حذر وزير الدفاع الباكستاني، اليوم الأربعاء، أفغانستان من أن أي "هجوم إرهابي أو انتحاري" جديد من المسلحين على الأراضي الباكستانية ستتم مواجهته برد صارم، وذلك بعد ساعات من فشل المحادثات بين البلدين في إسطنبول في التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري شن الجيش الباكستاني هجمات على ما قال إنها مخابئ لحركة طالبان الباكستانية في أفغانستان مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص الذين وصفهم بالمتمردين. وقالت أفغانستان إن القتلى كانوا مدنيين وقصفت مواقع عسكرية باكستانية ردا على ذلك، وزعمت أنها قتلت 58 جنديا باكستانيا.
وقال الجيش الباكستاني إن القتال على الحدود أسفر عن مقتل 23 جنديا.
واتفق الجانبان على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة في 19 أكتوبر، تلاه أربعة أيام من المحادثات هذا الأسبوع في إسطنبول والتي انتهت بدون نتيجة حاسمة.
وأصدر وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، تحذيرا صارما لنظام طالبان في أفغانستان، قائلا إن باكستان لن تتسامح مع أي "خيانة وسخرية".
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس، قال وزير الدفاع إن "باكستان شاركت في محادثات، بناء على طلب من الدول الشقيقة في مسعى لإعطاء السلام فرصة، لكن "تصريحات سامة" أدلى بها بعض المسئولين الأفغان تعكس بوضوح العقلية المخادعة والمنقسمة لنظام طالبان"، حسب صحيفة ذا نيوز الباكستانية اليوم الأربعاء.
وكتب الوزير على موقع إكس "لقد تحملنا خيانتكم وسخريتكم طويلا، لكن ليس بعد الآن. أي هجوم إرهابي أو أي تفجير انتحاري داخل باكستان سيذيقكم مرارة تلك المغامرات".
واتهم آصف في تغريدة له شديدة اللهجة أيضا كابول بـ"دفع أفغانستان بشكل أعمى إلى صراع آخر" للحفاظ على ما وصفه بـ"حكمها المغتصب واقتصاد الحرب".
وأضاف "أؤكد لهم أن باكستان ليست بحاجة إلى استخدام حتى جزء بسيط من ترسانتها الكاملة للقضاء تماما على نظام طالبان ودفعهم إلى الكهوف للاختباء".
وعلى الرغم من فشل المحادثات، مازال وقف إطلاق النار قائما، ولم ترد أنباء عن اشتباكات جديدة على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان. وأغلقت الدولتان جميع المعابر الرئيسية، مما أدى إلى تقطع السبل بمئات الشاحنات التي تحمل السلع واللاجئين على الجانبين.
وكان وزير الإعلام الباكستاني قد قال فجر اليوم الأربعاء إن محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان فشلت في إسطنبول بعد أربعة أيام من المفاوضات، متهما حكومة طالبان في كابول بأنها رفضت اتخاذ إجراءات ضد المسلحين المسؤولين عن الهجمات الدامية عبر الحدود.
وجاءت هذه المحادثات عقب جولة سابقة في الدوحة أسفرت في 19 أكتوبر عن وقف لإطلاق النار بعد اشتباكات حدودية دامية بين الجانبين، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص من جنود ومدنيين ومسلحين.
وتتهم باكستان حركة طالبان بإيواء مسلحين مرتبطين بتصاعد الهجمات ضدها، بينما تنفي كابول استخدام أراضيها لشن هجمات على باكستان.
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار في منشور على منصة إكس فجر الأربعاء إن المحادثات "فشلت في التوصل إلى أي حل عملي" رغم الوساطة التي قامت بها قطر وتركيا.
ولم يصدر تعليق فوري من كابول على تصريحات تارار.
وقال الجيش الباكستاني اليوم الأربعاء إنه قتل سبعة من مسلحي حركة طالبان الباكستانية في عملية في منطقة كورام بإقليم خيبر بختونخوا. وذكر البيان أن ستة جنود قتلوا أيضا، مضيفا أن البحث جار عن مسلحين هاربين.