شائعات وسائل التواصل عن كورونا.. ترويج لعلاج وهمي قاتل ومسبب لأزمات تجارية طاحنة - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شائعات وسائل التواصل عن كورونا.. ترويج لعلاج وهمي قاتل ومسبب لأزمات تجارية طاحنة

أدهم السيد:
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 11:20 ص | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 11:20 ص

يتعدى خطر شائعات وسائل التواصل الاجتماعي في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مجرد كونه تضليلا للعقل، بل أصبح البعض يُقبل على تناول عقاقير خاطئة تصيبهم بالأذى، وأحيانا الموت، بل وتجنب آخرون أدوية صحية لأمراض لديهم خوفا من أن تُصبهم بالكورونا، كما تقول الشائعات، بل تتهاوى مؤسسات وشركات تجارية.

وبحسب "فرانس 24"، فإن كورونا ضرب حركة التجارة العالمية، وسبب حيرة كبيرة وسط العلماء والباحثين لتطوير علاج له.

وكان أسوأ تأثير لتلك الشائعات في إيران -أحد معاقل كورونا- إذ ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن نحو 210 أشخاص توفوا نتيجة تناولهم مشروبا كحوليا قيل على وسائل التواصل إنه يقي من كورونا.

ورصدت "فرانس 24" العديد من الشائعات المتداولة عالميا، التي تنصح المواطنين تارة بتناول الغبار البركاني للوقاية، وتارة بتعقيم الجسم بالكلور، وأخرى بتعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية؛ رغم تحذير الخبراء الصحيين من خطورة تعرض الجسم لذلك مباشرة.

ونصحت شائعات أخرى بتناول شراب الفضة الغروية للوقاية من كورونا، وانتشر ذلك حتى أن أحد مستخدمي "فيسبوك" يدعى "ميشيل" كتب في مجموعة مختصة بتلك الشائعات: "تناولت كوب فضة غروية ولم يحدث شيء، وأنا قلق لأني أعاني من الربو وأخاف الإصابة بكورونا، فهل عليّ إضافة ملعقة شاي للمحلول الذي أشرب؟".

وبحسب هيئة الصحة الوطنية الأمريكية، يسبب شرب الفضة الغروية زيادة مقاومة الجسم لامتصاص الأدوية بما فيها المضادات الحيوية، كما يؤدي المشروب لإفساد لون بشرة الإنسان وتحويلها لمزيج من الأزرق والرمادي.

ويقول رجل أسترالي يتناول المشروب، إنه لا يقدر على شرائه مجددا؛ لأنه نفذ من الأسواق بسبب الإقبال عليه.

وتم الترويج عالميا لأن مخدر الكوكايين يقي من الإصابة بكورونا، للدرجة التي اضطرت وزارة الصحة الفرنسية للتغريد عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، مطالبة الأهالي بتجنب تلك الشائعة الخاطئة.

وأما عن الأزمات التجارية، فقد أدت شائعات أن البضائع الصينية تحمل عدوى فيروس كورونا، إلى كساد قطاعات تجارية متنوعة وضياع أموال التجار، وذلك بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية قالت إن الفيروس لا يبقى طويلا على الأسطح الصلبة، بمعنى سلامة المواد الصلبة المستوردة من الصين.

ويقول تجار الألعاب الصينية في الهند، إنه بالرغم من أن ما بين يناير ومارس هو ذروة موسم شراء الألعاب، ولكن مبيعاتها انخفضت بـ40% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأدى الترويج لبعض الدراسات العلمية المختلف عليها عبر وسائل التواصل، إلى إحجام بعض أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة للتوقف عن تناول أدوية شديدة الأهمية لهم.

وتقول كارولين توماس، كندية مريضة بالقلب وتدير مدونة نصائح لمرضى القلب، إن العشرات من متابعيها يسألونها عما إذا كان يتوجب عليهم تجنب تناول عقاقير القلب ليتجنبوا الإصابة بكورونا، وذلك رغم أهمية تلك الأدوية.

وتضيف كارولين: "بالنسبة ليّ، لن أتوقف عن تناول دوائي ما لم ينصحني به الطبيب، وكما أخشى أن يزيد الدواء نسبة إصابتي بكورونا، فأنا أخشى أن يصيبني التوقف عنه تضاعف أمراض القلب".

ومن جانبها، طالبت الهيئات الصحية الرسمية الأمريكية والأوروبية، الجميع، بالتزام أدويتهم وعدم تركها بدون إذن الطبيب.

ويقول البروفيسور جيري جنينز، مدير مستشاري منظمة القلب الأسترالية، إن تلك الأوراق البحثية التي تربط بين أدوية القلب ونسب الإصابة بكورونا ماتزال مختلفا عليها، ولا يعني صدور معلومات فيها أن يتوقف مريض القلب عن تناول أدويته، وبالتالي التعرض للذبحة الصدرية والوفاة.

يذكر أن رجلا أمريكيا توفى بعد تناوله عقار "الكلوروكوين" المستخدم لعلاج أسماك الزينة، بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن ذلك علاج للكورونا.

وتقول زوجة الرجل المتوفي: "كنا نستمع لترامب، وعندما قال ذلك حدق زوجي نحو الرف وقال ليّ (أليس هذا هو الكلوروكوين الذي يتحدث عنه ترامب؟ فنتناوله للوقاية)".

وقالت منظمة "هيلث بانر" الأمريكية، إن الزوجة تناولت العقار أيضا وهي في حالة خطيرة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك