داوود عبدالسيد عن سينما محمد خان: خاض مجال التمثيل من باب الطرافة على طريقة خيرى بشارة - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:59 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

داوود عبدالسيد عن سينما محمد خان: خاض مجال التمثيل من باب الطرافة على طريقة خيرى بشارة

المخرج الكبير داوود عبد السيد - تصوير: محمد الميموني
المخرج الكبير داوود عبد السيد - تصوير: محمد الميموني
حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الخميس 28 يوليه 2016 - 8:50 م | آخر تحديث: الخميس 28 يوليه 2016 - 8:50 م
- روى حكايته فى أكثر من فيلم

- تمتع بقدرات تؤهله للعمل فى أى ظروف وقدم سينما متنوعة

- أجمل مراحله كانت مع السيناريست عاصم توفيق ويكفيهما فيلم «خرج ولم يعد»

- أنصف المرأة فى أفلامه خاصة تلك التى كتبتها وسام سليمان برقة رائعة

«كنا مجموعة تعيش فى ظروف واحدة، ورغم الاختلاف الكبير فى الأساليب والأفكار لكل واحد من المنتمى لهذه المجموعة، لكن كلنا اهتممنا بالسينما كفن، واعتبرناها وسيلتنا للتعبير، وخرجنا عن الشكل التقليدى، وهو ما دفع البعض لوصفنا برواد السينما الواقعية بمعناها الفضفاض».

هكذا تحدث المخرج الكبير داوود عبدالسيد لـ«الشروق»، وهو يصف سينما الراحل محمد خان أحد أبناء مدرسة الواقعية، الذى ودعته مصر قبل أيام، بعد رحلة طويلة من العمل استمرت نحو 38 عاما، قدم فيها افلاما حفرت بحروف من ذهب اسمها فى ذاكرة السينما المصرية، ونال العديد من الجوائز فى العديد من المهرجانات المصرية والعربية والعالمية.

يقول داوود عبدالسيد: تميز محمد خان بأنه صاحب سينما متميزة، وأحيانا هو مخرج متدخل فى الأفكار، وهى المرحلة الخاصة بكتابة السيناريو، فيشارك فيه خان ويطرح أفكاره ورؤيته، ومر محمد خان بعدد من المراحل، لعل أكثر مرحلة غنية له من وجهة نظرى تلك التى تعاون فيها مع السيناريست عاصم توفيق، وقدما معا عددا من أجمل الافلام، واعتبر أن فيلم «خرج ولم يعد» من أجمل الافلام التى قدماها سويا وأراها من اجمل الافلام فى السينما المصرية كلها.

وأضاف: لمن يشاهد أفلام محمد خان جيدا، يجد أن مجموعة الأفلام التى قامت على فكرة البطل الوحيد، كانت تحكى بشكل غير معلن، وغير مباشر عنه، فهو الابن الوحيد الذى عاش فى القاهرة وحينما سافر إلى لندن سافر وحيدا، وكافح وتعب لكى يثبت نفسه ويحقق أحلامه، وأتصور أن خان بدأ يحكى عن نفسه منذ فيلمه الأول «ضربة شمس»، وتكرر الأمر فى «الحريف» و«فارس المدينة» و«طائر على الطريق»، وهى تعد مرحلة مهمة فى مشوار محمد خان، وكذلك مرحلة اهتمامه بالمرأة، فقد كان شديد التعاطف معها منذ أن قدم فيلم «أحلام هند وكاميليا» وتأجج الاهتمام بالمرأة بعد أن تعاون مع السيناريست وسام سليمان مقدما مجموعة من أجمل الأفلام التى تعرضت للمرأة مثل «بنات وسط البلد»، «فى شقة مصر الجديدة»، واحلاهم من وجهة نظرى «فتاة المصنع» وتميزت هذه الأفلام برقة الكاتبة التى أجادت كتابة تفاصيل المرأة فى مشاعرها وطريقة تفكيرها وأسلوب فى التعامل مع الحياة، حتى فيلمه الاخير «قبل زحمة الصيف» اعتبره يعبر بشكل ما عن المرأة وان لم يكن تأثيره بنفس قوة تأثير الأفلام الأخرى.

