كارثة مائية جديدة تلحق بمحافظة البصرة العراقية، لاسيما بعد تحويل معظم الأنهار التي تصب في العراق عن مسارها، وقطع مياه الكارون والكرخة والترويج، التي جعلت مياه شط العرب مالحة وملوثة؛ حيث اجتاح تلوث الأنهار منطقة البصرة وحولها إلى منطقة فقر مائي.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، قد تداولوا فيديو، أمس الأول الإثنين، يكشف التلوث الخطير الذي لحق بأحد أنهار البصرة ليطفي عليه اللون الوردي؛ ويصبح مسممًا غير صالح للاستخدام الآدمي.
دشن رواد التواصل الاجتماعي في العراق هاشتاج «أنقذوا البصرة»، على موقع «تويتر»، في محاولة منهم إنقاذ أهالي البصرة ممن تعرضوا لحالات تسمم، بسبب مياه الأنهار، والذين بلغت أعدادهم لـ 14 ألف حالة، مطالبين الحكومة بالكشف السريع عن الأسباب، كما نشروا صورًا تظهر مدى التلوث والجفاف المائي.
المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أعلنت اليوم الأربعاء، عن ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي؛ جراء تلوث المياه في محافظة البصرة، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.
وأشارت المفوضية، إلى أنها ستقدم تقرير تقصي حقائق إلى رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المعنية، وإلى الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، يوثيق الانتهاكات التي تسببت بها الوزارات والجهات الحكومية في البصرة، كما يتضمن التقرير إجراء لقاءات مع ممثلي سفارات الدول المعنية بحل الأزمة، خصوصًا تركيا وايران، وكذلك التنسيق مع البعثات الدولية الموجودة في العراق.
سبب التلوث يعود إلى مخلفات المصانع ومياه المجاري، فضلاً عن قلة الإطلاقات المائية المخصصة للبصرة والتجاوزات الحاصلة عليها؛ مما زاد في نسبة ملوحة المياه، فضلاً عن التجاوزات من قبل الدول المجاورة التي تلقي النفايات في شط العرب، بجانب تحويل مجرى نهر الكارون عن مصبه الرئيسي.
وفي سياق متصل فتحت الحكومة العراقية، باب التحقيق في انخفاض نسبة الكلور في مياه البصرة، والكشف عن النتائج خلال أسبوع، ووجه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بتعزيز دائرة صحة البصرة بالأدوية والمستلزمات المختبرية، والالتزام بإجراء الفحوصات المختبرية وفحص المياه من محطات التصفية، إضافة إلى إطلاق العمل بتنفيذ مشروع معالجة مجاري البصرة المتوقف منذ عام 2015.