ترتدي الكثير من النساء عباءات، خاصة في شهر رمضان المبارك، ويرى بعض المدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنها وسيلة للإثارة، ولكن بالعودة بالزمن تظهر واقعة جلية حينما منع المماليك لبس العباءات المثيرة خلال شهر رمضان، وعقاب رادع للسيدة المخالفة.
وتستعرض جريدة «الشروق»، ما سرده المأرخ المقريزي، والإمام ابن حجر العسقلاني، عن واقعة منع العباءات بولاية السلطان برقوق أول المماليك الجراكسة.
وقال المقريزي، إن موضة تسللت من نساء الشام إلى نساء مصر، تشمل لبس نوع عباءة تسمى "البرطلة" واسعة الأكمام بنحو ٣ أذرع تكفي لإظهار الجسد إذا أتت المرأة بحركات معينة.
وأضاف المقريزي، أن العباءة كانت من الثياب الغالية، إذ تكلفتها ١٠٠٠ درهم وتكلفة الإزار الخاص بها ١٠٠٠ درهم، وتكلفة الخف ٦٠٠ دراهم.
واعتادت سيدات القاهرة، التجول بتلك العباءات بالأسواق وزيارة المقابر بها.
ومنع الأمير كمنشبغ نائب السلطان برقوق، في رمضان ٧٨٤ هجري، ارتداء تلك العباءات بعد فتوى تحريمها التي أجمع عليها قضاة المذاهب الأربعة.
وسار القائمون على "الحسبة" بالأسواق فمن وجدوها طويلة الأكمام مزقوا لها أكمامها، وصادروا منها العباءة.
وقبض المحتسبون، على عدة سيدات بتهمة العباءة، وعلقت تماثيل على باب زويلة وهي مرتدية العباءات الممزقة، في إشارة تهديد بإعدام من يستمر بالمخالفة.