** قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة العالم للفرق للإسكواش، قررت سبع دول عدم الاشتراك وفى مقدمتها إنجلترا التى لم تكتف بالانسحاب، ولكنها حرضت دولا أخرى على عدم الاشتراك. وهذا التحريض غير مفهوم أسبابه وهو يقودنا إلى الفهم التقليدى الدائم : «إنها مؤامرة ضد مصر».. فهل يطلعنا سفير بريطانيا فى القاهرة بعد اتصالات بلندن على أسباب هذا التحريض؟ فإذا كانت إنجلترا لاترغب فى اللعب بالقاهرة، وتخشى على مواطنيها من المشاركة، فلماذا تبذل جهدا مضنيا لإقناع دول أخرى بعدم المشاركة؟!
** الإرهاب الخسيس أصبح موطنه الأصلى الشرق الأوسط. شئنا أم أبينا، وعلينا الاعتراف بذلك. أدركنا أم لم ندرك. علينا أن ندرس أسباب هذا الإرهاب، فهل حقا صنعه الغرب أم ولد من بطن الشرق؟ لقد اعترفت هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة للرئاسة، بأن الولايات المتحدة صنعت القاعدة، لمحاربة الروس فى أفغانستان، وهو نفس المنطق الذى استخدمناه فى مصر، بفتح الباب لرفع راية الدين النبيلة فى الجامعة لأهداف محاربة الشيوعية.. وفى الحالتين، خان الذكاء من فعل ذلك هناك وهنا..
** الإرهاب موجود فى العالم. ووصل إلى أمريكا من قبل ثم وصل فى ليلة الأربعاء السوداء ، أمس الأول، حيث قتل بالرصاص 14 وجرح 17 فى كاليفورنيا.. وهو قبل ذلك اغتال فى فرنسا العشرات، ولعب فى بلجيكا، وفى كينيا، وفى نيجيريا، ويفتح منافذه فى ليبيا وتونس..
( أنصح بقراءة دراسة نشرت فى مجلة أتلانتيك الأمريكية بعنوان «ماذا يريد حقا تنظيم داعش؟»).. ولعل من لايعلم ماذا يريد التنظيم يفكر لماذا هو دولة، بينما لايعتبر تنظيم القاعدة دولة، ولماذا لداعش خليفة، بينما لم يكن بن لادن خليفة ؟
** هل انتشار الإرهاب فى عدة دول سيمنع إقامة بطولات ومنافسات رياضية بتلك الدول؟ هل لو نظمت فرنسا بطولة العالم للإسكواش سيتوجه فورا الفريق الإنجليزى ومعه الدول الأخرى للمشاركة فى البطولة؟ ولا أطرح السؤال دون أن أعرف إجابته، فكما ذكرت، بات الشرق الأوسط موطنا للإرهاب، يسكنه، أو يصدره. والإشارة إلى وقوع أحداث إرهابية فى فرنسا وأمريكا وكينيا وغيرها، ليس بهدف « معايرة » الدول الأخرى « بإرهابهم » عملا بالطريقة الإعلامية المصرية: « وانتم عندكم إرهاب ».. إلا أن الإشارة تعنى بوضوح، أن العالم سيخوض حربا ضروسا وطويلة ضد مرض سرطانى موجود فى منطقتنا، وسيكون الشرق الأوسط ملعبا لتلك الحرب حتى لاتكون حدود دول الغرب ساحة لتلك الحرب..
** المهم، أنه فى حالات الانسحابات المفاجأة من البطولات العالمية، ودون أسباب حقيقية ملموسة، تتخذ الاتحادات الدولية قرارات حاسمة تتضمن عقوبات على من ينسحب ويتخلى عن المشاركة.. فهل سيفعل الاتحاد الدولى للإسكواش شيئا إزاء قرار عدم الاشتراك من جانب الدول السبع فى بطولة العالم بالقاهرة أم ستبقى القاعدة الأبدية قائمة: « أسد علينا، نعامة عليهم » ؟!
** الإجابة: نعامة ؟!
** تعادل منتخب مصرالأوليمبى مع نيجيريا بعد أن كان مهزوما بهدفين يؤكد أننا نستطيع حين نريد.. لكن يبقى السؤال: متى نريد ؟!