تلقت حائكة الملابس الكولومبية، نازلي بيناجوس، عرضا غير اعتياديا من رئيسها في العمل، وهو الحياة بداخل مصنع بيجوتا لخفض فرص تعرضها للاصابة بمرض كورونا.
وبحسب تقرير نشرته رويترز، فقد قام مالك مصنع هيتشيذو، الذي كان يوظف في الظروف العادية نحو 70 عاملا، بتوفير حمامات ومطبخ وأسرة ل 17 عاملا عادوا إلى العمل تزامنا مع عودة النشاط في كولومبيا تدريجيا بعد إغلاق لمدة شهرين.
"هذا مناسب تماما لي حيث لا أضطر إلى الخروج إلى الشارع والذهاب والعودة، فلدي طفلة صغيرة اذهب لها كل نهاية اسبوع ولا أدري فقد آخذ العدوى للمنزل مع كثرة الانتقال" قالت بيناجوس.
وتعد هذه الاجراءات للاعاشة في المصانع نادرة في كولومبيا، صاحبة رابع أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
وتصارع آلاف المصانع والانشطة الاقتصادية لعودة النشاط وبيع منتجاتها لمستهلكين قد يكونوا في حجر صحي.
وقد سمحت حكومة كولومبيا بالعودة للعمل تدريجيا بعدد أقل من العمال في قطاعات الانشاءات والصناعة وبعض تجارة التجزئة.
ويأمل مصنع هيتشيذو، الذي حصل على 15% فقط من اوامر الشراء في الوقت العادي، بمحاولة توفير خدمات تمكن عماله من العيش في المصنع بدعم فرص استمرار نشاطه، وتجنب اصابة موظفيه بالعدوى.
"لقد قررنا أن نبقى بشكل دائم في المصنع حتى نعرف ماذا سيحدث"، قال مدير الابتكار في المصنع جورج ليزارازو، الذي يعيش ايضا في المصنع ويشتكي من عدم وضوع رؤية وخطة حكومة بلاده بهذا الشأن.
وكولومبيا ليست الدولة الوحيدة في امريكا اللاتينية، التي اصبحت بؤرة وباء كورونا، التي قررت عودة النشاط تدريجيا، ومثلها دول اوروبا والعالم.
"شكرا لله على طلب الشركة منا العودة للعمل"، قال لويس ألفونسو، مدير الانشاءات في بوجوتا، وأضاف إن الشركة لم تكن تدفع لنا خلال الشهرين الماضيين، لذلك تأثرنا اقتصاديا بشدة، خاصة وأن زوجته أيضا خسرت عملها خلال نفس الفترة.
مسئولون في شركات عديدة أخبروا "رويترز" أن الحكومة تسمح لعودة النشاط ببطء، ولا يزال مستهلكي منتجاتهم لا يشترون إلا السلع الاساسية بسبب المخاوف من كورونا.
ومجموعة أخرى من الانشطة، مثل صالونات التجميل، سيسمح لها العودة للعمل منذ بداية يونيو المقبل، مع خفض قوة العمل وارتداء الكمامات.
يذكر أن 1.6 مليون كولومبي فقدوا وظائفهم في شهر مارس الماضي، كما أن الاقتصاد الكولومبي الذي يعتبر واحدا من أفضل الاداءات في المنطقة، سينكمش بنسبة 5.5% هذا العام وفقا للتوقعات.