ومازال الإقصاء مستمرًا.. السينما تغلق أبواب البطولة أمام النجمات - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ومازال الإقصاء مستمرًا.. السينما تغلق أبواب البطولة أمام النجمات

عصام زكريا:
نشر في: الخميس 28 يونيو 2018 - 8:56 م | آخر تحديث: الخميس 28 يونيو 2018 - 8:56 م

-ياسمين عبدالعزيز الاستثناء الوحيد.. تحارب وحدها وشباك الإيرادات لن ينصفها
-جمهور اليوم لا يهتم بالبطولات النسائية.. والأمر يخرج عن سيطرة صناع السينما
-نادر عدلى: الممثلات يواجهن فترة بائسة أقصتهم من المشهد منذ التسعينيات
-المنتج لن يغامر بأمواله لينتج بطولة لممثلة وهو يدرك مسبقا أنها لن تحقق الأرباح التى ينتظرها

طارق الشناوى:
منى زكى ومنة شلبى وحلا شيحة تسلمن الراية منكسة من جيل يسرا وليلى علوى اللاتى اكتفين بالوجود فى السينما مع البطولة الرجالية

ماجدة موريس:
المستقبل غامض أمام الممثلات والدراما التليفزيونية أنقذت البعض من الجلوس فى البيت
خيرية البشلاوى:
السينما المصرية اتجهت نحو ثقافة المسدس.. والعنصر النسائى مجرد ضحية
تحقيق – إيناس عبدالله:
هل تدخل ياسمين عبدالعزيز التاريخ باعتبارها الوحيدة بين بنات جيلها التى تقاوم البطولات الرجالية، وتعافر حتى لا ينسى الجمهور انه قديما كانت صورة الممثلات المصريات يتصدرن أفيش الأفلام، وان الرجال كانوا يلعبون الادوار الثانية معهن؟
هذا السؤال فرض نفسه بعد استمرار ظاهرة انسحاب «نجمات» السينما من المشهد، وسيطرة الممثلين على الساحة، حتى انه لم تعد هناك البطولة الثنائية التى كانت تجمع بين بطل وبطلة، لتصبح الممثلة مجرد تابعا لبطل العمل المتصدر لكل شيء، واذا رفضت دور التابع فالجلوس فى البيت بلا عمل هو الخيار المتاح لها.
ورغم ان الدراما التليفزيونية فتحت بابها لـ«النجمات» وشاهدنا فى الموسم الرمضانى الاخير وجودا ملحوظا للممثلات اللاتى تصدرن بطولة نحو 9 مسلسلات أى حوالى ثلث الانتاج، لكن لا تزال السينما تغلق الابواب أمامهن، غير عابئة بأى نجاح تحققه الفنانة فى الدراما التليفزيونية.
الغريب أن النقاد أجمعوا على تلك الحقيقة، وأكدوا بالفعل انه لا مكان لـ«النجمات» فى السينما المصرية، واعتبروا أن وجود ياسمين عبدالعزيز فى المنافسة حتى الآن مجرد استثناء لن يقود إلى أى شيء بل قابل للإلغاء خاصة انها فشلت فى تحقيق ايرادات جيدة. «الشروق» تناقش الظاهرة..
الناقد عصام زكريا قال: السينما منتج شعبى يخضع لمجموعة من الظروف والأوضاع تؤدى إلى الخروج عن إرادة وسيطرة صناع السينما، وبشكل غير واعٍ، أهمها نوعية الجمهور، وهى بالمناسبة تختلف من عصر لآخر، فحينما ظهرت السينما الروائية فى مصر كان معظم الجمهور من الطبقة الوسطى، وكان الرجل يصطحب زوجته وأولاده لمشاهدة الأفلام، فكان طبيعيا أن نرى وجودا ملحوظا للمرأة التى كانت تتقاسم البطولة مع الرجل، وكانت صورتها تشاركه الافيش بنفس الحجم والمساحة، لكن فى السبعينيات وبعد الانفتاح حدث انهيار فى الطبقة الوسطى، وأصبحت الفلوس فى يد الحرفيين وتغير الذوق، وشاهدنا أفلاما ناقشت هذا التغير الكبير فى الذوق العام، والآن نحن أمام نوعية جديدة من الجمهور، فجمهور السينما حاليا أغلبهم من الشباب الذى تستهويه أفلام الاكشن والكوميديا، وعليه فهو غير ميال للبطولات النسائية، بدليل أن ياسمين عبدالعزيز موجودة فى كل عيد لكن لا أحد يشعر بها، بخلاف الدراما التليفزيونية، فالمسلسلات جمهورها الأول من ربات البيوت فطبيعى ان يكون للمرأة وجودا ملحوظا بها، لكن فى السينما الرجل يكسب بلا شك.
