أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن لبنان لم يعد يستطيع تحمل الأعباء الكبيرة المترتبة على وجود النازحين السوريين، مشيرا إلى أن الأمل الوحيد من أجل حل هذه الأزمة، بيد روسيا والتي يمكن لها أن تقنع الرئيس السوري بشار الأسد أن يقبل بعودتهم إلى سوريا.
واعتبر جعجع، في حديث مع إذاعة (لبنان الحر)، أن مسألة إعادة الإعمار ليست هي العائق الأساسي أمام عودة النازحين وأنه يمكن توفيرها، مضيفًا: "وفي حال عدم إنجاز إعادة الإعمار، أنا اعتقد أنه إذا ما خير اللاجئ السوري ما بين العيش في خيمة في لبنان أو في واحدة مماثلة قرب منزله المهدم في سوريا مع حصوله على نفس المساعدات التي يتلقاها من المنظمات الدولية في لبنان، فسيختار العودة إلى سوريا، وهذا ما تبين في العديد من الإحصاءات".
وأشار إلى أن جميع الفرقاء السياسيين في لبنان متمسكون بالاستقرار الداخلي في البلاد، ولديهم قرارات سياسية نهائية في هذه المسألة، مشددا على أن مواقف الأطراف المختلفة معروفة من مختلف القضايا، ومن ضمنها الموقف من مصادرة حزب الله للقرار الاستراتيجي اللبناني (قرار السلم والحرب) وأنه لم يطرأ على هذه المواقف أي جديد قبل وخلال وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بيروت مؤخرًا.
وشدد على ضرورة أن يبحث لبنان عن مصالحه الوطنية في خضم "الحرب الباردة" التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران. مضيفا: "دول عظمى كروسيا ودول أوروبا تأخذ في عين الاعتبار مصالحها مع الولايات المتحدة، فكيف بالحري لبنان هذا البلد الصغير".
وقال: "المشكلة الاقتصادية لدينا في لبنان مرجعها أن عددا كبيرا من الطبقة السياسية الحاكمة إما لا يتمتعون بالكفاءة والجدارة اللازمة، أو أنهم فاسدون، أو يجمعون ما بين الإثنين معا، وبالتالي نرى النتيجة التي نعيشها اليوم على المستوى الاقتصادي والمالي".. مشيرا إلى أن اللبنانيين عليهم أن يسحبوا ثقتهم من الذين أعطوهم الثقة من أجل إدارة شئونهم وفشلوا في القيام بذلك أو ارتكبوا فسادا كبيرا خلال إدارتهم للشأن العام.
وأيد جعجع موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بضرورة خفض العجز في الموازنة العامة الجديدة للبلاد، مشيرا إلى أهمية سد الثغرات الاقتصادية والمالية. قائلا: "وإن لم نتمكن من القيام بذلك فنحن لن نستطيع إنجاز أي أمر في ظل تدهور التصنيفات الدولية للبنان من سيء إلى أسوأ، إلى جانب تحذيرات حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رياض سلامه والوضع الاقتصادي المالي الراهن". داعيا إلى إقرار الموازنة على وجه السرعة من أجل إنقاذ الأوضاع.