رضوى عاشور... وداعًا - محمود عبد الفضيل - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 10:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رضوى عاشور... وداعًا

نشر فى : الأربعاء 3 ديسمبر 2014 - 9:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 ديسمبر 2014 - 9:25 ص

جاءنى نبأ رحيل الدكتورة رضوى عاشور وأنا فى الخارج فشعرت بحزن كبير. فرضوى على المستوى العام كأكاديمية وروائية ومناضلة سياسية من أبرز نساء جيلها. وعلى الصعيد الشخصى كانت رضوى صديقة وإنسانة رائعة وشديدة الرقى فى همسها وجهرها.

وقد تميز مشروعها الإبداعى بارتباطه الوثيق بقضايا التحرر الوطنى والانعتاق من الظلم والقهر. وقد تجلى هذا منذ أطروحة الدكتوراه التى كانت حول «الأدب الأفريقى الأمريكى». كذلك صدر لها عام 1980 عمل نقدى مهم بعنوان «التابع ينهض» حول الرواية فى غرب أفريقيا.

وعلى صعيد النضال الثقافى والسياسى شاركت رضوى عاشور مع الدكتورة لطيفة الزيات فى تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، التى لعبت دورا مهما فى صد الهجوم على الثقافة الوطنية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، كما كانت رضوى عضوا فاعلا فى مجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات التى دافعت عن استقلال الجامعات فى ظل الحكم الاستبدادى لنظام مبارك.

واتجهت رضوى الأستاذة الجامعية والناقدة الأدبية إلى الإبداع الروائى فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى، ومن أول تلك الأعمال أيام طالبة مصرية فى أمريكا الصادر عام 1983، وأتبعتها بإصدار ثلاث روايات: حجر دافئ، خديجة وسوسن، سراج. وقد توجت تلك المرحلة بإصدارها لرواياتها التاريخية ثلاثية غرناطة فى التسعينيات التى نالت العديد من الجوائز.

ومن أعمالها الأخيرة دراسة عن أحمد فارس الشدياق الصادرة عام 2009 ورواية فرج التى تتحدث عن الواقع السياسى المصرى، ورواية الطنطورية الصادرة عام 2010 وتقع أحداثها فى قرية فلسطينية، حيث إن حياة رضوى الشخصية جسدت العلاقة الحميمة بين مصر وفلسطين. ولا يتسع المجال هنا لسرد كل الأعمال الأدبية والإبداعية لرضوى عاشور فهى غزيرة ومتنوعة.

ولحسن الحظ تركت لنا رضوى مقاطع من سيرتها الذاتية بعنوان أثقل من رضوى الصادر عن دار الشروق عام 2013. وهكذا لم تتوقف رضوى عن الكتابة والإبداع رغم صراعها الطويل مع المرض خلال الأربع سنوات الأخيرة. وكانت أسرة رضوى هى فى ذاتها منظومة إبداعية صغيرة: فالزوج مريد البرغوثى شاعر فلسطينى كبير والابن تميم البرغوثى أكاديمى وشاعر بارز من شعراء العامية والفصحى المصرية والفلسطينية.

فوداعا رضوى عاشور، وعزاء لمصر والوطن العربى لفقدان هذه الشخصية الرائعة وخالص التعازى لأسرتها الصغيرة: مريد وتميم.

التعليقات