ويرى الناقد نادر عدلى أن انسحاب الممثلات من المشهد السينمائى أمر طبيعى وقال: منذ التسعينيات والممثلات يواجهن فترة بائسة أقصتهن من المشهد، وهذا نتيجة ان المرأة فى المجتمع المصرى تعانى من التهميش، فى ظل دعوات تحجبها والمطالبة بجلوسها فى بيتها، بدليل انه كانت السينما تعتز بالمرأة وتقدمها على الرجل فى كثير من الاشياء، ولنا فى فيلم «مراتى مدير عام» مثلا يحتذى به، فالفيلم يحتفى بالمرأة والأحداث تؤكد على انتصار الرجل لعمل المرأة ومكانتها، ويمر الزمن ونشاهد فيلم «تيمور وشفيقة» وهنا يأتى اسم الرجل سابقا للمرأة وفى نهاية الاحداث تستجيب البطلة لرغبة الرجل وتستقيل من منصبها كوزيرة لتجلس فى البيت وتكون تابعا، وهذا انعكس على كل شيء، فأصبحت النجمات تابعات للبطل، وانتهى موضوع تصدرها شباك الايرادات، واذا كنا نتحدث عن من سيذكره التاريخ، فأعتقد انه بعد نادية الجندى ونبيلة عبيد لن يذكر التاريخ اسم ممثلة نجحت ان تكون نجمة شباك، فالمنتج لن يغامر بأمواله لينتج بطولة ممثلة يدرك مسبقا انها لن تحقق له الأرباح التى ينتظرها، ورغم ان هناك أحيانا تجارب تلعب بطولتها النساء على فترات متباعدة لكن الهدف هو رغبة صناع السينما الخروج قليلا من الاطار الرجولى بأعمال قليلة التكلفة لا تكبدهم خسائر كبيرة، بدليل فيلم «أبلة طمطم» فتم التعامل معه بخفية شديدة، وباستسهال غير مبرر، لتكرر بطلة العمل نفسها وبشكل أضعف بكثير مما قدمته من قبل، واتصور أن الوضع سيستمر، واقصاء الممثلات سيدوم، ونحن بحاجة لتحليل من خبراء الاجتماع عن هذا الامر، فرغم ان المرأة منذ 25 يناير وهى مشارك أساسى فى الحياة السياسية وتعتبر المشارك الاكبر فى كل الانتخابات الرئاسية، لكنها لا تزال تعانى التهميش فى الفن بشكل كبير.
أما الناقد طارق الشناوى فيلقى باللوم على جيل يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين وقال:
مع مطلع الثمانينيات كان جيل يسرا وليلى وإلهام يكتفون بالوجود فى السينما من خلال وجود أبطال مثل عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكى ومحمود عبدالعزيز، باستثناء نادية الجندى ونبيلة عبيد آخر نجمتى شباك، وبعدهما انتهى هذا الأمر تماما، وكانت الأفلام تسوق بأسماء النجوم الرجال واكتفت نجمات هذا الزمن بالدور الثانى راضين قانعين، فتسيد الرجال السينما المصرية، وكان يصطحبون معهم فنانة من هذا الجيل لكن لم تقف واحدة منهن فى المقدمة معهم، ليأتى جيل منى زكى وحلا شيحة ومنة شلبى وحنان ترك ليتسلموا الراية منكسة من جيل يسرا وليلى، هذا الجيل الذى استسلم لفكرة أن البطولة تساوى رجلا، تزامن مع هذا بزوغ جيل الكوميديانات بداية من محمد هنيدى مرورا بأحمد حلمى وأحمد مكى، وهى أفلام قامت على الرجل واسناد الدور الثانى للمرأة، واستسلم جيل منى زكى ومنة شلبى ولم يقاومن، وصادف ان الوحيدة التى جارت الموجة هى ياسمين التى قدمت أفلاما كوميدية بما تمتلكه من خفة دم وجمال لكن للأسف حدث لها ترهل فى لياقتها الجسدية، افقدتها المرونة الحركية، كما انها اصبحت تكرر نفسها، وقريبا ستخرج من الحسابات، وستصبح السيطرة المطلقة للرجل، رغم ان لدينا نماذج هائلة من الممثلات، لكن للأسف لم تستطع أى منهن الحفاظ على مكانتها حتى على مستوى الدراما التليفزيونية، فرغم ان هناك تواجدا نسائيا لكن بلا منافسة حقيقية للرجال فهم الاكثر أجرا وانتشارا، فنيللى كريم صاحبة الاعلى اجرا بين النجمات لكن اجرها اقل بكثير من اجر أحمد السقا وكريم عبدالعزيز مثلا، لكن على الأقل هى تقف بجوار الرجل، لكن السينما الامر صعب للغاية.
