"وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ"، صدق الله العظيم، هكذا ذكرالله تعالى الدواب في كتابه العزيز؛ إذ تشير كتب التفسير إلى أن "أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ" تعني أن تلك الدواب هم جماعات مثلكم، خلقهم الله، وتكفل بأرزاقهم، فلا ينبغي أن تظلموهم، أو تؤذوهم ما حييتم.

"خرسة مش عارفه تقولك أنا جعانة، ولا عطشانة، وأنت جاي بتأكلها، شوف بقى هي هتحس بإيه، وانت كمان ربنا بيخليك تحس باللي بتعمله، ومهما كنت تعبانة بنسى كل التعب لما أشوفهم بياكلوا".. هكذا قالت أسماء أمين وهي تطعم قطط حديقة الحيوان التي باتت دون طعام أو شراب، عقب قرار إغلاق الحديقة لعامين للتجديد.

في بداية شهر يوليو الماضي 2023، أعلنت وزارة الزراعة غلق حديقة الحيوان لتطويرها، حتى تكون على غرار حدائق الحيوان العالمية، لتقرر أسماء أن تنزل على الفور وتبحث عن القطط التي كانت تأويهم الحديقة ويتولى الزوار إطعامهم، لتؤدي دورها الإنساني وتقدم لهم الطعام والشراب لتجد أن عددهم يتجاوز الـ1000 قطة.

- أزمة كورونا تزيد معاناة القطط والكلاب

اعتادت أسماء على رعاية وإطعام قطط الشارع منذ أزمة فيروس كورونا؛ إذ سربت عدد كبير من الأسر القطط والكلاب إلى الشارع خلال تلك الفترة، حتى أصبح إطعام الحيوانات روتين أساسي في حياتها اليومي.

وحرصت أسماء على تجهيز وجبات خاصة للقطط من 20 إلى 100 كيلو يوم بعد يوم، ومع زيادة أعداد القطط بحديقة الحيوان، تبنت مبادرة لإطعامهم ونشر الفكرة على نطاق أوسع، حتى يساعد بها أكبر عدد ممكن.

- مبادرة احتواء

تقول أسماء في حديثها لـ"الشروق": اضطريت اعمل المبادرة عشان الناس تساعد باللي تقدر عليه، لأن طبعا إيد لوحدها مش هتسقف، والحمدلله لقيت استجابة على أرض الواقع.

وعبرت أسماء عن سعادتها برعاية القطط وإطعامهم، قائلة: "مسئولية إطعامهم وسلامتهم هي من مسئوليتنا جميعا لأنها كائنات ضعيفة لا تستطيع أن تتحدث أو تطلب الطعام أو الشراب"، متوجهة بالشكر لكل من يساعدها في تقديم الوجبات والإطعام، مناشدة بالجميع بالنزول والمشاركة ولو بشيء بسيط.

- مناشدات لوزارة الزراعة

وطالبت أسماء، وزارة الزراعة بدعمها، وتوفير أطباء بيطريين لتعقيم القطط، مشيرة إلى أن الأعداد في حالة ازدياد بشكل مستمر، وهناك حالات حوامل، وقطط صغيرة، مضيفة: "احنا محتاجين الدكاترة البيطريين ينزلوا معانا في المبادرة يعقموا ويعالجوا اللي محتاج علاج أو تعبان من الحر أو الشمس".

على صعيد آخر، عبرت نيفين أحمد شكري -إحدى المتطوعات- عن سعادتها بالمشاركة في مبادرة إطعام قطط حديقة الحيوان، فضلا عن نشر ثقافة الرحمة بالحيوان ومواجهة ظاهرة العنف غير المبرر المنتشرة حاليا تجاه تلك الكائنات الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة.

وناشدت شكري جميع الناس بالمشاركة في إطعام القطط ببواقي طعام وأي شيء بسيط يمكن تقديمه، خاصة وأنها كانت تعتمد على ما يقدمه لها زوار الحديقة قبل إغلاقها.

كما شاركها في المناشدة محمد يعقوب -أحد المتطوعين- محذرًا من ازدياد أعداد القطط في المرحلة المقبلة للضعف، بسبب حالات الحمل، وسط عدم توفير طعام كاف، ما يدفعهم للخروج إلى الطريق العام بحثًا عن الطعام ما يعرضهم للحوادث.

كما طالبت آمنة فواز -إحدى المتطوعات- وزارة الزراعة بتوفير مكان ملائم للقطط، أو دعم مبادرتهم بالتعقيم والعلاج.