ختام جلسات مؤتمر «رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة» بالمجلس القومي للترجمة - بوابة الشروق
الأربعاء 30 أبريل 2025 7:26 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ختام جلسات مؤتمر «رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة» بالمجلس القومي للترجمة

محمود عماد
نشر في: السبت 30 نوفمبر 2024 - 6:37 م | آخر تحديث: السبت 30 نوفمبر 2024 - 6:37 م

اختتمت جلسات المؤتمر الذي نظمه المجلس القومي للترجمة، بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيل الكاتبة والأديبة الكبيرة رضوى عاشور، وذلك تحت عنوان "رضوى عاشور وهرمنيوطيقا الترجمة".

وترأس الجلسة الرابعة والأخيرة الأستاذ الدكتور شكري مجاهد، وضمت الجلسة الرابعة ثلاثة متحدثين، وهم الدكتورة سحر محمد فتحي، الدكتورة ندى حجازي، والدكتورة نرمين الشرقاوي، كما شاركت المترجمة كاي هايكينن بمقطع فيديو مسجل.

وبدأت الدكتورة سحر محمد فتحي، الجلسة بحديثها عن رواية "ثلاثية غرناطة"، قائلة إن رضوى عاشور جسدت في روايتها معاني العزة، النصر، والاستسلام، ومشاعر أخرى كثيرة، متابعة أن عاشور قدمت حلقات إنسانية متشابكة ومتعاقبة، قدمت للقارئ صورة مغايرة عن تاريخ سقوط غرناطة.

وتابعت أن ملحمة "ثلاثية غرناطة" هي ملحمة إنسانية، وهذا ما جعل موقع المهمشين فيها محوري، وهذا ما ركزت عليه رضوى عاشور، وهو التركيز على المتأثرين بالحدث التاريخي، وليس الحكام.

وأضافت أن تفاصيل حياة الأبطال العاديين كانت هي بطل الرواية، وذلك بكل المشاعر الإنسانية التي نعرفها، والخاصة بهؤلاء المهمشين، والتي وضعتهم في بؤرة الأحداث، متابعة: "نلمس اسهابا في الوصف عن الحياة وكل مناحي المعيشة الخاصة بالناس، وذلك في إحكام سردي ببناء هذا العالم الروائي"، مختتمة أن الحياة التي بثتها رضوى عاشور في البيت والأرض وفي كل شيء هو ما جعل الرواية تنبض بالحياة، وجعلها ملحمة إنسانية بالفعل.

فيما قالت الدكتورة ندى حجازي، في حديثها عن شق ترجمة المقاومة، إن مفهوم المقاومة أوسع من مقاومة المدافع فقط، بل من الممكن أن تكون المقاومة بالكلمة سواء المكتوبة أو المترجمة، أو أن تكون المقاومة بالصورة.

وأضافت أن رضوى عاشور، قارئة للتاريخ قبل أن تكون كاتبة، متابعة أن رضوى عاشور ترجمت شتى أنواع المقاومة إلى روايتها، مؤكدة أن رضوى عاشور تحاول دائما حكي التاريخ بأعين من عايشوه، وليس ما يريده غيرهم، وحاولت دائما مواجهة السرديات المفروضة وتواجه تزييف التاري، وذلك يحيل النص الخاص بها سلاحا للمقاومةضد الموت.

وتابعت أنه في رواية "ثلاثية غرناطة" نجد المقاومة، وفي رواية "الطنطورية" بالطبع تلعب المقاومة الدور المحوري في الأحداث، لتأكد عاشور على استحالة محو التاريخ الفلسطيني، تاريخ الناس التي دائما ما تنحاز له رضوى عاشور، وتحدثت عن تفصيلة تشابه الأسماء في رواية الطنطورية، وأن ذلك يعني بأن القضية الفلسطينية لن تموت حتى مع استشهاد الفلسطينيين، مؤكدة أن الحكاية نفسها تشكل مقاومة ضد تزييف التاريخ.

وأكملت: "إننا مرة أخرى نرى المهمشين والمعتقلين هما أبطال رضوى عاشور، وذلك في رواية "فرج"، مضيفة عن "أثقل من رضوى"، أنه عمل يمثل مقاومة الفساد، وذلك بتجسيدها فيه مشاهد من ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومقاومة المرض الذي أصيبت به في آخر حياتها، وأما عن رواية "قطعة من أوروبا"، مشيرة إلى أن رضوى عاشور تقدم فيها سردا تفصيليا عن الأحداث الكبرى في تاريخ مصر.

وتحدثت الدكتورة نرمين الشرقاوي، في ختام متحدثي الجلسة عن كتاب "الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا"، قائلة إنه يمثل أدب الاستعادة لأن هنالك فترة زمنية بين الرحلة وبين كتابة رضوى عاشور لها ونشرها، مضيفة أن رضوى عاشور مزجت بين الذكريات والتأمل الذاتي في سرد مميز.

وتابعت أن المنهج التأويلي لقراءة كتاب الرحلة يرينا تجارب الذات عند رضوى عاشور، ويرينا أيضا البعد الإنساني في الكتابة الذاتية لديها، مضيفة أن الصورة حاضرة بقوة في كتاب الرحلة، وتتعدى كونها صورة مادية فقط، ولكن تتحول إلى مجاز لدى رضوى عاشور.

وأكملت أن البعد السياسي حاضر هو الآخر، وذلك في الكثير من المستويات مثل المستوى المصري الوطني والعربي القومي والاهتمام بالقضية الفلسطينية، وهذا ما يجعل رضوى عاشور مناضلة سياسية.

واختتمت تحليلها لكتاب الرحلة بالقول بتواجد البعد النسوي الحاضر بقوة في الكتاب، والبعد الشخصي أيضا، والمرتبط بالعائلة وخاصة علاقتها بزوجها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، موضحة أن تفاصيل تجربة رضوى الشخصية أحيلت إلى خطاب إبداعي جماعي يمس كل الأشخاص، ويعيد تشكيل اسئلة الحرية والإنسانية كلها.

جدير بالذكر أنه تجسيدا لقيم الوفاء تجاه من قدم وأعطى للفكر والثقافة في مصر تحتفل وزارة الثقافة بذكرى الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور، وذلك من خلال تنظيمها مؤتمرا علميًا بالمركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي، وذلك لما تحظى به رضوى عاشور من تقدير كبير فى الأوساط الأدبية والثقافية.

وتُعد من الأصوات القوية بين الكتاب المصريين من جيل ما بعد الحرب، إذ يعتبرها الكثيرون كاتبة تتمتع بنزاهة وشجاعة استثنائيتين، حيث تتناول أعمالها بعمق موضوعات السياسة والتاريخ والمنفى، وتنوعت أعمالها ما بين النقد الأدبى والرواية والقصة والسيرة الذاتية، وترجمت نصوصها، إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، واشتهرت بثلاثيتها المعروفة باسم «غرناطة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك