدأ من 20 جنيها وحتى 850 جنيها.

ولفت إلى أن هناك تعويضات أخرى، سيتم صرفها للأراضى قرب الشريط الحدودى فى طرف مجلس مدينة رفح، وساحل بحر الشيخ زويد، وبحر رفح فى المناطق الآمنة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك