الناقد الفني طارق الشناوي انتقد واضعي درس عن الفنانة سميحة أيوب في منهج الصف السادس الابتدائي بسبب معلومة خاطئة
موجة من التعليقات انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صورة من كتاب مادة المهارات الفنية للصف السادس الابتدائي تخص درس عن الفنانة المصرية سميحة أيوب، بين منتقد ومرحب بالفكرة، ولكن كان من بين أبرز التعليقات التي تسببت في نقاش آخر مرتبط بالموضوع، المعلومات المذكورة عن سيدة المسرح العربي، والتي أثارها الناقد الفني والكاتب طارق الشناوي عبر حسابه على منصة فيسبوك.
ووجه الشناوي نقدا بسبب خطأ في المعلومات التي ذكرت عن سميحة أيوب في الدرس، وقال: "عظيم جدا أن يتضمن منهج السنة السادسة الابتدائية اسم الفنانة القديرة سميحة أيوب، ولكن الغريب والمفجع والمؤلم أن من كتب اسم سميحة أيوب ارتكب خطأ بينا، عندما أشار إلى أنها خريجة معهد السينما عام 1952، رغم أنها خريجة معهد المسرح ولقبها هو سيدة المسرح العربي، معهد السينما أساسا تم افتتاحه بعد أربع سنوات من هذا التاريخ، هذا مع الأسف يؤكد العشوائية حتى في وضع مناهج الطلبة، أكرر تأييدي المطلق لوضع اسم العظيمة سميحة أيوب في المنهج، مع شجبي المطلق لتلك الحالة من الاستسهال والسبهللة في تدوين معلومات خاطئة للطلبة تضرب عرض الحائط بما ينبغي أن يكون عليه المنهج".

ماذا ورد في كتاب الصف السادس الابتدائي عنها؟
في صفحة تحت عنوان شخصيات مصرية مؤثر وضعت صورة للفنانة سميحة أيوب مرفق معها مجموعة من المعلومات في نقاط ملخصة وموجزة عن مشوارها الفني، كان من بينها، تاريخ ميلادها ودراستها، بالإضافة إلى ذكر أسماء من أعمالها الفنية بشكل موجز دون الاستفاضة في تفاصيل عن تلك الأعمال مثل "ياسلام سلم الحيطة بتتكلم"، و"تيتة رهيبة"
ورد في المعلومات المذكورة أن سميحة أيوب درست التمثيل في المعهد العالي للسينما وتخرجت منه عام 1952، وبينهما في الحقيقة كان معهد السينما في هذا التاريخ لم يُنشأ بعد، لقد كان المعهد وحتى نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات محل اهتمام وحديث الوسط الثقافي المصري، وتكتب عن فكرة إنشائه مقالات وأخبار في الصحف والمجلات الثقافية.
فقد ورد في مجلة المجلة بعددها في تاريخ 1 مارس عام 1959، مقال بعنوان حول معهد السينما بقلم صلاح عز الدين، ويناقش المقال المناهج والأساليب السينمائية التي من الممكن اتباعها عند تأسيس معهد للسينما في مصر، ويضرب مجموعة من الأمثلة مثل مدرسة السينما والتصوير والفن، ومعهد الدولة للفنون المنظرية في بليننجراد، ومؤسسات أخرى في موسكو وكييف، ويناقش المقال "كيف سوف تطبق المواد الدراسية والأقسام في المعهد سوف تتجه نحو تزويد صناعة السينما بفنيين كمصوري الكاميرا والفوتوغرافيا وغيرهم، أم سوف يتبع نظام من العمل قائم على التعاون دون برنامج نظري أو نظام محدد مرسوم".