ووصف خان بانه صاحب قدرات خاصة قائلا: يعد محمد خان أكثر أبناء جيلى غزارة فى الانتاج، فهو يتمتع بقدرات خاصة تؤهله للعمل تحت أى ظروف، مثله مثل الراحل عاطف الطيب الذى لو كان يعيش حتى هذه اللحظة لقدم افلاما اكثر، فعاطف مهموم بقضايا المجتمع وله جمهور كبير، ونجح أن يكون هو وبشير الديك ثنائيا فنيا كبيرا، وكان يقدم اعمالا غير مكلفة ما عدا «ناجى العلى»، برغم ان الاثنين وجيلى كله يعانى من ازمة الانتاج، فنحن أمام منتجين لهم مصالحهم الخاصة ويبحثون عمن يحقق لهم اكبر ربح ممكن، ولا ألومهم فى ذلك، فلو كنت منتجا لا اعلم لأى الاعمال سوف أميل. وعليه لا اميل لمقولة ان جيلنا تعرض للظلم، فنحن نقدم سينما مكلفة، وأى منتج سوف يفكر كثيرا قبل ان يوافق عليها، وأذكر اننى ظللت أبحث عن منتج لاحد افلامى لمدة 5 اعوام وكنت اسمع جملا مثل ان الفيلم بحاجة لديكور مكلف، أو انه سيكون عملا كئيبا، وهكذا إلى ان تأتى الانفراجة، فهذه هى اختياراتنا، وندفع ثمنها ببساطة، فنحن الذين اخترنا الطريق الذى نسير فيه ونعلم اننا سنواجه عقبات.

وعن نوعية هذه العقبات، التى تحدث عنها، يوضح داوود عبدالسيد: هما عقبتان تواجهنا منذ أن عملنا حتى هذه اللحظة وهى الانتاج رقم واحد، والرقابة التى تتغير بتغير النظام الحاكم اذا كان عسكريا ام نظاما جاهلا، وتبقى القيود على حرية الابداع مستمرة، بخلاف الرقابة المجتمعية التى دفعت برئيس وزراء مصر فى وقت من الاوقات ان يصدر قرارا بمنع عرض فيلم «حلاوة روح» الذى اجازته الرقابة، وشاهدنا على شاشات التليفزيون ناسا تتحدث عن الابداع بكل جهل، وكانت النتيجة ان الجمهور اقبل على مشاهدة الفيلم بعد قرار المنع وهم الذين حكموا عليه فى النهاية ووضعوه فى مكانه الصحيح، وهذه هى القاعدة السليمة، اتركوا المجتمع يرى ويصنف ويختار، فالسينما هنا ليست اجبارا على احد، بل المشاهد ينزل من بيته ويركب مواصلات ويدفع ثمن تذكره ليشاهد هذا الفيلم بالتحديد، فلماذا تفرضون وصاية عليه اتركوه يختار ويحكم.

وتحدث المخرج داوود عبدالسيد عن فكرة ان يكون مخرجا امتداد مخرج بعينه بسؤاله عمن يراه امتدادا لمحمد خان فقال: إذا صحت هذه العبارة وان هناك مخرجا امتداد لخان أو لأى من أبناء جيلى أرى ان ذلك سوف يعد ظاهرة سلبية للغاية على جيل الشباب فسوف يكون مقلدا ولن ينجح أبدا أن يقلد روح انسان غيره وفى نفس الوقت سوف يطمس معالم شخصيته هو، ولكن اذا اردنا ان نقول امتدادا لنوعية السينما نفسها فهنا يكون للحديث اهمية اكبر، فنحن مجموعة اهتممنا بالبشر بأفراحه واحزانه ومشاعره احيانا بصدق واحيانا ببساطة واحيانا اخرى بعمق، وهى سينما اتمنى استمرارها وان ارى افلاما شديدة الاهتمام بالانسان وبتيمة جماهيرية فهذا هو الامتداد بعينه، وسوف تستمر، وتحقق نجاحا، أى نعم لن تحقق نفس نجاح الافلام التجارية لكنها ستبقى، فكنا نعرض افلامنا فى وقت كانت افلام نادية الجندى وعادل امام تحصد الارباح، ولكن أفلامنا بقيت، وكانت مصر تنتج 90 فيلما بالسنة الواحدة منها التجارى ومنها الفيلم الجماهيرى الذى يتمتع بكل المقومات الفنية ويناقش قضايا مهمة.

وبسؤاله عن رأيه فى محمد خان كممثل بعد أن قدم نفسه كممثل فى فيلم «عشم وبيبو وبشير» قال داوود عبدالسيد: أتصور ان محمد خان كان يمثل من باب الطرافة مثله مثل خيرى بشارة، لكن ليس بقصد التحول كممثل مثلما حدث مع زكى فطين عبدالوهاب أو حتى كما فعل طارق التلمسانى، ولكن كان الهدف تجربة ومرت، فلا يمكن تقييمها وتقييم خان كممثل.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك