إسرائيل وطرد اللاجئين الأفارقة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل وطرد اللاجئين الأفارقة

نشر فى : الأحد 3 ديسمبر 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 3 ديسمبر 2017 - 9:35 م

نشرت المجلة الأمريكية The Forward مقالا للكاتب «راسل نايس» ــ معلم وناشط يهودى ــ والذى يناقش فيه قرارا أصدر من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية بطرد اللاجئين الأفارقة إلى موطنهم الأصلى.

بداية ذكر الكاتب أنه فى عام 1939، غادرت جدته فيينا مع أسرتها وجزء من ممتلكاتها إلى شنغهاى. وكانوا من بين عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من النازية. وكانوا يعيشون فى غرفة واحدة مع عشرة أفراد أو أكثر، ويعيشون على حصص الإغاثة المقدمة من لجنة التوزيع المشتركة ومساعدة الآخرين.

مثل كثير من اللاجئين الآخرين، كانوا فى طريقهم إلى إسرائيل حيث بدأوا فى إعادة بناء حياتهم، ولكن لن ننسى أبدا ما حدث لهم.

هذه قصة عائلتى، مثلها مثل قصص العديد من الإسرائيليين الآخرين الذين ساعدت عائلاتهم فى بناء الدولة فى وقت مبكر. فكان هؤلاء بمثابة القوة الدافعة وراء النجاحات الدبلوماسية لإسرائيل حيث قام ممثلوها بالمشاركة فى صياغة العديد من إجراءات اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين عام 1951، وكانت إسرائيل أول دولة توقع عليها. تعتبر هذه الاتفاقية وثيقة قانونية رئيسية تقنن وضع اللاجئين وتحدد حقوقهم والتزامات الدول بحمايتهم.

وبالنظر إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية، نجد أنها أكبر فصيل معارض لتلك الاتفاقية حيث تنتهك بشكل مباشر روح الاتفاقية، ومن الجدير بالذكر أنها لا يقع عليها أى مسئولية قانونية.

واليوم، هناك ما يقرب من 39.000 من طالبى اللجوء إلى إسرائيل، ومعظمهم فارين من الحروب والديكتاتورية فى إريتريا والسودان. وعلى مدى سنوات قامت الحكومة الإسرائيلية باعتقال العديد من اللاجئين، كما قامت بترحيلهم قسرا إلى دول إفريقية أخرى مقابل الأموال بالإضافة إلى شروط معينة فى اتفاقيات السلاح والتدريب العسكرى. ومن الجدير بالذكر أن تلك الإجراءات اتخذتها المحكمة العليا الإسرائيلية عدة مرات على الرغم من عدم قانونيتها.

وفى محاولة للاتفاق على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع على وضع اللاجئين بين خيارين إما ترحيلهم إلى روندا أو سجنهم إلى أجل غير مسمى فى إسرائيل. فضلا عن قيام الرئيس الجديد لحزب العمل الإسرائيلى بإقناع أعضاء الكنيست بالموافقة على هذا الاقتراح لأنه فى حالة عدم تنفيذ هذا القرار سوف يدفعون ثمنا سياسيا باهظا. فمن الضرورى ألا يتم تحويل قضية إنقاذ حياة اللاجئين إلى قضية سياسية.

فى عام 1977، كان أول عمل قام به مناحم بيجين كرئيس وزراء هو منح الجنسية وكامل الحقوق لللاجئين الفيتناميين الذين يسعون للحرية، وتقطعت بهم السبل على قوارب فى بحر الصين الجنوبى. وعلق بيجين قائلا: «لم ننس أبدا الكثير من شعبنا الذى تعرض للعنف والاضطهاد والمهانة، ومن ثم فمن الطبيعى أن يكون أول عمل لى كرئيس وزراء هو إعطاء هؤلاء الناس ملاذا فى أرض إسرائيل».

قبل ثلاثين عاما، بدأت محاولة إنهاء الإبادة الجماعية فى منطقة دارفور السودانية بشكل جدي؛ فعلقت المعابد اليهودية فى جميع أنحاء العالم لافتات عملاقة مكتوب عليها «دعوة لضميرك ــ انقذ دارفور»، فضلا عن قيام المنظمات اليهودية الرئيسية بدفع إعلانات على صفحة كاملة بصحيفة نيويورك تايمز، وشاركت فى مسيرات داعمة للقضية رافعة شعارات «Never Again».

كتب إيلى ويسل عن هذا الإعلان قائلا: «لقد أصبح السودان «عاصمة العالم «للآلام والمعاناة والتعذيب، فلايزال هناك جزء من السكان يهيمن عليهم الجوع والإهانة والموت».

اليوم، تؤيد الحكومة الإسرائيلية والمعارضة إلى ترحيل اللاجئين إلى موطنهم الأصلى. ويبقى السؤال هنا هل سنظل صامتين ونفضل النظر بعيدا؟!

التعليقات