وفي عدد المجلة 1 يناير 1960، ناقش حسن كامل الصيرفي خطوات الدولة نحو إنشاء معهد السينما بعنوان "معهد السينما والحركة الثقافية"، وما تم من إنجازات في هذا الاتجاه وقال: "أقيم المعهد على أرض مدينة الثقافة والفنون بالهرم، وأسندت إدارته إلى الأستاذ محمد كريم شيخ المخرجين، يعاونه بعض أساتذة الجامعة والدارسين ممن يعملون في الحقل السينمائي، كما ستستعين الوزارة ببعض الأساتذة الفنيين من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وأمريكا لتعزيز هيئة التدريس، ومدة الدراسة أربع سنوات، السنة الإعدادية يدرس الطالب معلومات عامة في الفروع، والسنوات الباقية ينضم إلى شعبة من شعب المعهد، وهم شعبة الإخراج والسيناريو والمونتاج، وشعبة الصورة والصوت والمعمل، وشعبة التمثيل والمكياج، وشعبة الديكور والملابس".
وبحسب المنصة الرسمية لوزارة الثقافة فقد صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1439 لسنة 1959 بإنشاء المعاهد الفنية العليا التابعة لوزارة الثقافة متضمنا المعهد العالي للسينما.
"أم كلثوم المسرح وفاتن حمامة السينما"
فنانة مصرية ذات تاريخ عريق في المسرح، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، وتتملذت على يد الفنان المسرحي الرائد زكي طليمات، بلغ رصيدها على المسرح على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية، منها (رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، أغا ممنون، دائرة الطباشير القوقازية).
رغم سيطرة الأعمال المسرحية على غالبية مساحة أعمالها الفنية، وشهرتها بلقلب سيدة المسرح العربي لتجسيدها عشرات الشخصيات باللغة العربية الفصحى والروايات العالمية المترجمة والنصوص المصرية الأصلية على خشبة المسرح، إلا أنها كان لها مشاركات عديدة في السينما والتلفزيون والإذاعة.
وكانت سميحة أيوب أيضاً شخصية بارزة في الأعمال التلفزيونية الدينية، مثل المسلسل التلفزيوني الكبير "ٍاعة ولد الهدى" للمخرج أحمد توفيق، ومسلسل رابعة العدوية إخراج صفوت القشيري، ومسلسل "نور الإيمان"، و"محمد رسول الله" الجزء الخامس، وأعمال تاريخية، مثل مصرع المتنبي، "مملوك في الحارة"، و"سعد اليتيم"، و"السيرة الهلالية" الجزء الأول، و"سقوط الخلافة"
أما النصوص المسرحية التي شاركت فيها بأدوار البطولة في أغلبها، فقد كتبها أبرز وأهم كتاب المسرح على مدار تاريخ المسرح المصري وأيضاً النصوص العالمية، مثل "مصرع كليوباترا" لأحمد شوقي، "أنطونيو وكليوباترا" ويليام شيكسبير، "العمر لحظة" يوسف السباعي، وإعداد سعد الدين وهبة، وست الملك لسمير سرحان، وكوبري الناموس لسعد الدين وهبة، و"الناس اللي في التالت" لأسامة أنور عكاشة، وقد لقبها الناقد والمؤرخ المسرحي الكبير عمرو دوارة بـ قيثارة المسرح المصري في إحدى مقالاته عنها عام 2007.
وقال عنها دوارة: "هي أم كلثوم المسرح، وفاتن حمامة السينما، بصدق التعبير والقدرة على تجسيد مختلف الأدوار، حقا إنها تنتمي لتلك الأجيال التي حفرت للفن المصري تلك المكانة الرفيعة والريادة الأصيلة التي ساهمت في استكمال مسيرة جيل الرواد وحافظت على ترسيخ قيم وتقاليد المسرح ".
وتولت سميحة أيوب إدارة المسرح الحديث مرتين، وإدارة المسرح القومي خلال الفترة من 1975 حتى 1985، وقامت بإخراج أكثر من عرض مسرحي، نذكر منها الباسبور تأليف فتحية العسال، ومقالب عطيات تأليف موليير، وليلة الحنة تأليف فتحية العسال، بحسب ما ذكره دوارة.