بالأمس، صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للمنظمة العالمية للصحة اللحوم المصنعة من مسببات السرطان مثل التبغ، وأن اللحم الأحمر مسبب "محتمل" للسرطان أيضًا. "أريانا تشاي" من صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية استعرضت آراء الخبراء حول ما يعنيه هذا التحذير الجديد لنظامك الغذائي.
• عن أي نوع من اللحوم تتحدث الوكالة؟
تعريفات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان للحوم المصنعة واللحم الأحمر واسعة للغاية، فتشمل اللحوم المصنعة أي لحوم "تحولت من خلال التمليح أو التعتيق أو التخمير أو المُدخنة أو أي عمليات أخرى، لتعزيز النكهة أو تحسين الحفظ."
"هذا يتضمن السجق واللحم المحفوظ والنقانق، وواللحوم المعبلة والمستحضرات والصلصات المعتمدة على اللحوم، واللحوم الباردة للدجاج والديك الرومي، بالإضافة إلى لحم الخنزير المقدد."
أما اللحم الأحمر فهو مثل لحم البقر، ولحم العجل، ولحم الخنزير، ولحم الضأن، والحصان، وحتى الماعز.
• ماهي أنواع السرطان التي لاحظها العلماء؟
بالنسبة للحوم المصنعة، يستند تصنيفها بأنها من مسببات السرطان على دراسات عن سرطان القولون والمستقيم. كما وجد العلماء ارتباطًا بين اللحوم المصنعة والإصابة بسرطان المعدة.
بالنسبة للحم الأحمر، أشارت البيانات إلى وجود ارتباط بين تناولها والإصابة بسرطانات القولون والمستقيم والبنكرياس وسرطان البروستات.
• لماذا يظن العلماء أن هذه اللحوم خطرة على صحتنا؟
يظن العلماء أن هناك شيء سيء يحدث للحوم أثناء عملية التمليح أو التعتيق أو أي معالجة تسبب تعزيز المواد الكيمائية المسرطنة مثل مركبات النتروز والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، في الطعام.
في اللحم الأحمر، فالطهو يمكنه أيضًا إنتاج مواد يشتبه أنها مسرطنة، مثل الأمينات العطرية الحلقية غير المتجانسة، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
وأشار تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إلى أن "الطبخ أسفل درجات حرارة عالية سواء بالقلي في مقلاة أو الشواء أو الشواء في صلصة خل حريف، يُنتج عامة أكبر كمية من تلك المواد الكيمائية."

• ماهو الاختلاف بين التصنيف الذي منحته الوكالة الدولية للحوم المصنعة أو اللحم الأحمر؟
صنفت الوكالة الدولية لمنتجات اللحوم المصنعة في فئة الأعلى خطرًا مما يعني أنهم يعتقدون أن هناك أدلة قوية للغاية لدعم هذا الارتباط. إنه نفس التصنيف الذي مُنح لمسببات خطيرة أخرى للسرطان، مثل تلوث الهواء وأنواع مختلفة من الإشعاع.
أما اللحم الأحمر فوضع في الفئة الثانية في الأعلى خطرًا لكونه مسببًا "محتملًا" للسرطان، مما يعني أن هناك أدلة محدودة لوجود ارتباط في بني البشر ولكن الكثير من الأدلة في حيوانات التجارب.
• أتناول الكثير من اللحوم .. ماذا أفعل الآن؟
قال مدير الوكالة الدولية "كريستوفر وايلد"، إن نتائج الوكالة تدعم توصيات بوضع حدود لتناول اللحوم، ولكنه أشار إلى أن اللحم الأحمر له "قيمة غذائية".
أوصت "سوزان جابستور" من جمعية السرطان الأمريكية، بأن يبدأ متناولي اللحوم من تقليل كمية اللحم الأحمر التي يستهلكونها و"أن يضعوا حدًا حقيقيًا" لاستهلاكهم للحوم المصنعة.
وقالت جابستور نائب رئيس قسم علم الأوبئة، إنه يجب على الأشخاص بدء نظام غذائي يعتمد أكثر على النباتات ويستخدموا الفواكهة والخضروات والبقوليات بديلًا عن اللحم.

من جانبها، قالت "ماريون نستله" أستاذة التغذية والدراسات الغذائية والصحة العامة في جامعة نيويورك، إن توصياتها بشأن اللحوم المصنعة واللحم الأحمر متشابهة، وهي تناول القليل منها، ولكنها ترفض أن يصبح الشخص نباتيًا.
أوضحت نستله "بعض الأشخاص يفسرون ذلك بأنه يجب عدم تناول أي لحوم على الإطلاق. لا أعرف إن كان هذا منطقيًا، إن الأدلة المعارضة للحوم المصنعة قوية للغاية، ولكن من الصعب للغاية اعتبار أنها تعني الإقلاع عن تناولها."
وأضافت نستله أن عددًا من الدراسات التي تربط اللحوم بأخطار الإصابة بالسرطان تشمل أفراد يتناولون اللحوم مرات عديدة أسبوعيًا - إن لم يكن في كل وجبة - بدلًا من المستهلكين العرضين للحوم.
تستكمل نستله أنه ربما يمارس أولئك الأفراد عادات غير صحية أخرى مثل ممارسة القليل من التدريبات الرياضية مما يزيد من خطر إصابتهم بالسرطان، مؤكدة "لا تحتاج لنظام غذائي خاص للسرطان، إن النظام الغذائي الصحي الجيد لمرض القلب هو جيد أيضًا للسرطان، وهو نظام غذائي يعتمد اعتمادًا واسعًا - ولكن ليس حصريًا - على النباتات."
• ماهو المستوى الآمن لتناول اللحوم؟
إن الطبيعة البيولوجية للإنسان معقدة والمستوى الآمن لشخص ربما لا يكون آمنًا لشخص آخر، فهذا يعتمد على بقية نظامك الغذائي، وحجم التدريبات الرياضية التي تمارسها، وجيناتك، ومجموعة كاملة من العناصر الآخرى.
المبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية توصي بأن يتناول الأمريكيون أغذية غنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية والبقوليات ومنتجات الألبان، والابتعاد عن اللحم الأحمر ولكنهم لا يوفرون أي أرقام محددة.
ولكن جابستور من جمعية السرطان الأمريكية أكدت في إحدى اللقاءات "أننا لا نعرف إذا كان هناك مستوى آمن على نحو كامل"، مضيفة "يزداد الخطر بحسب الكمية المستهلكة، إن أفضل ما يمكن التوصية به هو تقليل استهلاكك."
يذكر تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الصادر هذا الإسبوع، أنك إذا تناولت 50 جرام من اللحوم المصنعة يوميًا، أو 350 جرام إسبوعيًا، فإن خطر إصابتك بسرطان القولون يرتفع بنسبة 18%، وهي نسبة مرتفعة.
• إذا أردت الاستمرار في تناول بعض اللحوم .. هل هناك ما يمكنني فعله لتقليل إصابتي بالسرطان؟
تأكد من تناولك المزيد من الأغذية الصحية، مثل الخضروات والفواكهة والحبوب الكاملة والأسماك، وقلل من استهلاكك للأنواع الأخرى من الدهون المشبعة وغير المشبعة والسكريات المضافة. كما يجب عليك أن توازن بين السعرات الحرارية التي تحصل عليها وبين نشاطك الجسدي.