أطباء بلا حدود: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة - بوابة الشروق
الجمعة 1 أغسطس 2025 10:40 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

أطباء بلا حدود: التجويع الإسرائيلي يفاقم سوء التغذية بين أطفال غزة

جنيف - الأناضول
نشر في: الخميس 31 يوليه 2025 - 2:35 م | آخر تحديث: الخميس 31 يوليه 2025 - 2:35 م

** المسؤولة بالمنظمة إيناس أبو خلف للأناضول:
ـ الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس وفقا لمشاهدات فرق المنظمة على الأرض
ـ فرقنا تعمل بغزة منذ 25 عاما ولم نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم حتى خلال الحروب السابقة

 

وسط مواصلة إسرائيل حرب الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين في غزة، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تفاقم كارثة سوء التغذية بين الأطفال بالقطاع المحاصر.

المنظمة أكدت أن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون سوء تغذية حادا تضاعف ثلاث مرات خلال الأسابيع الماضية، بغزة.

ولفتت إلى أن فرق "أطباء بلا حدود" بقطاع غزة تستقبل يوميا 25 حالة سوء تغذية حاد جراء استمرار الحصار والهجمات الإسرائيلية.

وقالت إيناس أبو خلف، مسؤولة الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "أطباء بلا حدود"، للأناضول إن "الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس، ويتدهور يوما بعد يوم"، استنادا إلى مشاهدات فرق المنظمة العاملة في الميدان.

والثلاثاء، وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الوضع في غزة بأنه "أسوأ سيناريو للمجاعة"، وأكدت أن الطريقة الوحيدة لوقف هذه الكارثة هي إغراق القطاع بكميات هائلة من المساعدات.

وأضافت أبو خلف: "لم نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم من قبل، فرقنا تعمل بغزة منذ 25 عاما دون انقطاع، ولم نر شيئا مماثلا حتى خلال الحروب السابقة".

وتابعت: "لا كهرباء، ولا غذاء، ولا مساعدات إنسانية، هناك تجويع ممنهج، وأوامر تهجير جماعي، واقتحامات متواصلة، وإسرائيل تواصل دفع المدنيين في غزة بمن فيهم موظفو المنظمة والمرضى وحتى الرضع، نحو ساحة حرب يومية".

وأشارت إلى أن أحد العاملين في المنظمة وابنه أصيبا بجروح خطيرة إثر قصف إسرائيلي استهدف كنيسة، مؤكدة أنه "لا مكان آمنا أو مقدسا في غزة".

وفي 17 يوليو الجاري، قصفت إسرائيل كنيسة "العائلة المقدسة" شرق مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 9 بينهم كاهن الرعية الأب جبرائيل رومانيللي، وفق بيان للبطريركية اللاتينية في القدس حينها.

وأكدت أبو خلف أن "هذه الإبادة الجماعية تستهدف جميع جوانب حياة الفلسطينيين في غزة، المدنيون محاصرون في منطقة آخذة في التقلص اليوم، لم يعد متاحا سوى 13 بالمئة فقط من مساحة القطاع (365 كلم مربعا) لمليوني نسمة، يجب على هذا الوضع أن ينتهي فورًا".

** 25 حالة سوء تغذية يوميا

وأوضحت أبو خلف أن إسرائيل تستخدم الغذاء سلاحا في هذه الحرب، إذ سجلت فرق المنظمة ارتفاعا غير مسبوق في حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل في عياداتها ومرافقها الطبية بغزة.

وقالت: "خلال الأسابيع الأخيرة، تضاعف ثلاث مرات عدد الأطفال دون الخامسة الذين يعانون سوء تغذية حادا" في قطاع غزة.

وبينت: "نتحدث عن حالة من بين كل أربع حالات تقريبا بين الأطفال والحوامل، ونستقبل يوميا نحو 25 حالة جديدة بسوء التغذية، هذه الأعداد مستمرة في الارتفاع مع استمرار الحصار على غزة".

وبينما لم تحدد المسؤولة بالمنظمة رقما بالخصوص، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية، لمراسل الأناضول، الخميس، إن عدد الأطفال الذين يعانون سوء تغذية في القطاع بلغ نحو 20 ألف طفل منذ 7 أكتوبر 2023.

والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر، إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.

أشارت أبو خلف إلى أن القصف الإسرائيلي أجبر "أطباء بلا حدود" على إخلاء بعض المراكز الصحية، مؤكدة أن الوضع غير الآمن بغزة يقوض القدرة على إيصال الخدمات الطبية.

وأكدت أن لا وجود فعليًا لما يُسمى "مجال العمل الإنساني" في غزة، وأن دعوات رفع الحصار الإسرائيلي ووقف إطلاق النار لا تلقى آذانًا مصغية.

وزادت: "المجتمع الدولي وزعماء العالم يواصلون تجاهل ما يجري في غزة، نحن أمام نقطة فاصلة في تاريخ العمل الإنساني، المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر لا تكفي بأي حال، بل هي مجرد قطرة في محيط من الاحتياجات".

** الناس يخاطرون بحياتهم ما أجل الغذاء

وحذرت أبو خلف من نقص حاد في حليب الأطفال والمستلزمات الأساسية مثل الحضانات وأجهزة الموجات فوق الصوتية، خصوصا في مستشفيات شمال القطاع، مؤكدة أن وحدات العناية بالرضع تواجه صعوبات (لم تذكرها).

وانتقدت ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة، ووصفتها بأنها "غطاء لاستمرار عمليات القتل اليومية"، مشددة على أن "الناس يخاطرون بحياتهم للحصول على الغذاء، بينما تكافح المستشفيات من أجل البقاء".

ودعت إلى فرض وقف إطلاق نار دائم وغير مشروط، ورفع الحصار، والامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتغيير الواقع في غزة.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.

وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

** غزة تموت جوعا

ويواجه قطاع غزة المحاصر منذ أشهر وضعا إنسانيا كارثيا، مع انتشار الجوع وانعدام المياه والأدوية واللوازم الطبية ومواد النظافة.

وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأربعاء، 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك