"موجود في العزل منذ بدايته وباقٍ لنهايته والحمد لله أصبت بكورونا وتعافيت، وأتمنى أن تقدر الناس معاناتنا وترتدي الكمامة وتقدر خطورة الوضع الحالي"، هكذا عبر محمود حسن أخصائي التمريض الذي يعمل 8 ساعات يوميًا في قسم العناية المركزة بمستشفى عزل العجمي بالإسكندرية، عن رحلة العزل والشفاء منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقال حسن لـ"الشروق" إن الخطورة في المرحلة الحالية، اعتقاد الناس بأن الوباء انتهى، وبالتالي أهملوا كل ما هو احترازي وتجنبوا ارتداء الكمامة، مشيرًا إلى أن عمله الأساسي في مستشفى العجمي، التي تحولت إلى عزل منذ مارس الماضي، وأنه أول من استقبل الحالات الأولى من المصابيين وكانت مرحلة صعبة.
وأضاف "التمريض بالنسبة لي رسالة جعلت بيننا وبين المرضى ما يسمى بالعشرة، وجعلنا الوباء أهل في الوقت الذي يرفض بعض ذويهم الجلوس حتى بجانبهم، ووصلت العلاقة بين المرضى والأطقم الطبية لدرجة أن ندعمهم نفسيًا، والاطمئنان عليهم وخروجهم بمثابة حالة ارتياح نتمناها جميعًا وتمحو سهر أيام طويلة".
وعن رحلة إصابته إلى الشفاء، قال حسن، "أصبت بفيروس كورونا وشعرت بالعدوى من الأعراض التي بدأت تزيد كلما مر الوقت، ما بين ارتفاع في درجة الحرارة والكحة وتكسير في الجسم، وأخبرت مدير المستشفى، وتم سحب مسحة وتبين إيجابيتها، وعُزلت من 2 أغسطس إلى 20 أغسطس"، متابعًا "كانت فترة صعبة جدًا لكن الحمد لله سبحانه وتعالى قدرت أتخطاها بدعم المدير وزملائي والأطباء الذين أشرفوا على علاجي وكانوا متابعين لي في كل لحظة".
وتمنى حسن، بأن يرتدي الجميع الكمامة لمكافحة الفيروس؛ لأن الكثير من المواطنين يعتقد انتهاء الجائحة، مشيرًا إلى أنه أثناء عودته للمنزل لقضاء فترة العزل المنزلي لم ير أحدًا يرتدي كمامة وازدحام غير عادي دون اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي لمكافحة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن أعداد المرضى في العناية المركزة تزداد نتيجة هذا الإهمال العشوائي.