تغلق المستشفيات الريفية عبر الولايات المتحدة، أقسام الولادة فيها مما يجعل الأمريكيين المقيمين في المناطق الريفية، لا يحصلون على الرعاية الطبية الضرورية الكافية.

وذكرت صحيفة ذي دالاس مورننج نيوز أنه منذ عام 2020، توقف 101 مستشفى ريفي عبر البلاد، عن تقديم خدمات ولادة الأطفال أو أعلنت أنها ستوقف هذه الخدمات في القريب العاجل، وذلك وفقا لتقرير أصدره مؤخرا مركز جودة الرعاية الصحية وإصلاح طرق السداد.

ويشمل هذا الرقم ثلاثة مستشفيات في ولاية تكساس، مما يجعل إجمالي عدد المستشفيات الريفية في الولاية 93 مستشفى لا تقدم خدمات الولادة، وفي جميع أنحاء الولاية لا يقوم أكثر من نصف عدد المستشفيات الريفية بتقديم خدمات ولادة.

وذكرت جمعية صحة الأمهات بالمناطق الريفية بتكساس في نوفمبر الماضي، أن ما نسبته 47% من مقاطعات تكساس خالية من رعاية الأمومة، وهذا أعلى من المتوسط العام بنسبة 14%.

وتمثل المستشفيات الريفية شريان حياة للتجمعات السكانية حولها، والتي تكون كائنة على بعد أميال عديدة عن أقرب منشأة طبية في حالات الطوارئ الطبية، وتقلص مدة السفر الطويلة فرص سكان الريف في البقاء على قيد الحياة.

ويقول جون هندرسون رئيس ومدير منظمة المستشفيات الريفية والمجتمعية بتكساس، "عبء السفر حقيقي، وجغرافية تكساس يمكن أن تمثل تحديا كبيرا".

ويضيف "هذا مقبول بالنسبة لبعض المتاعب الصحية، ولكنه ليس مقبولا إذا كنت تعاني من سكتة قلبية أو سكتة دماغية، أو إذا كنت تنجب طفلا".

ولا يتعلق الأمر فقط بصحة الأمهات بشكل عام، حيث أن كثيرا من المستشفيات الريفية تعاني من الناحية المالية.

وتتعرض نصف المستشفيات الريفية في تكساس لخطر الإغلاق، حسبما يقول مركز جودة الرعاية الصحية وإصلاح طرق السداد.

وبالنسبة لمستشفى ريفي يعاني من المتاعب، قد يكون إغلاق قسم للولادة فيه بديلا عن إغلاق المستشفى برمته.

ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى أن تشغيل أقسام الولادة، في هذه المستشفيات يمكن أن يكون مكلفا، لأنه ينبغي أن يعمل بها طاقم صحي طوال الوقت، حيث أن عمليات الولادة لا يمكن جدولتها على الدوام، أو تأجيلها لتتوافق مع ساعات العمل العادية.

وفي المستشفيات الريفية التي لا يتردد عليها في الغالب الكثير من المرضى، نجد أن أقسام الولادة يمكن أن تظل في حالة تأهب لفترات طويلة، دون أن تشهد أية حالات ولادة.

وفي هذا الصدد يقول هارولد ميللر الرئيس التنفيذي، لمركز جودة الرعاية الصحية وإصلاح طرق السداد، "في هذه الحالة يتم أساسا دفع مرتبات أطقم لكي تجلس في المستشفى انتظارا لقدوم حالات ولادة، من المرجح ألا تأتي غالبا في معظم الأيام".

وذكرت جمعية صحة الأمهات بالمناطق الريفية بتكساس، في تقرير لها صدر في نوفمبر الماضي، أنه في نتيجة فورية لإغلاق أقسام الولادة بالمستشفيات الريفية، يضطر السكان في الأرياف إلى قيادة سياراتهم لمسافات أطول للحصول على الرعاية الصحية، وتحمل الفترة الزمنية التي تستغرقها الرحلة نتائج أسوأ بالنسبة للنساء الحوامل.

كما أن طول فترة الانتقال إلى المستشفى يؤدي إلى تفاقم أزمة قائمة.

تبلغ معدلات الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، في ولاية تكساس نفس المعدل السائد في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات صندوق الكومنولث وهو مؤسسة أمريكية خاصة معنية بالترويج لتحسين خدمات الرعاية الصحية، ومع ذلك فإن معدل وفيات الأمهات في تكساس يبلغ ما نسبته 7ر34 حالة لكل 100 ألف حالة وضعت مولودها بسلام، مقارنة بالمعدل العام الذي يبلغ في المتوسط ما نسبته 3ر26 حالة لكل 100 ألف ولادة.