ومن ناحيتها ترى الناقدة ماجدة موريس ان غياب الدولة من الصورة السبب وقالت: الانتاج السينمائى هو الازمة الحقيقية لما نعانى منه، بعد أن رفعت الدولة يدها، وأتمنى ان تكون هناك جدية فى قرار د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة الخاص بالانتاج السينمائى، فنحن نخضع لأهواء المنتجين المسيطرين على الساحة الذين وضعوا رهانهم على الشباب والذين بدورهم وضعوا رهانهم على شريحة معينة من الجمهور وهى شريحة الشباب أيضا، وبدأوا يعطونه جرعة أكشن اصبحت متصدرة فى كل الافلام، وحققت نجاحا كبيرا لابطالها، فمن كان يتصور ان يتصدر محمد رمضان الايرادات بهذا الشكل، حتى حينما كان يسعى البعض للتنوع فكان يلجأ للكوميديا الذى يلعب بطولتها الرجال ايضا، وغابت الافلام التى تناقش موضوعات مختلفة، وغاب على اثرها جيل كبير من المخرجين فهم فخر لكل الاجيال أمثال داوود عبدالسيد وشريف عرفة الذى يقدم لنا فيلما كل 7 أعوام، فمثل هؤلاء المخرجين يدركون أهمية التواجد النسائى فى أعمالهم، وقدموا لنا أفلاما كبيرة ومهمة، واذكر ان الزمن وصل لحد ان يلجأ المخرج الراحل محمد خان إلى لجنة «انجاز» فى مهرجان دبى حتى يحصل على دعم لتمويل أفلامه، وعليه حينما يكون هذا هو وضع المخرجين الكبار، فما بالنا بوضع الفنانات، فللأسف نحن امام منتجين يعرفون «من أين تؤكل الكتف» وينتجون أفلاما وهم يعرفون ما هى الموضوعات التى ستحقق لهم ارباحا هائلة، بغض النظر عن القيمة والفكرة، وبما أن الأكشن هو الذى يلقى قبول الجمهور فلماذا لا نقدم له الجرعة التى يريدها، وهنا التواجد النسائى لا مكان له فى هذه الافلام، وهذا حال مجتمعنا فى مصر فالمرأة هى التى تدفع الثمن حينما لا تكفى المساحة لوجود العنصرين فالأولوية دوما للرجل، ولولا وجود التليفزيون كانت الممثلات جلسن فى بيوتهن بلا عمل، وأرى انه اذا توقفت يسرا ونيللى كريم وإلهام شاهين، وغادة عبدالرازق عن التمثيل لانتهى زمن الممثلات، فلا يوجد جيل يتسلم منهم الراية، وعليه فالمستقبل غامض للنجمات تماما فى ظل حالة عدم التسامح لصعود المرأة فى مجتمعنا بشكل كبير.
وتتفق الناقدة خيرية البشلاوى معها فى وجهة نظرها وهى تقول: نحن نتحدث عن عصر افلام تعتمد على ثقافة المسدس، فهناك موجة شديدة العنف فى السينما المصرية، حتى ان الافلام المحسوبة على الكوميديا لا تخلو من العنف، وبوجود هذه النوعية من الافلام، يتم الاكتفاء بالعنصر النسائى كضحية يتم بناء العمل عليها فى غيابها، لتخلو الساحة من المنافسة النسائية تماما، بدليل ان غادة عبدالرازق وهى نجمة تليفزيونية كبيرة، وكل عام لها مسلسل تنافس به، لكن يتم استغلالها لأقصى ما يمكن فى السينما بأدوار هامشية وغير مؤثرة، وهناك جيل كامل من الفنانات جلسن فى بيوتهن بلا عمل، واصبح وجودهن للأسف غير مرغوب فيه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك